هل من عودة إلى تلك الأيام العطرة

 


 

 

زفرات حرى
الطيب مصطفى

تتصاعد انتفاضة الكرامة والعزة وتبلغ ذروتها في دارفور يطل الرئيس البشير "ويتقنطر" لوحده في أعلى المنصة التي خاطب منها جمهوره المتعطش للقائه وتبرز من بين اللافتات شعارات أبناء الفور والزغاوة والمساليت الذين يتاجر باسمهم اوكامبو وحركات التمرد البائسة من خارج حدود السودان وجاء ناطق إحدى الحركات المتمردة عندما سألته مذيعة قناة الجزيرة عن تقييمه للاستقبال الجماهيري للرئيس في دارفور نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا حشد جاء به من الخرطوم بالطائرات!!
ذلك الاستقبال المدهش لم يصب ذلك المسكين الذي أفحمته المذيعة بسؤالها المحرج "ألا ترى أن قولك هذا يضعف من مصداقيتك ؟ لكنه أصاب كل سفارات التجسس والمنظمات الاستخباراتيه بالصدمة وليت الحكومة استطاعت أن تنقل ذلك الحدث حتى لو عن طريق الاعلان التجاري إلى كل العالم عبر الفضائيات الغربية المعادية.
إن تلك الزيارة ينبغي أن تتلزها زيارات أخرى ذلك أن الأمواج البشرية التي خرجت في كل حاضرة ولاية أو أو مدينة من مدن السودان الشمالي ستتضاعف مرات ومرات في كل من تلك الأماكن إذا خاطبها قائد انتفاضة الكرامة بنفسه كما تضاعفت في مدينة الفاشر الأمر الذي يدعوني إلى أن أطلب من الرئيس البشير ألا يتوقف عن الهاب نيران هذه الانتفاضة المباركة بتكثيف الزيارات إلى كل ولايات السودان الشمالي وما من شيء أحدث تأثير ودوياً هائلاً على المستويين الداخلي والخارجي وكان بمثابة الرد على تخرصات اوكامبو مثل تلك المسيرات والتظاهرات خاصة تلك التي خاطبها الرئيس البشير وقد عملت مدى التأثر الذي حدث للوفود العربية الزائرة التي شهدت افتتاح مشروع سد مروي وهي ترى البشير يخاطب الجماهير بتلك الطريقة التي لم يعهدوها من قبل بالرغم من أن ذلك الاحتفال لا يقارن بما أعقبه من مسيرات هيجها وسعرها ذلك الاستهداف الذي تعرض له السودان ورئيسه.
إذا كانت المسيرات الكبرى في الخرطوم والفاشر وغيرهما من مدن السودان قد خدمت أغراضها وأدوراها المتمثلة في إظهار القوة والتأييد الذي يحظى به الرئيس والعزلة التي تعاني منها الحركات المتمردة التي ظلت تكذب وتتحرى الكذب بأنها تمثل الشعب السوداني فإن اللطمة الثانية المتمثلة في طرد منظمات التجسس كانت ضربة معلم لم يتوقعها من ظنوا أن استهدافهم للسودان سيؤدي إلى تركيعه بل وإلى يام الحكومة بتسليم الرئيس طائعة مختارة.
على الحكومة أن تمضي في مسيرة إظهار القوة فوالله إني لأرى عربات الدفع الرباعي التي كانت تجوب شوارع العاصمة قد اختفت من الطرق بعد أن سمع الجواسيس زئير الرئيس في الخرطوم والفاشر وآن الآوان لأن نسمع قرار طرد سيما سمر وسفير فرنسا في الخرطوم وحبذا لوتبعه السفير البريطاني خاصة وأن ما ذاقه السودان من كيد وتآمر بريطانيا منذ سوط الدولة المهدية تزول منه الجبال وسأكتب عن ذلك مجدداً إن شالله.
إنأمريكا لا تحترم إلا الأقوياء فها هي ترضى بشيخ شريف في الصومال بعد أن رفضته في السابق وأخرجته من الحكم بعد أن اقتنعت بأنه نعتدل وأن بديله هو تنظيم القاعدة وها هي أمريكا تحت اوباما تعلن أنها ترحب بالتعاون مع المعتدلين ن طالبان وهاهي أمريكا يزور مبعوثوها دمشق وتصرح وزارة خارجيتها بأنها ترحب بدور إيراني في أفغانستان؟!
إن أمريكا المثخنة بلجراح جراء الأزم المالية تبحث عن مخرج بعد أزماتها المتلاحقة جراء سياسيات الأحمق بوش وآن الآوان لها بأن تدرك أن البشير الذي لالما مد غصن الزيتون ولم يجد غير النكران والاحتقار والكيد والتآمر يستند إلى قاعدة جماهيرية عريضة وأن بديله سيكون وبالاً عليهم فو الله أن هناك قوة كامنة تتحرق شوقاً لأن تعود إلى تلك الأيام العطرة ..الأيام التي عبر عنها صلاح قوش أننا كما (أسلاميين متطرفين وأصبحنا معتدلين متحضرين) ولكن ماذا أفاد الاعتدال غير اتفاقيات الذل الخنوع التي نتجرع اليوم علقمها المر.

 

آراء