واقعنا المأزوم

 


 

 

قد نسال انفسنا بصدق وتأمل عميق بواقعنا المعاش اليوم مجموعة أسئلة اين نحن من التفكير بمستقبل وطنا السودان , وماذا نحن فاعلين من اجل نهضته, ومتي نكون اصحاب رؤية سياسية في مسألتي الحكم وتدوال السلطة بيننا
لقد اصبحت سيادة الجمود الفكري والتكلس العقلي وتراجع الاجتهاد الفكري وسيطرة ثقافة التعالي عن النصحيه, وسيادة الافكار التي تدعو الي الانكفاء للاصول القبلية بوصفها حقائق مطلقة وتقديس التراث وهيمنة الخرافة علي عقولنا والنزاعات الهوائية والنزعات التواكلية ورفض الاخر بالرغم من الايمان الراسخ بحتمية السلام والانكماش الذاتي والتمسك بالهوية بوصفها الماهية المطلقة ولا نعنتني ولا نطور اي مفهوم عن الاخر والصراع وعودة القيم القبلية والعشائرات والطائفية والمذاهب علي حساب القيم الوطنية ,والمعني العصري للمواطنة والوطن واحتكار العمل الحكومي لفئات معينة والميل للتكسب السريع والكسل السائد في الافكار النهضوية الجديدة وفي كل المجالات والعلاقات المعائعة الزمن ومحاولة قضاء الاوقات في اللهو والعبث بل نكون جماعات وافراد في خدمة الاثرياء والساسة ورجال الدين وجماعات الضغط الاجتماعي لتحقيق حضور لو ضئيل جدا علي ساحات العمل العام, وعدم فهم المسئولية والتشبع بالاخلاص للاسرة والوطن هذه الظواهر تشكل واقع بغيض للامة والدولة وهذا يستحق شجاعة الاعتراف به والبدء في التفكير بمشروع نهضة شاملة واقولها بالصوت العالي علينا ان نضع يدنا علي الداء وبعدها نجد الدواء, ونحن الان في فوضي عارمة نحاول ان نقول لبعضنا أن الديمقراطية هي الحل وسوف تسود لننهي حالة الصراع التاريخي ما بين السادة والعبيد وهنالك من يري ان الديمقراطية نفسها تحولت الي شكل جديد من الديكتاتوريات المطلقة والان علي نهايتها
مظاهر التراجع في الدولة السودانية كثيرة ولكن أين دور المثقف او النخب في أحياء هذه الدولة الغائبة عن الحضور الفعلي عن حياة كل اهل السودان
وهنالك داء اخر هو الذي تسبب في أنهيار ما تم انجازه لدولة عصرية هو الفشل في ادارة التنوع وعدم القدرة علي تاسيس راي عام يوحد الامة غير ذلك سنوات الحكم القمعي الطوال و المستمرة الي الان لقد حاكموا كل فكر يشذا عن تفكيرهم المربوط بمصالحهم وصادروا كل راي يحاول يكون أستنارة او حل بل نقول مشروع نهضة وقمعوا الحريات لقد كانت كفيلة بكشف الظلام وجرائم الظلاميين ,وهنالك عدد من المشروعات النهضوية التي ظهرت ولكن ضلت الطريق كرها او طوعية , وتحالفوا ضدها من قوي خارجية وكذلك مناهضوا الافكار من الرجعية التي تسيدت قطاع الاعمال والتعليم ومنابر المساجد وقباب الطرق الصوفية وهنالك ثنائيات كثيرة نتساجل فيها مثل الاسلام والديمقراطية والهوية وبناء الذات الوطنية وكيف نحكم وهل الحكم لعامة الشعب او للصفوة عسكر ومدنيين كلها ألهاتنا عن التفكير عن كيفية الانتصار لفكرة بناء الانسان قبل الدولة والانتصار للقيم الانسانية علي هذه الارض
علينا العمل علي بناء أمة جديدة ناهضة وفاعلة كما ينادي بها شباب المقاومة الان ومن اجل تتنمية مستدامة ويجب اعتبار التنوع عامل أخصاب وأغناء وينبغي أستثماره لا عامل انقسام وتهديد للوحدة الوطنية وفي اخر القول في واقعنا المازوم لابد من توفر شرط الحرية وضماناتها , ان الارث العميق والثقيل في التعقيد الذي يبعث الاحباط وهذه الكيانات التي صنعت لتحطيم كل جهد من أجل النهضة والحرية والعدالة ما هو سائد من عجز جماعي والتباين الشديد ما بين النخب و كل فئات الشعب في كل شيء وذلك عن طريق عدم فهم الحقوق ودور كل منا في بناء هذا الوطن بل بالاضافة الي محو الامية في مجالات الحياة لكي ندعم حراك المستقبل والحروج من قاع الازمة
أي ازدهار بكل فئات المجتمع وتماسكه وايجاد تعزيز وتنمية القدرات الانتاجية وابقاء عقول الشباب متجذرة في الوطن هي حل ناجع و لكن الماساة الكبري هي التشوه الخطير في أعتبار شبابنا مصدر دخل مالي بالاغتراب فيتم تصدريرهم للخارج لكي يدروا علينا تحويلات مالية ,لذلك لابد من تاسيس علم اقتصاد ياخذ في الاعتبار تشوهات ومكامن الضعف في الاقتصاد وأحداث تغيير في ثقافة الاقتصاد لكي نخرج من الوضع السئء الذي نتخبط فيه من وراء الرقي الشكلي والثروات الهائلة من الفساد لدي البعض والسلوك الاستهلاكي الضارخ
واخير علينا ايضا الخروج من تنازع السلطتين الذي يشل قدرتنا علي الانتاج وهما التفكير الداعي للتجديد من خلال التأصيل وسلطة التراث والحضارة الرقمية الان دعني اقول ليس التراث هو الحقيقة المطلقة التي تعلو فوق العقل والمنطق ولدي كل سلطة افكارها التي يجب ان تؤخذ علي محمل جد وفي اطار التفكير المعاصر العصف الذهني بلاقيود لكي نبني واقع افضل لبلادنا والاجيال القادمة لكي نخرج هذا الواقع المأزوم .

zuhairosman9@gmail.com

 

آراء