وتتوالى الخطب المواكبة من مسجد الشيخ الضرير بام درمان

 


 

 

وتتوالى الخطب المواكبة من مسجد الشيخ الضرير بام درمان يقدمها الشاب سامي احمد فضل المولي ولعل موضوع القراءة الذي أبدع فيه هو مانحتاجه فعلا في ظل أزمة الفكر والثقافة والآداب التي تمسك بخناقنا اليوم ولافكاك إلا بالعودة لخير جليس في الدنا !!..

اتحفنا أمام وخطيب مسجد الشيخ الضرير الشاب سامي احمد فضل المولي يوم الجمعة ٢٠٢٣/١/٢٦ بخطبة قل أن يتحدث فيها الأئمة والدعاء علي ايامنا هذه التي انصرف فيها الناس كلية عن القراءة والاطلاع وكان أجدر بأمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يكونوا الرواد في هذا المجال لأن عقيدتهم ومنذ نزول الوحي الإلهي بأول أية منه جاءت في سورة العلق يقول الحق سبحانه وتعالي فيها بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق. صدق الله العظيم .
تصفح الكتب واجدرها بالتصفح القران الكريم والسنة النبوية الشريفة وكل مايفيد في تغذية العقل بالعلوم والمعارف والتخصصات من أجل ترقية الأمة والارتفاع بها الي ذري المجد والتمدن والحضارة .
اليوم يشاهد الملايين عبر العالم عوالم افتراضية اختلط فيها الصالح بالطالح واللغة انحدرت الي اقل من الاسفاف وكثرت فيها الاشاعات المغرضة والمغاطات والاساءات والانصراف عن الطريق القويم والعمل الجاد مما انعكس علي التعليم والكل ابتداءا من الصغار وحتي الكبار شغلتهم ( الموبايلات ) آفة هذا الزمان عن كل مكرمة مثل القصيدة التي الهت بني تغلب والتي قالها عمر بن كلثوم !!..
في الغرب تزين البيوت بالمكتبات وفي السودان زينة البيوت الفضيات التي تحوي احدث انواع طقوم الشاي والعشاء والشربات وتتباهي ربات البيوت بهذا المهرجان من الصواني والصحون والملاعق والكفتيرات المستوردة من الصين واليابان وسنغافورة ومليزيا ومن مصر وتركيا وبعض الجيران !!..
كانت المدرسة الوسطي بها مكتبة عربية وانجليزية من الأهمية بمكان تساعد في بث الوعي وزيادة الفهم وتجود اللغة وترفع من ترمومتر الثقافة وتعلي من شأن الآداب والفنون !!.
في سبعينات القرن الماضي دخلت منزلا في رجل الفولة بغرب كردفان عبارة عن كرانك به غرفة من القش من طابقين ( تصوروا ) الطابق الفوق عبارة عن مكتبة عامة أوقفها صاحب المنزل للزوار طالبي المعرفة وهذه المكتبة لا تقل بحال من الأحوال عن المكتبات العامة التي كانت بعواصم المديريات التي تشرف عليها البلديات وفي رجل الفولة ورغم شح الإمكانيات استطاع شخص واحد أن يفعل المعجزات ويتفوق علي الحكومات واليوم نجد المكتبات العامة في الحواضر والعواصم أزيلت لتحل محلها دكاكين بيع التمباك ( ودعماري ) !!..
اين مكتبة جامعة الخرطوم وربنا يرحم الأستاذ حمد الريح الذي كان من فرسانها وقد خدم فيها بإخلاص وقدم الكثير للطلاب في تجرد ونكران ذات !!..
وهذه المكتبات الجامعية وهي أساس العلم والبحث ومحراب المعرفة أصبحت اطلالا بالية ينعق فيها البوم وقد هجرها الطلاب ليس لعيب فيها أو في المشرفين عليها ولكن لأن البروفسيرات والدكاترة سهلوا المهمة علي الطلاب وامدوهم بمذكرات صالحة فقط لبجتازوا بها الامتحانات وكفوهم مؤونة السهر والحمي تحت ظلال الرفوف والبحث عن امهات الكتب والكتابة والتاليف والنقد الحصيف حتي تحول أبناؤنا الي عجماوات وببغاءات ومسجلات تفرغ ما في جوفها عند اللزوم ومن ثم تخلد الي نوم العوافي والخدر اللذيذ !!..
شكر الله لكم هذا السعي الحميد ابننا سامي بايقاظنا من الغفلة والتغافل عن تكحيل العيون بالاحرف التي هي من نور التي تشع علينا من كافة المطبوعات النافعة لبناء الإنسان والأوطان وتزيد من قوة الإيمان وعظمة التدين في النفوس الخيرة الآمنة المطمئنة !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء