وحدة القوى الثورية بالتسوية الشفافة بين المركزي ولجان المقاومة الجذرية لقلب الطاولة على رأس تحالف الكتلة الديمقراطية الفلولية الإستخباراتية
عمر الحويج
10 February, 2023
10 February, 2023
كان خطأ التحليل للموقف السياسي السليم ، الذي وقعت فيه الحرية والتغيير بعد إنقضاء لحظات فرحة الشعب العارمة يوم 11 /4 / 2019 بتخلصه من عبء النظام النازيوإسلاموي بثلاثينيته المجرمة ، ودخول البشير السجن وإلحاق رفاقه به ، وبعد أن أفاقت الحرية والتغيير الأصل ، قايدة الثورة في إنطلاقتها ، من إحتفائها مع الشعب بسقوط النظام ، جانبها التوفيق في التحليل السليم ، لماهية ونوعية ما حدث ، وأرتكبت الخطأ الفادح والقاتل ، حتى بعد جريمة فض الإعتصام ، إنقلابهم الثاني ، وبينه وإنقلابهم الأول شهوراً معدودات ، معتبرة أن ما حدث يوم سقوط النظام ، ما هو إلا إنحياز الجيش للثورة ، وليس سرقتها ومن ثم إجهاضها ، فلم يلجأوا لإستقراء الثورات السودانية السابقة ، ولم يقرأوها بشكل جيد .
فثورة أكتوبر ، كان تدخل الجبش ، وإنحيازه للثورة ، حقيقة ، بطبيعة تدخله ، فقد كان إنحيازاً بصحيح التحرك ، حين قامت بعض فصائله ، بمحاصرة القصر الجمهوري ، والضغط على النظام ، من داخل المنظومة العسكرية نفسها ، دون الرغبة في محاولة الإستيلاء على السلطة ، وفعلاُ إستسلم نظام عبود للضغط وللتورة ، وعاد الضاغطون إلى ثكناتهم ، دون أي محاولة من جانبهم ليكونوا البديل لحكم الراحل عبود ، وحتى لم يدَّعوا أو يتاجروا بثمن إنحيازهم للثورة ، وحتى لم يعرف الثوار من هم إلا في زمان آخر ، بل أستلمها صناع الثورة بممثليهم في قيادة جبهة الهيئات حيث أجهضت في لفة أخرى ، بواسطة التآمرات المعروفة للناس .
في حين جاءت مارس/ابريل 85 الذي تعلم منها السلطويون العسكر الدرس ، ولم يتعلم الثوار ذات الدرس ويجيروه لصالحهم ، بل تركوا المجلس العسكري يتولى أمر السلطة عنهم ، وكانت اللعبة الخبيثة من ورائها الجبهة القومية الإسلامية المتصالحة مع النظام الساقط ، بخطتهم لإستلام السلطة صافية غير معكرة بآخرين من منافسيهم في الأحزاب الأخرى ، وفي النهاية تأكدت خطتهم الجهنمية ، وتحول المجلس العسكري راعياً فعلياً ، وحاضناً صدوقاً لجبهتهم القومية الإسلامية ، وبعد أن كانوا محسوبين كسدنة للنظام الساقط ، يستحقون المحاكمة بالشنق ، أصبح منهم زعيم المعارضة ، بأكثر من خمسين نائباً برلمالياً جاءتهم بانتخابات نظمها ذات المجلس ومجلس وزرائه ، ليفوزوا بها بمساعدة رئيس وزرائهم الجزولي دفع الله ، وهو منهم وإليهم ، وفيما بعد نالت أغلب عضوية المجلس العسكري ، كل أثمان خيانتهم للثورة ، أو الإنتفاضة ، تقليلاً منها ، مع العلم أن المعنى واحد ، وتعظمياً للجيش الذي إنحاز للثورة كما إدعوا ، ولم يتم كشف الخديعة يومها ، بل أصبح ، حتى في الإعلام العربي سوار الذهب ، مثالاً لهم يتم استدعاء سيرته ، كلما أرادوا تمجيد جيوشهم ، بإدعائهم أن الراحل سوار الذهب هو العسكري الوحيد الذي سلم السلطة للمدنيين ، وكان هذا كذب صراح .
وجاءت الثورة العملاقة في ديسمبر المجيد ، ولعبها العسكر هذه المرة بالمكشوف ، بخطة النظام النازيوإسلاموي ، بتسليم سلطتهم آمنة مطمئنة وبموافقتهم وتحت تخطيطهم ، إلى لجنتهم الأمنية دون مواربة ، حين أحسوا بالهزيمة ، وأن سقوط نظامهم بات بين قوسين أو أدنى .
وجاءت الضربة القاضية حين إعتبرت الحرية والتغيير ، أن ماحدث هو إنحياز الجيش للثورة ، وحتى لا أطيل ، وكله معلوم ، ذلك الذي بموجبه تم للنظام المندحر ، إدارة الفترة الانتقالية بكاملها تحت نظر وسمع حكومة حمدوك وحاضنته الحرية والتغيير ، حتى قرر أن يضرب ضربته الأخيرة ، حين حان أوان تسليم السلطة للمدنيين وفقاً للوثيقة الدستورية ، وقرارهم الذي لم يتحملوا إرجائه أكثر مما هو موجود . ككارثة حلت بهم وأدمت جيوبهم وأموالهم وشركاتهم ، ومن الذي ما خفي أعظم من منهوباتهم ، وإستعجال وقف وإسكات بعبعهم الذي أغض مضجعهم والمعني ، هو نوارة الثورة ، لجنة ازالة التمكين ، ورغبتهم المستعجلة في إنهاء عملها وخدماتها بل وإقصاء وجودها من على سطح الحياة والأرض ، وليس السلطة فقط ، ولن يتم لهم ، ذلك إلا بإستلام السلطة كاملة مكملة ، تحت إدارتهم ، وتم لهم ذلك ، بإنقلاب 25 / أكتوبر/ 2021 .
وفي بداية أمرها وأيامها الأوُّل ، إستوعبت قحت لحين ، درس ألاعيب العسكر ومن خلفهم الحركة النازيوإسلاموية ، فقررت الوقوف ضد الإنقلاب وأعلنت ذلك بجسارة تحسد عليها في وقتها ، ولكن لا أظن هذا الموقف كان نابعاً من موقف ثوري أصيل ، فيه تفهم واستفادة من دروس غدر العسكر ، ضد الثورات المجيدة ، وإنما كان كذلك ، لان الإنقلاب كان موجهاً لحكومتهم الفاشلة بداية ، فما أن مرت الأيام وأنطوت أحلام ، ووقوفهم المؤقت في وجه الإنقلاب ، حتى عادت حليمة لعادتها القديمة ، وبحثت عن مدخلها لإستعادة كرسي الحكم مرة أخرى ، وبجرأتها المعتادة ، لكسب السلطة لجانبها ، دون اي إعتبار لخلل في مسلكها الغير ثوري ، والمنافي لقيم ديسمبر العظيم ، فلم تجد سبيلاً إلا المصالحة مع جلادها ، وطلب التصالح معه ، مشفوعة بشراكة الدم سوياً ، فكانت التسوية الملعونة ، والتي واصلتها حتى أوصلتها للإتفاق الإطاري ، الذي ظل يتلاعب به العسكر وبأصحابه ، ومن ورائهم الثورة المضادة والمضافة بالقيمة الرخيصة لمقامهم الرخيص ، فهي قوى إنتهازية جديدة من الأرادلة وجمع الموزاب وقوى الكفاح المصلح لصالحه وليس لصالح أهله ، وأحزاب الفكة والفلول ومن كانوا ظهيرهم سنوات حكمهم ، وبدفع كامل ومكشوف من الإستخبارات المصرية .
حقيقة لا يستطيع أي شخص رغم كل ذلك ، أن ينفي عن قحت إنتمائها إلى ثورة ديسمبر نهائياً ، لولا صبرها النافد وضيقها الشديد ، في التواصل مع الثورات حتى تحقيق غاياتها ، إضافة إلى تحليلها القاصر في علم السياسة عموماً وخاصة السياسة السودانية ، لنظرة أغلب أحزابها لها ، من بوابة كرسي السلطة وليس أبعد ، فعندها كل الطرق تودي إلى "رومتها" المزعومة باي السبل كانت ، كما هي الراغبة دوماً إمتطاء سرج كرسي السلطة الماهل وباهل .
واليوم وحتى لا تغرق السفينة بمن فيها ومن عليها .. فان . ولحاجتنا العاجلة للعمل الجاد والمثمر لإستعادة الثورة لمسارها الصحيح ، وللسودان وجوده الجغرافي والسكاني المهدد ، فما على الجميع إلا الإستمساك بوحدة القوى الثورية ، وهو الشعار الذي تنادي به وترفعه كل فصائل الثورة السودانية ، بما فيها قحت .
عليه إقترح أن نلحق أنفسنا سريعاً ، قبل فقدنا لبلادنا وهي على شفير هاوية مدمرة ساحقة وماحقة .
وعادة تتذكر الشعوب عند المحن والملمات ، تجاربها وخاصة الناجحة منها وصائبة ، فعلينا إستعادة تجربتنا ، في نيلنا استقلالنا ، في أعقد لحظات تاريخنا حرجاً ، حين إلتفت القوى الوطنية والسياسية حول قرار الإستقلال ، وتناسي ما كان بينها من تباعد وتباقض ، فمن كان ينادي بالإتحاد مع مصر ، الطرف الإستعماري الأول ، ومن كان ينادي تحت ستار دعوى السودان للسودانيين ، وفي الأصل التبعية للطرف الآخر المستعمر ، ووسط كل هذه الطموحات الذاتية والشخصية والحزبية الخطيرة لمستقبل البلاد ( كما نعائشها في يومنا هذا وفي وقتنا هذا وساعتنا هذه) فما كان على النخبة ، وبرغم الطموحات والتباعدات التي ذكرتها ، التفت هذه النخب جميعها ، في لحظة تاريخية نادرة لم تتكرر في تاريخ السودان بعدها ، إذ التفت جميعها حول قرار إستقلال السودان ، الذي نستظل بظله حتى اليوم وإلى ما شاء الله .
فقد حان الآن أوان إستلهام هذه التجربة الرحبة والقوية ، من جديد لإنقاذ السودان من وهدَّته وأزمته الماثلة رعباً من المصير الآتي مجهولاً من أين لا احد يدري مسار جريانه .
ولكي تُصْدِق دعاوي وحدة القوى الثورية ، فليكن مخرجنا من الأزمة ، ومدخلنا إلى الحل ، تسوية مغايرة لتلك المشى في دربها المعوج ثوريّوا قحت وداعميهم ، ولم ينالوا منها إلا غدر العسكر والقادم أمر . والعدو الذي أمامنا الآن عدو جديد وفاجر . وإن جاز التعبير قلنا عنه إنه المعادل الموضوعي للإستعمار الإنجليزي المصري ، وقع الحافر ، هذا العدو واضح المعالم والقسمات والنوايا الشريرة ، رضوا أم أبوا الوصف ، يجره عليهم حصان عربة الخيانة ، وسيكون معلقاً علي رقابهم ورقاب أحفاد أحفادهم ، وأعني بهم جماعة الكتلة الديمقراطية ، المحتشدة علانية هذه الأيام في القاهرة ، لتحقيق مآرب الثورة المضادة والتبعية للآخر المستمرئ لخنوعنا تحت جناحه الأناني منذ الإستقلال دون حياء او خجل ، حتى لو حاربنا بمساعدة ، عدوه الأول الإخواني وبواسطته وإعانته ومعونته .
على أن يكون محور التسوية الشفافة ، للوصول بها إلى الهدف النبيل بوحدة قوى الثورة هذه المرة . أن تتم بين لجان المقاومة وباقي قوى الثورة الحية ، بكل فصائلها وهيئاتها واحزابها ، وبين قوى الحرية والتغيير وداعميهم . كيف يكون ذلك ، أتصور بمخرجين فقط ، يلزمهما الوطنية والثورية والحس الواسع المتسع بإحساس الخطر القادم ، الذي يجابه السودان ، إن لم نلحق بنصر الحق والحقيقة في صالح مسيرته الحياتية .
فمع وجود وثيقة الحل المقترح من قبل أحزاب الحرية والتغيير ، الذي لا كبير خلاف على محتواه ، لأنه نظرياً يشتمل على كل مطلوبات الثورة والثوار أو أغلبها ، والذي أوصلهم إلى الإتفاق الإطاري ، والذي ظل عيبه الأساسي ، هو حمله وتوقيعه مع الجهات الخطأ ، أي مع شركاء الدم والفلول ، فطاش سهمه ، في الإغراق فيما هو ضد الثورة وغاياتها ، وفي الجانب الآخر نجد الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب ، الذي إكتملت مراسم توقيعه من كافة تنسيقيات لجان المقاومة ، فالمطلوب الآن وفوراً ودون "مجمجة" وبلا تأخير هو الآتي :
أولاً - توقيع أحزاب الحرية والتغيير الأصلية ، "وليست تلك المرفقة مع بواقي الفلول" على الميثاق الثوري لتاسيس سلطة الشعب .
ثانيهما - أن توقع لجان المقاومة والقوى الثورية الحية والجذرية على بنود (محتوى) الإتفاق الإطاري ، بعيداً عن شراكة الدم والفلولية بكافة أشكالها ، وهي نقطة الخلاف ، والخذي والعار الذي جلبته للإطاري وشوهته بل عابته لدرجة الإتهام بخيانة الثورة ، حيث حوصرت به الحرية والتغير في تترسها بجنباته المتهالكة ، دون داع ودون مبرر أو حاجة لضرورة ملحة .
على أن يجلس بعد التوقيع الجميع ، أحزاب الحرية والتغيير ولجان المقاومة وقوى الثورة الحية ، ويتراضيان على أي مقترحات لتحسينه وتطويره ، حتى الوصول به إلى توحيده في وثيقة موحدة ، وحمله كوثيقة شاملة تجتمع حولها كل قوى الثورة ، ومن ثم الشعب أغلبه إن لم يكن أجمعه ، وذلك بغرض إستعادة الثورة ، ووضعها في إتجاه مسارها الصحيح ، الذي سيكتسح كل المؤامرات والخيانات والكيانات التى تريد إعادة النظام البائد والسودان القديم ، تحت مظلة ورعاية العسكر الإنقلابي من جديد .
وبغير وحدة قوى الثورة بجميع فصايلها ومكوناتها ، ماعلينا إلا إنتظار الطوفان القادم دماراً وانفجاراً مفضي إلى الجحيم بذاته لا بخلافه .
وعاشت وحدة قوى الثورة المنتصرة أبداً لسودان جديد .
***
كبسولة :-
تِرِك بَرَك: قس بمقاييسه قال- البشير شال شيلة الإنقلاب المعجزة لوحده .. فهو راجل إبن راجل والرجال قليل !! .
تِرِك بَرَك : قس بمقاييسه قال ولم يقل أن من معه شاركوه الإنقلاب ثم أنكروا إذن هم "ما" رِجَا .. والرجال قليل !! .
omeralhiwaig441@gmail.com
فثورة أكتوبر ، كان تدخل الجبش ، وإنحيازه للثورة ، حقيقة ، بطبيعة تدخله ، فقد كان إنحيازاً بصحيح التحرك ، حين قامت بعض فصائله ، بمحاصرة القصر الجمهوري ، والضغط على النظام ، من داخل المنظومة العسكرية نفسها ، دون الرغبة في محاولة الإستيلاء على السلطة ، وفعلاُ إستسلم نظام عبود للضغط وللتورة ، وعاد الضاغطون إلى ثكناتهم ، دون أي محاولة من جانبهم ليكونوا البديل لحكم الراحل عبود ، وحتى لم يدَّعوا أو يتاجروا بثمن إنحيازهم للثورة ، وحتى لم يعرف الثوار من هم إلا في زمان آخر ، بل أستلمها صناع الثورة بممثليهم في قيادة جبهة الهيئات حيث أجهضت في لفة أخرى ، بواسطة التآمرات المعروفة للناس .
في حين جاءت مارس/ابريل 85 الذي تعلم منها السلطويون العسكر الدرس ، ولم يتعلم الثوار ذات الدرس ويجيروه لصالحهم ، بل تركوا المجلس العسكري يتولى أمر السلطة عنهم ، وكانت اللعبة الخبيثة من ورائها الجبهة القومية الإسلامية المتصالحة مع النظام الساقط ، بخطتهم لإستلام السلطة صافية غير معكرة بآخرين من منافسيهم في الأحزاب الأخرى ، وفي النهاية تأكدت خطتهم الجهنمية ، وتحول المجلس العسكري راعياً فعلياً ، وحاضناً صدوقاً لجبهتهم القومية الإسلامية ، وبعد أن كانوا محسوبين كسدنة للنظام الساقط ، يستحقون المحاكمة بالشنق ، أصبح منهم زعيم المعارضة ، بأكثر من خمسين نائباً برلمالياً جاءتهم بانتخابات نظمها ذات المجلس ومجلس وزرائه ، ليفوزوا بها بمساعدة رئيس وزرائهم الجزولي دفع الله ، وهو منهم وإليهم ، وفيما بعد نالت أغلب عضوية المجلس العسكري ، كل أثمان خيانتهم للثورة ، أو الإنتفاضة ، تقليلاً منها ، مع العلم أن المعنى واحد ، وتعظمياً للجيش الذي إنحاز للثورة كما إدعوا ، ولم يتم كشف الخديعة يومها ، بل أصبح ، حتى في الإعلام العربي سوار الذهب ، مثالاً لهم يتم استدعاء سيرته ، كلما أرادوا تمجيد جيوشهم ، بإدعائهم أن الراحل سوار الذهب هو العسكري الوحيد الذي سلم السلطة للمدنيين ، وكان هذا كذب صراح .
وجاءت الثورة العملاقة في ديسمبر المجيد ، ولعبها العسكر هذه المرة بالمكشوف ، بخطة النظام النازيوإسلاموي ، بتسليم سلطتهم آمنة مطمئنة وبموافقتهم وتحت تخطيطهم ، إلى لجنتهم الأمنية دون مواربة ، حين أحسوا بالهزيمة ، وأن سقوط نظامهم بات بين قوسين أو أدنى .
وجاءت الضربة القاضية حين إعتبرت الحرية والتغيير ، أن ماحدث هو إنحياز الجيش للثورة ، وحتى لا أطيل ، وكله معلوم ، ذلك الذي بموجبه تم للنظام المندحر ، إدارة الفترة الانتقالية بكاملها تحت نظر وسمع حكومة حمدوك وحاضنته الحرية والتغيير ، حتى قرر أن يضرب ضربته الأخيرة ، حين حان أوان تسليم السلطة للمدنيين وفقاً للوثيقة الدستورية ، وقرارهم الذي لم يتحملوا إرجائه أكثر مما هو موجود . ككارثة حلت بهم وأدمت جيوبهم وأموالهم وشركاتهم ، ومن الذي ما خفي أعظم من منهوباتهم ، وإستعجال وقف وإسكات بعبعهم الذي أغض مضجعهم والمعني ، هو نوارة الثورة ، لجنة ازالة التمكين ، ورغبتهم المستعجلة في إنهاء عملها وخدماتها بل وإقصاء وجودها من على سطح الحياة والأرض ، وليس السلطة فقط ، ولن يتم لهم ، ذلك إلا بإستلام السلطة كاملة مكملة ، تحت إدارتهم ، وتم لهم ذلك ، بإنقلاب 25 / أكتوبر/ 2021 .
وفي بداية أمرها وأيامها الأوُّل ، إستوعبت قحت لحين ، درس ألاعيب العسكر ومن خلفهم الحركة النازيوإسلاموية ، فقررت الوقوف ضد الإنقلاب وأعلنت ذلك بجسارة تحسد عليها في وقتها ، ولكن لا أظن هذا الموقف كان نابعاً من موقف ثوري أصيل ، فيه تفهم واستفادة من دروس غدر العسكر ، ضد الثورات المجيدة ، وإنما كان كذلك ، لان الإنقلاب كان موجهاً لحكومتهم الفاشلة بداية ، فما أن مرت الأيام وأنطوت أحلام ، ووقوفهم المؤقت في وجه الإنقلاب ، حتى عادت حليمة لعادتها القديمة ، وبحثت عن مدخلها لإستعادة كرسي الحكم مرة أخرى ، وبجرأتها المعتادة ، لكسب السلطة لجانبها ، دون اي إعتبار لخلل في مسلكها الغير ثوري ، والمنافي لقيم ديسمبر العظيم ، فلم تجد سبيلاً إلا المصالحة مع جلادها ، وطلب التصالح معه ، مشفوعة بشراكة الدم سوياً ، فكانت التسوية الملعونة ، والتي واصلتها حتى أوصلتها للإتفاق الإطاري ، الذي ظل يتلاعب به العسكر وبأصحابه ، ومن ورائهم الثورة المضادة والمضافة بالقيمة الرخيصة لمقامهم الرخيص ، فهي قوى إنتهازية جديدة من الأرادلة وجمع الموزاب وقوى الكفاح المصلح لصالحه وليس لصالح أهله ، وأحزاب الفكة والفلول ومن كانوا ظهيرهم سنوات حكمهم ، وبدفع كامل ومكشوف من الإستخبارات المصرية .
حقيقة لا يستطيع أي شخص رغم كل ذلك ، أن ينفي عن قحت إنتمائها إلى ثورة ديسمبر نهائياً ، لولا صبرها النافد وضيقها الشديد ، في التواصل مع الثورات حتى تحقيق غاياتها ، إضافة إلى تحليلها القاصر في علم السياسة عموماً وخاصة السياسة السودانية ، لنظرة أغلب أحزابها لها ، من بوابة كرسي السلطة وليس أبعد ، فعندها كل الطرق تودي إلى "رومتها" المزعومة باي السبل كانت ، كما هي الراغبة دوماً إمتطاء سرج كرسي السلطة الماهل وباهل .
واليوم وحتى لا تغرق السفينة بمن فيها ومن عليها .. فان . ولحاجتنا العاجلة للعمل الجاد والمثمر لإستعادة الثورة لمسارها الصحيح ، وللسودان وجوده الجغرافي والسكاني المهدد ، فما على الجميع إلا الإستمساك بوحدة القوى الثورية ، وهو الشعار الذي تنادي به وترفعه كل فصائل الثورة السودانية ، بما فيها قحت .
عليه إقترح أن نلحق أنفسنا سريعاً ، قبل فقدنا لبلادنا وهي على شفير هاوية مدمرة ساحقة وماحقة .
وعادة تتذكر الشعوب عند المحن والملمات ، تجاربها وخاصة الناجحة منها وصائبة ، فعلينا إستعادة تجربتنا ، في نيلنا استقلالنا ، في أعقد لحظات تاريخنا حرجاً ، حين إلتفت القوى الوطنية والسياسية حول قرار الإستقلال ، وتناسي ما كان بينها من تباعد وتباقض ، فمن كان ينادي بالإتحاد مع مصر ، الطرف الإستعماري الأول ، ومن كان ينادي تحت ستار دعوى السودان للسودانيين ، وفي الأصل التبعية للطرف الآخر المستعمر ، ووسط كل هذه الطموحات الذاتية والشخصية والحزبية الخطيرة لمستقبل البلاد ( كما نعائشها في يومنا هذا وفي وقتنا هذا وساعتنا هذه) فما كان على النخبة ، وبرغم الطموحات والتباعدات التي ذكرتها ، التفت هذه النخب جميعها ، في لحظة تاريخية نادرة لم تتكرر في تاريخ السودان بعدها ، إذ التفت جميعها حول قرار إستقلال السودان ، الذي نستظل بظله حتى اليوم وإلى ما شاء الله .
فقد حان الآن أوان إستلهام هذه التجربة الرحبة والقوية ، من جديد لإنقاذ السودان من وهدَّته وأزمته الماثلة رعباً من المصير الآتي مجهولاً من أين لا احد يدري مسار جريانه .
ولكي تُصْدِق دعاوي وحدة القوى الثورية ، فليكن مخرجنا من الأزمة ، ومدخلنا إلى الحل ، تسوية مغايرة لتلك المشى في دربها المعوج ثوريّوا قحت وداعميهم ، ولم ينالوا منها إلا غدر العسكر والقادم أمر . والعدو الذي أمامنا الآن عدو جديد وفاجر . وإن جاز التعبير قلنا عنه إنه المعادل الموضوعي للإستعمار الإنجليزي المصري ، وقع الحافر ، هذا العدو واضح المعالم والقسمات والنوايا الشريرة ، رضوا أم أبوا الوصف ، يجره عليهم حصان عربة الخيانة ، وسيكون معلقاً علي رقابهم ورقاب أحفاد أحفادهم ، وأعني بهم جماعة الكتلة الديمقراطية ، المحتشدة علانية هذه الأيام في القاهرة ، لتحقيق مآرب الثورة المضادة والتبعية للآخر المستمرئ لخنوعنا تحت جناحه الأناني منذ الإستقلال دون حياء او خجل ، حتى لو حاربنا بمساعدة ، عدوه الأول الإخواني وبواسطته وإعانته ومعونته .
على أن يكون محور التسوية الشفافة ، للوصول بها إلى الهدف النبيل بوحدة قوى الثورة هذه المرة . أن تتم بين لجان المقاومة وباقي قوى الثورة الحية ، بكل فصائلها وهيئاتها واحزابها ، وبين قوى الحرية والتغيير وداعميهم . كيف يكون ذلك ، أتصور بمخرجين فقط ، يلزمهما الوطنية والثورية والحس الواسع المتسع بإحساس الخطر القادم ، الذي يجابه السودان ، إن لم نلحق بنصر الحق والحقيقة في صالح مسيرته الحياتية .
فمع وجود وثيقة الحل المقترح من قبل أحزاب الحرية والتغيير ، الذي لا كبير خلاف على محتواه ، لأنه نظرياً يشتمل على كل مطلوبات الثورة والثوار أو أغلبها ، والذي أوصلهم إلى الإتفاق الإطاري ، والذي ظل عيبه الأساسي ، هو حمله وتوقيعه مع الجهات الخطأ ، أي مع شركاء الدم والفلول ، فطاش سهمه ، في الإغراق فيما هو ضد الثورة وغاياتها ، وفي الجانب الآخر نجد الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب ، الذي إكتملت مراسم توقيعه من كافة تنسيقيات لجان المقاومة ، فالمطلوب الآن وفوراً ودون "مجمجة" وبلا تأخير هو الآتي :
أولاً - توقيع أحزاب الحرية والتغيير الأصلية ، "وليست تلك المرفقة مع بواقي الفلول" على الميثاق الثوري لتاسيس سلطة الشعب .
ثانيهما - أن توقع لجان المقاومة والقوى الثورية الحية والجذرية على بنود (محتوى) الإتفاق الإطاري ، بعيداً عن شراكة الدم والفلولية بكافة أشكالها ، وهي نقطة الخلاف ، والخذي والعار الذي جلبته للإطاري وشوهته بل عابته لدرجة الإتهام بخيانة الثورة ، حيث حوصرت به الحرية والتغير في تترسها بجنباته المتهالكة ، دون داع ودون مبرر أو حاجة لضرورة ملحة .
على أن يجلس بعد التوقيع الجميع ، أحزاب الحرية والتغيير ولجان المقاومة وقوى الثورة الحية ، ويتراضيان على أي مقترحات لتحسينه وتطويره ، حتى الوصول به إلى توحيده في وثيقة موحدة ، وحمله كوثيقة شاملة تجتمع حولها كل قوى الثورة ، ومن ثم الشعب أغلبه إن لم يكن أجمعه ، وذلك بغرض إستعادة الثورة ، ووضعها في إتجاه مسارها الصحيح ، الذي سيكتسح كل المؤامرات والخيانات والكيانات التى تريد إعادة النظام البائد والسودان القديم ، تحت مظلة ورعاية العسكر الإنقلابي من جديد .
وبغير وحدة قوى الثورة بجميع فصايلها ومكوناتها ، ماعلينا إلا إنتظار الطوفان القادم دماراً وانفجاراً مفضي إلى الجحيم بذاته لا بخلافه .
وعاشت وحدة قوى الثورة المنتصرة أبداً لسودان جديد .
***
كبسولة :-
تِرِك بَرَك: قس بمقاييسه قال- البشير شال شيلة الإنقلاب المعجزة لوحده .. فهو راجل إبن راجل والرجال قليل !! .
تِرِك بَرَك : قس بمقاييسه قال ولم يقل أن من معه شاركوه الإنقلاب ثم أنكروا إذن هم "ما" رِجَا .. والرجال قليل !! .
omeralhiwaig441@gmail.com