وثائق امريكية عن عبود (20): انقلاب علي حامد، واعدامه وزملائه .. واشنطن: محمد علي صالح
على حامد اتصل بالسفارة الامريكية قبل الانقلاب
عكس انقلاب شنان، لم يتحالف مع مدنيين
لماذا اعدم عبود حامد وزملائه ولم يعدم شنان وزملائه؟
لماذا غير المهدي رايه في اتفاقية تقسيم ماء النيل مع مصر؟
واشنطن: محمد علي صالح
هذه هي الحلقة رقم 20 في هذا الجزء من الوثائق الامريكية عن السودان. وهي كألآتي
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956). وكانت 25 حلقة.
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958). وكانت 22 حلقة.
وثائق النظام العسكري الثاني بقيادة المشير جعفر نميري (1969-1975، اخر سنة كشفت وثائقها). وكانت 38 حلقة.
هذه وثائق النظام العسكري الاول بقيادة الفريق ابراهيم عبود (1958-1964). وستكون 25 حلقة تقريبا.
وبعدها، واخيرا، وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 25 حلقة تقريبا. ان شاء الله.
----------------------------
مع اقتراب الذكرى الاولى لانقلاب عبود (17-11-1958)، واجه عبود ضغوطا من المعارضة بطرق مختلفة، ولاسباب مختلفة:
اولا: اضرابات وسط نقابات العمال، وطلاب جامعة الخرطوم، وطلاب غيرهم. وتوزيع منشورات من الحزب الشيوعي.
ثانيا: مذكرة قوية ارسلها الصديق عبد الرحمن المهدي، امام الانصار وراعي حزب الامة المنحل، تطالب بعودة الجيش الى الثكنات. وبعده مذكرة (اقل قوة) من اسماعيل الازهري، رئيس الحزب الوطني الاتحادي.
ثالثا: معارضة اتفاقية تقسيم ماء النيل مع مصر.
بالنسبة للنقطة الاخيرة، وبسبب غياب الحرية، لم تتوفر فرص كافية للمعارضة لتعبر عن معارضتها. لكن، القت بعض الضوء على هذه المعارضة وثائق اجتماعات السفير الامريكي في الخرطوم، ودبلوماسيين في سفارته، مع بعض القادة السياسيين (ومنهم الامام الصديق المهدي).
وهذا ملخص هذه التطورات:
2110: خطاب الامام الصديق المهدي الى الفريق عبود، طالبا عودة الجيش الى الثكنات.
4-11: خطاب الازهري الى الفريق عبود، طالبا نفس الطلب.
5-11: راي الصادق الصديق المهدي في اتفاقية ماء النيل: ترحيب عام، وحذر من التفاصيل عندما تعلن.
8-11: التوقيع على اتفاقية ماء النيل.
8-11: اجتماع السفير الامريكي والامام المهدي (لم يحدد رأيا في الاتفاقية، لكنه مال نحو رفضها).
11-11: برقيات تهاني على الاتفاقية. منهم: عبد الله خليل (رئيس الوزراء السابق)، وعبد الله الفاضل المهدي (ابن عم الامام).
11-11: اجتماع دبلوماسي امريكي مع يحي المهدي(اخ الامام): عارض الاتفاقية.
11-11: اجتماع نفس الدبلوماسي مع الطاهر الفاضل المهدي (ابن عم الامام، وسكرتيره الخاص): عارض الاتفاقية.
14-11: اول اجتماع بين الامام المهدي والفريق عبود.
16-11: الامام المهدي يؤيد الاتفاقية، في برقية الى عبود. ويعلن تحاشي مواجهة بين الانصار والجيش.
17-11: العيد الاول لانقلاب عبود.
20-11: اجتماع يحي المهدي مع دبلوماسي امريكي فوجئ بتاييد الامام المهدي للاتفاقية. وشرح يحي المهدي لذلك.
-----------------------------------------------
المهدي يغير رايه:
20-11-1959
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
" ... كان اوكلي، السكرتير الثالث في السفارة، قابل، قبل تسعة ايام، يحى المهدي، اخ الامام الصديق المهدي ومدير دائرة المهدي. وامس، قابله مرة اخرى. ومن المواضيع التي ساله عنها هذه المرة: لماذا غير الامام رايه في اتفاقية تقسيم ماء النيل مع مصر، وايدها في برقيته الى عبود، يوم 16-11؟
وقال يحى ان الامام تعمد تاجيل رايه في الاتفاقية، وذلك حتى يدرسها مع مستشاريه.
سال اوكلي عن من هم؟
واجاب يحى بالاشارة الى اسم واحد فقط. هو عبد الرحمن عابدون، مستشار الرى، وكان مدير مصلحة الري قبل الاستقلال، ويعمل الأن في دائرة المهدي.
وقال يحى ان المستشارين اتفقوا على ان الاتفاقية جيدة.
وسال اوكلي اذا كان تاييد الامام للاتفاقية يعتبر تأييدا لنظام الفريق عبود، خاصة لان الاتفاقية مرتبطة بالنظام؟
واجاب يحى بان الامام يعرف احتمال هذا التفسير. لكن، هناك "اثر كونسيدريشنز" (اعتبارات اخرى). ولم يفصل يحى. وقال يحى ان الشعب السوداني يريد الاتفاقية التي كانت تعرقل العلاقات مع مصر. وان الشعب السوداني، لهذا، يراها جيدة. كما ان طائفة الانصار لا تريد ان تلصق بها صفة معارضة الاتفاقية. لكن، يظل الانصار في مقدمة المعارضين للنفوذ المصري في السودان. غير انهم لا يعارضون حل المشاكل الخارجية مع المصريين ...
وسأل اوكلى اذا قرر الامام، ومستشاروه، ان اتفاقية ماء النيل ليست الموضوع المناسب لمواجهة نظام عبود؟
واجاب يحى بان هذا سبب معقول. لكن، لم يكن القرار لهذا السبب المحدد.
وسأل اوكلي عن ما كتب الصادق الصديق المهدي في صحيفة "النيل" (ترحيب مبدئي، وحذر من التفاصيل عندما تعلن)؟
واجاب يحى ان السبب هو عدم وجود تنسيق بين قيادة الانصار. وانه متاكد بان الصادق لم يناقش الموضوع مع والده قبل كتابة رايه.
وسأل اوكلي عن برقية التاييد للاتفاقية التي ارسلها عبد الله الفاضل المهدي؟ وبرقية التاييد للاتفاقية التي ارسلها محمد الخليفة شريف؟
واجاب يحى نفس الاجابة. وقال انهما، ايضا، لم يناقشا الموضوع مع الامام. وان تاييد الامام للاتفاقية كان "مناورة سياسية."
وسأل اوكلي عن اجتماع الامام مع عبود يوم 14-11، والذي بعده تراجع الامام؟
واجاب يحى بالنفي، وبان الامام لن يتراجع عن برقية 21-10. لكن، خاف الامام من مواجهة واشتباكات بين الانصار والجيش مع احتفالات الذكرى الاولى لانقلاب عبود (17-11). وخاصة بسبب وجود ضباط من الانصار داخل الجيش، واخبار بانهم يفكرون في التحرك.
وسال اوكلي عن ما دار في اجتماع عبود والامام؟
واجاب يحى بان الاجتماع كان عن مذكرة الامام. وقال عبود انه لم يقدر على دراسة المذكرة والرد عليها لانه كان مشغولا بمفاوضات تقسيم ماء النيل مع مصر. وسيرد بعد احتفالات ذكرى الانقلاب ... واضاف يحى بان راي الامام، والذي يؤيده، هو منح عبود اطول فرصة ممكنة للرد على المذكرة. وقال يحى مثلا عربيا عن توقع الدخول الى عرين الاسد. وان الامام لا يثق في وعد عبود بالرد على مذكرته. لكن، يظل الامام والانصار متمسكين بالمذكرة.
وسال اوكلي عن محاولة الانقلاب يوم 10-11، التي قادها ليوتانانت كولونيل (مقدم) على حامد؟ واذا كان وراءها شيوعيون؟
واجاب يحى بانه يشك في ذلك. ربما اشخاص شيوعيون، لكن، ليس الحزب الشيوعي نفسه. وان بعض الضباط المعارضين الذين يريدون الوصول الى الحكم، مثل غيرهم، خططوا للانقلاب. واشار يحى الى اعتقال واحد من قادة الاخوان المسلمين (الرشيد الطاهر) بتهمة الاشتراك في المحاولة. وان ذلك يوضح انها لم تكن شيوعية. عكس
محاولة انقلاب الاميرالاي شنان الذي كانت له علاقات مع شيوعيين ..."
(تعليق: كانت السفارة الامريكية تتابع انقلاب على حامد، من قبل ان يحدث. اقرأ الوثيقة التالية من يوم 6-10، قبل شهر من الانقلاب).
--------------------------
محمد على حامد
6-10-1959
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... كان ليوتانانت كولونيل (مقدم) محمد علي حامد طلب مقابلة الملحق العسكري في السفارة. وصباح امس، قابله في مكتبه في السفارة، واقترح ان يتقابلا مساء نفس اليوم في منزل الملحق. وحدد الساعة الخامسة.
جاء متأخرا نصف ساعة، واعتذر عن التأخير. وبدا الحديث بالقول ان مجموعته من الضباط سيجتمعون يوم 8-10. واذا وجدوا ان الخطة تسير كما خططوا لها، سيتحركون بعد ذلك، في اي وقت.
وسال حامد الملحق عن راينا في ذلك؟ واذا كنا سنوقف المساعدات في عهدهم؟
واجاب الملحق بانه لا يقدر على تقديم اجابات. لان الموضوع خارج اختصاصه. ولان الكونغرس هو الذي يحدد المساعدات الخارجية.
ولم يضغط حامد. وفهم الملحق ان حامد يريدم فقط جس نبضنا.
وسال الملحق عن نوايا مجموعة حامد؟
واجاب حامد بانهم يميلون نحو الدول الغربية. لانها الوحيدة التي تقدر على تقديم مساعدات. وفي نفس الوقت، تتمتع بمستوى معيشة مرتفع. وان الدول الشيوعية تريد المساعدة، لكن سيكون ذلك على حساب مستوى معيشة شعوبها.
وسأل الملحق عن اي دولة تؤيد مجموعة حامد؟ خاصة لان محاولات سابقة (مثل محاولة شنان) كانت وصفت بانها تتمتع بتاييد المصريين، او الشيوعيين، او غيرهم.
واجاب حامد بانهم لن يتعاونوا مع الشيوعيين. لكنه حاليا يجتمع مع المصريين (السفارة المصرية) ليرى موقفهم نحو مفاوضات تقسيم ماء النيل. وقال انه يعتقد ان المصريين سوف يرشون اللواء طلعت فريد، رئيس وفد السودان لتقسيم ماء النيل. وسيعطونه نصف مليون جنيه. ولهذا، سيراقب حامد، ومجموعته، تصرفات المصريين. خاصة لان اي اتفاقية يتفقون عليها مع طلعت فريد ستكون ملزمة ...
وسال الملحق اذا ستطلق مجموعة حامد، بعد ان تسيطر على الحكم، سراح الضباط المعتقلين بعد محاولات انقلاب سابقة. مثل بريجادير (اميرالاي) عبد الرحيم شنان؟ واذا ستخشى المجموعة بان الشعب سيلتف حول شنان بسبب شعبيته؟
واجاب حامد بانه سيقابل شنان (بعد الانقلاب، واطلاق سراحه). وانه يحب شنان، لكنه لا يثق فيه. وانه سيشترط على شنان عدم تولى منصب حكومي، او العودة الى الجيش. وسيختاره مستشارا، او رئيسا للجنة استشارية.
وسأل الملحق اذا سيجد الانقلاب تاييد شعبيا خارج العاصمة، مثل تاييد قبائل معينة؟
واجاب حامد اجابة عامة، بان قبائل في الشمال ستؤيدهم. وان هناك وعود تاييد من "المهدي". لكنه لم يقل الامام المهدي. وايضا، توقع تاييد نسبة كبيرة داخل الجيش.
وسال الملحق عن ضمان المحافظة على سرية الخطة حتى تتحقق؟
وضحك حامد، وقال للملحق الا يقلق على هذا الموضوع. وانهم يعرفون ما يفعلون ... "
رأينا:
اولا: لاحظ الملحق وجود شرطي خارج منزله. واختفى الشرطي قبل دقائق من مغادرة حامد لمنزل الملحق ...
ثانيا: سمى حامد مجموعتة "المجلس". ونتوقع ان يطلقوا سراح شنان، ثم سيعرضون عليه ان يساعدهم بالصورة التي سيريدونها.
ثالثا: سيجمتعون يوم 8-11. وسنري ماذا سيحدث ... "
-------------------------------
محاولة الانقلاب:
(تعليق:
يوم 9 نوفمبر الحالي، كتب الاخ بكري الصائغ في موقع "الراكوبة" الاتي، وينشرهنا لاهميته:
"اليوم، تجئ الذكري ال54 عامآ علي محاولة انقلاب البكباشي على حامد ضد نظام الفريق ابراهيم عبود، والتي وقعت في مثل هذا اليوم من عام 1959 ...
تقول اصل الرواية التي وقعت احداثها قبل يوم 9 نوفمبر من عام 1959، ان البكباشي على حامد، ومعه الصاغ عبد البديع كرار، يوزباشي صادق محمد حسن، البكباشي يعقوب كبيدة، الصاغ عبد الرحمن كبيدة، يوزباشي عبد الحميد عبد الماجد، يوزباشي محمد محجوب عثمان (شقيق عبد الخالق محجوب)، وعبد المنعم محمد عثمان، واليوزباشى عبد الله الطاهر بكر، واليوزباشى بشير محمد علي، وملازم أول محمد جبارة، بجانب الرشيد الطاهر بكر، وكان وقتها من قيادات حركة الإخوان المسلمين، كانوا قد اتفقوا سرآ علي وضع خطة عسكرية للاطاحة بالفريق ابراهيم عبود ومجلسه العسكري الحاكم...
ولكن، رئاسة القوات المسلحة وكبار الجنرالات في وزارة الدفاع كانت، قبيل وقوع الانقلاب، علي علم مسبق بخطة البكباشي على حامد وبتاريخ تحرك الانقلابيين، وذلك بسبب تسرب كثير من المعلومات التي كانت لدي الضباط الانقلابيين اثناء اتصالاتهم مع باقي الوحدات العسكرية ...
وفي يوم 9 نوفمبر 1959، بدأت اولي خطوات تنفيذ خطة الانقلاب، وكانت خطط التحرك العسكري تقوم على تحريك قوات من مدرسة المشاة على أن تنضم إليها قوات قادمة من القيادة الشرقية، ويقود تحرك ضباط مدرسة الإشارة بأمدرمان برئاسة البكباشي على حامد...
وفي يوم التحرك كانت القيادة العامة في الخرطوم قد استعدت تمامآ للانقلابيين، واستغل كبار الجنرال عنصر المفاجأة، فباغتوا البكباشي علي حامد فجرآ وقبل تحركه من سلاح الأشارة، وبعدها توالت الاعتقالات بكل سهولة ويسر، وبدون اطلاق طلقة واحدة...
قام عدد من المحامين المرموقين بالدفاع عن الضباط والمدنيين المشاركين في المحاولة. وكان من بين أولئك الذين دافعوا عن المتهميين المحامين: محمد أحمد محجوب، وأحمد سليمان، وأحمد زين العابدين، ومنصور خالد وأنور أدهم، وكمال رمضان ....
استحوذت المحاكمات على اهتمام المواطنين بصورة كبيرة بعد السماح بنشر مادار بالمحاكم. وكان موقف الضباط واضحآ من قضيتهم، ولم يغيروا من كلامهم، او من اسباب محاولتهم للانقلاب. وقالوا في كلماتهم الرصينة، التي دافعوا بها عن تحركهم، أنهم قد تحركوا بقناعة ورغبة في التغيير وتحقيق التطلعات الوطنية ...
بعد محاكمات طويلة، إسـتمرت 41 يومآ، اصـدرت الـمحكمة العسكرية حـكمها بالاعـدام رمـيآ بالرصاص علي:
البكباشي علي حامد.
اليوزباشى عبد الحميد عبد الماجد.
البكباشى يعقوب كبيدة.
الصاغ عبد البديع علي كرار
اليوزباشى الصادق محمد الحسن
وأصدرت المحكمة العسكرية أيضآ حكماً بالسجن المؤبد والطرد من الجيش على:
محمد محجوب عثمان.
الصاغ عبد الرحمن كبيدة.
اليوزباشى عبد الله الطاهر بكر.
وبالسجن علي:
الملازم أول محمد جبارة: 14 سنة.
الرشيد الطاهر بكر: 5 سنوات
وورد في تلك المحاكمات أسماء عدد آخر من الضباط لم تجد المحكمة أدلة دامغة وكافية لمحاكمتهم. وكان من بين تلك الأسماء إسم جعفر محمد نميري...
رفعـت الـمحكمة العسكرية أحـكامها للفريق ابراهـيـم عـبود للتصـديق عليـها. وكان الناس عـلي قناعـة تامـة ان رئيـس الـدولة لن يـصـادق بالاعدامات عـلي الضـباط لانـهـم مازالوا في ريـعان الشـباب، واكـبـرهم لـم يعـتدي الثلاثيـن مـن عـمـره... وكانت المفاجأة ان المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبصفته الهيئة الدستورية الأعلى في البلاد قد قام بالتصديق على الأحكام بما فيهاالإعدام، ولكنه وجه بأن يتم الإعدام شنقاً بدلا من الرمي بالرصاص ...عم السودان يومها حزن طويل حينما صادق الفريق عبود على إعدام الضباط الخمسة، واقتيدوا الضباط الي سجن (كوبر) لحين مواعيد تنفيذ الاعدامات ...
وتـم اعـدام الضـباط يوم 20 ديسـمـبر 1959... ونفذ حكم الاعدام شنقا على الخمسة ضباط ...
بعـد ان تـمـت عملية الاعـدامات، سـلـمت الجـثث الـخـمسة لـذويـهـم، ودفنوا في احـتفال مـهـيب، وتشـييـع شارك فيـه عشـرات الألـوف مـن الـمواطنيين ..."
------------------------------
اضافات الوثائق الامريكية:
16-11: "... تتكون المحكمة من: بريجادير محمد احمد التيجاني، مدير النقل المكانيكي، وعضو سابق في المجلس العسكري العالي. كولونيل ابراهيم النور سوار الدهب، سلاح الخدمات. كولونيل يوسف الجاك طه، مسئول مستودعات التموين.
وممثلا الادعاء: ليوتانانت مزمل سليمان غندور، وميجور محمد عبد الحليم ..."
2-12: "... امس، نشرت صحيفة "الصراحة" ملحقا خاصا عن الاحكام، وان الاعدامات نفذت. لكن، صادرت اجهزة الامن العدد، واعتقلت لليلة واحدة رئيس التحرير ونائبه. واليوم، صدرت الصحيفة كالعادة ..."
2-12: "... برأت المحكمة السيد بخيت السيد ... "
7-12: "... رفضت عائلة على حامد، وعائلة يعقوب كبيدة، قبول التعازي. وحسب التقاليد العربية، يعنى ذلك انهم لن يرتاحوا حتى يتم الانتقام. وصاحب تشييع جثمان على حامد طلاب من جامعة الخرطوم، وهتفوا ضد نظام عبود، واعتقل بعضهم ... بصورة عامة، استقبلت الاحكام في هدوء. رغم دهشة على قسوتها. ورغم ان عبود كان لينا في محاكمة كبار الضباط الذين تمردوا عليه، مثل الاميرالاي شنان، والاميرالاي عبد الله، قادة انقلاب 22-5، لم يتساهل مع صغار الضباط هذه المرة... وقالت اغلبية مصادرنا السودانية ان الوقت حان ليتشدد عبود ضد معارضيه، وليرسي النظام داخل الجيش. ويبدو ان هناك اعتقاد عام وسط السودانيين بان عبود برهن على انه لن يتساهل، بعد الأن، مع المعارضة. ورغم ان المعارضة ستستمر، صار عبود، اخيرا، قويا ... "
----------------------
(تعليق:
في عام 2010 كتب الاستاذ عبد الرحمن عبد الماجد، اخ اليوزباشى عبد الحميد عبد الماجد الذي اعدم، في صحيفة "الراي العام" بعنوان:" الشهيد على حامد ورفاقه." وانتقد مزمل سليمان غندور، الذي اشترك في الادعاء العسكري.
ورد غندور.
اولا: دافع عن شخصيته: "ظللت طوال حياتي بعيدا عن الخمر والرذيلة ومعاشرة بنات الهوى ... ظللت امينا دينا مخلصا مجتهدا تفوقت في كل مجال تقدمت فيه عسكريا ومدنيا، واهلت نفسي بالعلم والمعرفة والدين ..."
ثانيا: عن الاحكام، قال: "كان اعضاء المحكمة ياملون في تخفيض الحكم الى السجن المؤبد بواسطة المجلس الاعلى للقوات المسلحة، كما حدث في محاكمات سابقة. الا ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة، ولاسباب يعرفها اعضاؤه، ايد الحكم ... "
ومن المعلومات التي ذكرها ان عبد الحميد عبد الماجد كان زوج واحدة من بنات عبد الرحيم شنان. وان على حامد ابن اخت الدرديري محمد عثمان، من قادة الختمية، وكان عضوا في مجلس السيادة. وان الضابط الوحيد الذي اعدم ولم يتحدث اثناء محاكمته كان الصادق محمد الحسن الذي فقط انشد: "مشيناها خطى كتبت علينا، ومن كتبت عليه خطى مشاها."
---------------------------------
الاسبوع القادم: مظاهرات ترحيل اهالي حلفا
--------------------------------
MohammadAliSalih@gmail.com