هيئة محامي دارفور تنعي شيخ المناضلين وأستاذ الأجيال الوطني الجسور الأستاذ/على محمود حسنين
قرآن كريم : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )سورة البقرة/ 155 –157 صدق الله العظيم
بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال والمواقف الوطنية المشهودة إنتقل شيخ المناضلين وأستاذ الأجيال ,الوطنى الجسور على محمود حسنين إلى الدار الآخرة صباح الجمعة الموافق 24/5/2019 التاسع عشر من رمضان المبارك 1440هجرية, فى حياته الحافلة بالكفاح المدنى ناهض المغفور له بإذن الله الشموليات بجسارة متناهية من لدن نظام عبود فالنميري فنظام البشير,كما برع فى فضح مشروع النظام البائد المسمى بالمشروع الحضارى وشعاراته الزائفة, فتعرض لكافة صنوف الحقد والتشفى ولم يجد منه الجلاد سوى الجسارة والعزيمة المتناهية , كان مخلصا لمبادئه مستميتا بلا هوادة ,لقد ظل وطنيا غيورا ومناضلا جسورا , ناصر المطالب المشروعة في كل مناطق السودان التي تعاني من المظالم وانحاز مبكرا لدعم مطالب دارفور العادلة , فى عامى 96و97 كان من ضمن قلة من المحامين المخضرمين الذين عززوا مبادرة محامو دارفور وشباب المحامين لإنتزاع نقابة المحامين من نظام البشير الترابي وكانت لمساهماته وخبراته المتراكمة الدور العظيم فى بلورة تحالف المحامين لإسترداد الديمقراطية والموقف المبكر لتحريك دور النقابات والإتحادات المهنية لمواجهة النظام البائد , ضمن مشاركاته المتعددة فى الدفاع عن المتأثرين بإنتهاكات حقوق الإنسان شارك المغفور له بإذن الله فى تأسيس الهيئة القومية للدفاع عن المتاثرين بأحداث الهجوم على أمدرمان فى مايو 2008 (عملية الزراع الطويل) وشكلت الهيئة القومية للدفاع عن المتاثرين بالهجوم على أمدرمان المصدة والترياق المضاد ضد هجوم النظام العنصرى البائد على أبناء دارفور بالعاصمة والولايات القريبة منها وقدمت الهيئة المذكورة العون القانونى للآلاف من أبناء دارفور وغيرهم بمعتقلات الأمن وأمام النيابات وبالسجون والمحاكم , فتم الإفراج عن أكثر من خمسة الف من أبناء دارفور المعتقلين والخاضعين للإنتهاكات الجسيمة فى مرحلة ما قبل الإجراءات القانونية والمحاكمة والمئات الآخرين منهم أمام المحاكم وكان من بين المتاثرين بالإعتقالات والإجراءات التعسفية المئات من الأطفال والمصابين والجرحى وإستشهد بعضهم تحت وطأة التعذيب كما قدمت الهيئة المذكورة الخدمات الصحية والعلاجية والدواء والكساء للمتاثرين بإنتهاكات حقوق الإنسان ,
ظل المغفور له بإذن الله أستاذ الاجيال على محمود حسنين مساهما فى أنشطة هيئة محامي دارفور وتطوير برامجها وأهدافها ولم تتاثر مساهماته المتواصلة بفترة غيابه البدنى القسرى عن البلاد, ففى طوال هجرته القسرية إلى الخارج ومن منفاه الإجبارى كان يرفد الهيئة بالأفكار والتجارب والخبرات ومشروعات القوانين والوثائق القانونية وحينما عاد إلى البلاد شامخا وهامته في الثريا تسمو نحو الحرية والديمقراطية وسيادة حكم القانون ظل متواصلا مع هيئة محامى دارفور بلا إنقطاع , فى صبيحة يوم وفاته طلب من الهيئة تنظيم ندوة يتحدث فيها عن القانون وسيادة أحكامه والقضاء العادل ,أقترح ان تكون فى قاعة الشارقة تحت عنوان (القانون الذى نريد) , هذا الطلب الآن بمثابة وصية ستنفذها الهيئة بمشيئة الله , كما وتامل الهيئة من القوى السياسية المفاوضة عن القوى الوطنية إستلهام الدروس والمواقف من تجارب المغفور له بإذن الله أستاذ الأجيال على محمود حسنين وأن تعمل على إسترداد السلطة المدنية بكاملها من المجلس العسكرى وإعادة الجيش إلى ثكناته .
تشاطر الهيئة وتنقل التعازي الحارة لأسرة شيخ المناضلين وأستاذ الأجيال على محمود حسنين الصغيرة والممتدة ولمنسوبي الحزب الإتحادي الديمقراطي ولأعضاء الجبهة الوطنية العريضة وللمعتصمين بميدان الإعتصام أمام القيادة العامة ولعموم أبناء الوطن وقد فقدوه حقا والبلاد فى مفترق طرق وأمس الحاجة اليه .
اللهم نسألك أن تنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين وإنا لله وإنا اليه راجعون.
هيئة محامي دارفور
السبت 25/5/2019- االعشرون من رمضان 1440هجرية
/////////////////