هنادي على رأس هرم الشباب والرياضة..!!

 


 

كمال الهدي
9 September, 2021

 

تأمُلات
. حين أُعلن عن تولي الأخت والزميلة المحترمة هنادي الصديق أمانه الشباب والرياضة في ولاية الخرطوم تساءل البعض بما يشبه الاستنكار عن مؤهلات هنادي وما قدمته للرياضة في البلد.

. من حق أي سوداني أن يطرح مثل هذه الأسئلة، فالمناصب العامة ليست لعبة، وهي تكتسب أهمية قصوى في بلد مثل السودان لإعتبارات عديدة نعلمها جميعاً.

. ويا ريت لو بدأنا بطرح مثل هذه الأسئلة عن المؤهلات وعطاء من تولوا المناصب العامة منذ ذلك اليوم الذي احتفت فيه أكثريتنا بظهور مساعدة دكتور حمدوك في أول لقاء له.

. لكن يومها انشغل الناس بمظهر داليا الروبي ولطفها في التعامل مع الحضور ونسوا مثل هذه الأسئلة المهمة.

. وعموماً قبل أن يسبقني الدكتور فخر الدين بنشر سيرة ذاتية مفصلة لهنادي كنت أود القول أن أهم مؤهل تتمتع به هنادي الصديق هو الأخلاق.

. ولا ننسى أن أكثر ما افتقدناه في الكثير من السياسيين والقادة في هذا البلد هو الأخلاق.

. أركز على الأخلاق لأن من يتمتع بها سيعرف من يستشير، وبمن يستعين متى ما صعب عليه أمر، هذا إن افترضنا أن هنادي لا تملك الخبرة والمؤهلات التي يتطلبها منصبها الجديد.

. لكن الواقع يقول أنها أهل لهذا المنصب الذي تولاه فيما مضى أقزام لا يفقهون شيئاً ورغماً عن ذلك صفق لهم ملايين السودانيين.

. والدقة في طرح الأسئلة كانت تقتضي أن يقول السائل " ماذا قدمت هنادي للوطن".

. فهذه الزميلة المحترمة كان عطاؤها دوماً من أجل الوطن وليس الرياضة وحدها.

. وفي رأيي الشخصي أنها قدمت لهذا الوطن أكثر مما قدمه دكتور حمدوك والكثيرين ممن استعان بهم أو وضعتهم الاتفاقيات المجحفة والمفخخة في مناصب أكبر من قدراتهم بكثير.

. فوقت أن كان الكثير من مسئولي هذه الحكومة يهنأون بمناصبهم المريحة خارج الوطن، أو يشاركون الطاغية قصوره ومكاتب حكومته الظالمة ظلت هنادي تنافح الظلم والفساد وتوقد شمعات لوعي لولا أمثالها من الزملاء المحترمين لفارقناه (فراق الطريفي لي جملو).

. أخلص من ذلك إلى أن هنادي أولى بمثل هذا المنصب الحيوي من غيرها.

. ولأن المنصب بالغ الأهمية أرجو ألا نركز على عبارات من شاكلة " المنصب يتشرف بها" حتى لا نتحول لبطانة سوء.

. فأي مسئول نظيف وعفيف يعمل في هذه الحكومة سيواجه صعوبات وضغوط لا تحصى لكى يتماهي مع العبث الحاصل أو يغادر منصبه غاضباً في نهاية الأمر.

. ولهذا يحتم علينا واجبنا أن نحفزها ونشجعها ونذكرها دوماً بما يتوجب القيام به على أكمل وجه.

. فالخراب الذي عم هذا القطاع مهول جداً ولن تستطيع هنادي بمفردها عمل شيء تجاهه، ما لم تجد الدعم من زملاء المهنة الأنقياء أولاً باعتبار الإعلام ورقة ضغط قوية، ثم من الشعب الثائر الذي يتوق لتغيير حقيقي.

. ولأن التغيير يبدأ بهولاء الشباب الذين قادوا هذه الثورة العظيمة يكتسب منصب هنادي أهميته الكبيرة.

. فلنكن لها عوناً حقيقياً بتصويبها متى ما قصرت، ولندعمها دعم المخلصين لقضية الوطن لا دعم بطانة السوء والمطبلين.

. أدرك تماماً ما ينتظر هنادي من تحديات، وأرجو مخلصاً ألا يتركها الشباب وحدها، وأن يقفوا معها وقفة ثوار حقيقيين لأنه في اليوم الذي ينظف فيه هذا الوسط الشبابي من الأدران التي لحقت به سنكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في بناء هذا الوطن، أو على الأقل اللحاق بما تبقى منه قبل فوات الأوان.

kamalalhidai@hotmail.com
///////////////////////

 

آراء