هيلاري والإرهاب!!
22 October, 2009
عادل الباز
بالأمس كادت هيلاري كلينتون أن تضع “قبلة” على خد شيخ شريف!!. قبل أعوام قليلة كانت الولايات المتحدة تضع قادة المحاكم الإسلامية في قائمة الإرهابيين وهاهي الآن تتلقاهم بالأحضان. انفصال الطاهر عويس الذي تصنفه الولايات المتحدة كإرهابي وابتعاده من المحاكم ساعد في هذا التغير ولكن ليس ذلك وحده. لقد أدركت أمريكا أخيرا أن الإرهاربيين خشم بيوت وهم درجات متفاوتة. فإرهاب بن لادن ليس كإرهاب طالبان ثم إن القاعدة ليس كمثل الحوثيين وهؤلاء لايشبهون إرهابيي بوكو حرام، كما حزب الله أرهابي (بالتقييم الأمريكي) خمس نجوم، لم تستطع الجيوش قهره وهو بالقطع ليس كحماس، فهنالك دائما فرق نوع وفرق مقدار بين الإرهابيين، فالإرهاب كله ليس ملة واحدة، كما أن الدول التي تقبع في قائمة الارهاب أنواع شتّى. فمنها الإسلامي ومنها العلماني ومنها التي لادين لها أصلا. الذي تغير في السياسة الأمريكية هو أنها تراجع القوائم الإرهابية ولكنها لاتتراجع عنها. أمريكا تدير الآن الحوار مع الإرهابيين دولا وجماعات!!. من وراء الكواليس، في العراق تدير أمريكا حوارا مع المجلس الإسلامي العراقي الذي يقاتل القوات الامريكية وتعترف بذلك هذا الأسبوع. بريطانيا بإيعاز من واشنطن تدير حوارا الآن مع حزب الله بعد أن أخرجته من قائمة الإرهاب، وبدأت الآن تراجع سياساتها وموقفها من حماس، وكل هذا برضا أمريكا وتحت عينيها. في أفغانستان بدأت أمريكا تتحدث عن طالبانيين معتدلين وآخرين متطرفين، والاثنان تضمهما قائمة إرهاب واحدة وبدأت حوار خفي معهم. أما عن دول قائمة الارهاب فهاهي الوفود الامريكية تتدفق على دمشق لم يمنعها شيء من التنزه في جبل قيسون ولا زيارة ضريح بن عربي ولا التسوق فى أسواق دمشق القديمة حتى سأل أحدهم وهو يلتحم بالجماهير أين الإرهابيون؟.
أما إيران التي على رأس القائمة الإرهابية تسعى أمريكا الآن للحوار المباشر معها رغم أنها الدولة الأخطر في العالم بعد باكستان بحسب التصنيف الامريكي. أما هنا فإن شهادة غرايشن في الكونغرس أزاحت السودان أخلاقيا من القائمة. فعدم وجود دليل يضع السودان في تلكم القائمة يفضح أكاذيب النظام الرسمي الأمريكي ويطعن في مصداقيته. الغريب أن كل الذين عقّبوا على حديث غرايشن لم يتجرأ أحدهم ليناهض إفادته.
بعد لقاء كلينتون مع شيخ شريف وانفتاح نوافذ الحوار على مصاريعها للحوار مع الارهابيين جماعات ودول نأمل أن تقتدي الأنظمة العربية بأمريكا وتسعى للتحاور مع معارضيها الإرهابيين بأمل أن يجدوا مخرجا مع هذا النفق المسدود الذي حشروا فيه شعوبهم وأرهقوهم قتلا وسجنا وتعذيبا. اللهم يا من هديت أمريكا لحوار الإرهابيين اهدِ قادة أُمتك المسلمة للحوار مع الإرهابيين المساكين ابتداءً من الحوثيين حتى بوكو حرام.
قوة إضافية!!
أمس الأول احتد الجدل في مجلس ولاية الخرطوم حول قانون الشرطة. فلقد طلبت الولاية طلبا غريبا من المجلس التشريعي. طالب واضعو قانون الشرطة فى المادة 80 تخويل الولاية لإنشاء شرطة خاصة بها في حالات الطوارئ!!. لا أعرف من هو العبقري الذي صاغ هذا النص؟. يعني هذا النص ببساطة أن تنشئ كل ولاية شرطة خاصة بها موازية للشرطة القومية. بمعنى سيكون لدينا ست وعشرون شرطة كلها تحمل الأسلحة ولها كل صلاحيات القبض والاعتقال!! ثم ان هذه الشرطة ستصبح مليشيا خاصة بالولاية وهكذا تتسلح الولايات بقواتها الخاصة ومجالسها الخاصة ولاحقا موازنتها الخاصة، وقد نصبح يوما ما جمهورية السودان الكنفدرالية. ياجماعة إذا قررتم أن تفرتقوا البلد لابأس فقط أخطرونا باكرا لنعرف الى أي دولة سننتمي أو نلحق بأولادنا في ماليزيا من بدري!!
رفع الحصانة!!
ها نحن على أبواب معركة جديدة بين الشريكين بدأت رياحها تهب علينا منذ أن أدلى ياسر عرمان بإفادته العجيبة حول الشرطة في جبل أولياء!!. معركة أبيي بين الشريكين كانت ساحتها فضاءات أبيي حيث سال الدم غزيرا هناك فأسرعوا بها للاهاي حيث محكمة العدل الدولية. ما أن عاد الشريكان من هناك حتى اشتعلت بينهما معركة بنطال لبنى وكانت الفضاءات الإعلامية هي الساحة الأولى للمعركة ثم وصلت لساحة القضاء ولاتزال مستمرة. الشريكان لايكتفيان بمعركة واحدة في ذات الوقت، فها هو ياسر عرمان يشعل معركة أخرى مع الشرطة التي تعلن دخولها للحرب بكل قواتها فتطلب من النيابة أن ترفع الحصانة عن عرمان حتى يتسنى لها مقاضاته. أزمة جديدة البلاد مقبلة عليها بسبب أن الحركة لن تسكت وهي ترى رئيس قطاعها في الشمال يتجرجر في المحاكم وستسيّس القضية وبعد أن يحمى الوطيس وتتهدد اتفاقية السلام ستُسحب القضية كما سُحبت كثير من القضايا هذا إذا سمح برفع الحصانة ابتداءً. البلد تحاصرها الكوارث، شمالا الطاعون على الحدود، وجنوبا الحرب بين القبائل لازالت تدور رحاها، وغربا لازالت دارفور تعاني من عقابيل الحرب والنزاع بين القبائل، وفي الوسط تستحكم الازمة الاقتصادية. في مثل هذا الوقت ينصرف الشريكان للعراك حول السراويل والإساءات لبعضهما وحكومتهما دون أن يفكرا في جدوى هذه الألاعيب الصغيرة ومآلتها وتأثيرها على صورتيهما وعلى نفسيات الشعب الذي كره هذا العرض السخيف المتواصل من الخلافات العبثية!! ياإلهى متى تأتي القيامة؟ الانتخابات بعيدة!!
باقان رهن الوحدة!!
باقان تتصدر كوارثه الأخبار هذه الايام. ما أن طوينا ملف تصريحاته البائخة في الكونغرس الامريكي وتحريضه ضد وطنه حتى عاد الاسبوع الماضي بإفادة قديمة جددها هو بقوة. الإفادة صرّح بها ياسر عرمان من قبل حين أكد أن التصويت للحركة في الانتخابات يعني الوحدة وعدمه يسرع بالانفصال، وهو نفس تصريح باقان أمس. يعني بالعربي الفصيح على الشماليين إذا رغبوا في الوحدة أن يصوتوا للحركة وإلا فإن الجماعة سيأخذون عفشهم ويرحلون!! تخيلت الطيب مصطفى يضحك ويسخر منا نحن (قبيلة النعام) وله ألف حق. لاشك أن إجابته على باقان (يلا بلا لمة). ولكننا نقول للسيد باقان هذه انتهازية سياسية والوحدة ليس فعلا انتهازيا. من حق الحركة أن تدعو الشعب السوداني للتصويت لها دون ابتزازه لايمكن أن يقبل الناس بالاخيتار بين حكم الحركة أو انفصال الجنوب. لا لن يستجيب أحد لهذا التهديد. فعلى الحركة أولا أن تحدد هى نفسها مع الوحدة أم ضدها؟. هذا السؤال تزوئر منه الحركة لاشك أنه ملاقيها عشية الانتخابات ولامفر من الإجابة عليه بالوضوح الكافي. الشعب السوداني لن ينخدع بالتصريحات المتضاربة وسينظر فى أقوال وممارسات الحركة على أرض الواقع السياسي اليومي، ويصوّت على هذا الأساس ولن يأبه لهذا الابتراز الذي أرجو ألا تتخذه الحركة شعارا لها فى المعركة الانتخابية. بالمناسبة هل ستدخل الحركة الانتخابات أم لا؟ رفضت الحركة الاحصاء ورفضت ترسيم الدوائر فكيف ستدخل الانتخابات، وكيف سنصوت لها حتى إذا قلنا نعم بالملايين، قلناها نعم لباقان كيف سنصوّت لحركة غير مشاركة في الانتخابات؟ حاجة تحيّر.
خارج النص
بهذا أدعو السادة الوزراء والمستشارين ومن تبعهم بإحسان ليوم الدين من المسئولين أدعوهم لعدم التصريح خارج نطاق اختصاصهم وملفاتهم التي هي بين أيدهم، ولهم في الأستاذ علي عثمان أسوة حسنة. لا يُعقل أن يصرح مسئول أو مستشار فى علم الأجنة لصحيفة ويتحدث لأخرى عن الإرهاب ويدلي بإفادة لثالثة في السياسة الخارجية وفي منتصف اليوم لقناة الشروق يضع خارطة طريق لدارفور وفي المساء يتناول الازمة الاقتصادية العالمية وأثرها على المناخ الدولي وانعكاس ذلك على البيئة السودانية!! ثم إذا استمعت الى إذاعة لندن آخر الليل تجده يجادل فى مهددات اتفاقية السلام الشامل ويفتي في قتال قبائل المورلي مع الدينكا وحتى إذا مللت من سيادته وكدت أن تصرخ دخل عليك مستضافا في حصاد اليوم في قناة الجزيرة ليقرر في بنطلون لبنى!! حسبنا الله ونعم الوكيل أرحمونا ياجماعة هي مش ناقصة والله مش ناقصة!!.