ورحل ابن غابات الجنوب وسهول الشمال: وداعاً القائد السوداني الوحدوي إدوارد لينو
وآخيراً ترجل المناضل الجسور " ادوارد لينو دوت وور أبيي" عن صهوة فرسه الجامح والذي كان يغذ به السير نحو شمس الوئام والمحبة والوفاق بين أبناء الشعب الواحد جنوب وشمال السودان، ترجل وما هان إلا على ربه بعد صراع طويل مع مرض أبى إلا أن يختطف حياته ضمن كوكبة نيرة من خيرة أبناء شعبنا في الشمال والجنوب، وهي حياة نذر فيها القائد لينو كل نفس من فؤاده العامر بالمحبة من أجل الانتصار لقضايا وتحقيق أماني شعوب السودان كسياسي ووطني وأديب وشاعر ومثقف عضوي من الطراز الأول، وقد عمل الراحل قدر حدود استطاعته مع رفاقه في الشمال والجنوب من أجل أنبل قضية عرفتها البشرية وهي قضية الانحياز للانسانية بكل أبعادها، ولم يكن في ذلك مجاملاً أو مساوماً أو توفيقياً يرنو لأنصاف الحلول، بل كان قاطعاً كالسيف في مواقفه السياسية والفكرية، وقد جسد الراحل أشواق شعبه في نضال لا هوادة فيه لأجل وحدة بلاده في سودان جديد وعزم أكيد، عاملاً من أجل تحقيق غايات هذه الأشواق المشروعة، وقد كان للاختيار الذي صادف أهله بأن يكون مرشحاً للقوى السياسية التي تنشد الوحدة الجاذبة في ربوع البلاد كـ" كوالي " لعاصمة البلاد في الفترة التي تلت إتفاقية نيفاشا أفضل اختيار يجسد أحلام هذه الوحدة التي كان ينشدها لينو وأمثال لينو على أرض الواقع، لو لا خبث ومكر وتربص أهل الانقاذ أعداء إنسان السودان في الشمال والجنوب، الذين نقضوا غزل نيفاشا بعد أن حسبوا بأن حاصل القسمة في بناء دولة لكل السودانيين دون تميز سيقسم ظهر أفكارهم وأيدولوجية حركتهم المتأسلمة.، والذين كان الراحل يمقتهم ويكرس جل وقته وفكره لأجل هزيمتهم، ينعيه المركز العام للحزب الشيوعي وأسرة صحيفة الميدان كرفيق عزيز وأحد أبناء الحزب والحركة الشعبية وجيش تحريرها شمالاً وجنوباً وابناً باراً لأبناء غابات الجنوب وسهول الشمال، فوداعاً يا "صاحب الوجدان الوريف والخيال الوثاب" ونم قرير العين مرتاح الضمير أنك قطعت مع شعوب وطنك الكبير أشواطاً في سبيل إسعادها والعمل من أجل تحقيق أمانيها لحظة انتصار شعبنا في الشمال بهزيمته النكراء لدولة الانقاذ، مجسداً روح المناضلين الكبار الذين أسهموا في إنارة الطريق لشعوب القارة الأفريقية للانعتاق من نير الاستعمار قديمه وحديثه والظلم التاريخي والاستغلال الطبقي الواقع على حياتهم، وأنت تخلص لأفكار القائدين الوحدويين الشهيدين جوزيف وجون قرنق. لك الرحمة والمغفرة وطوبى لك حياً وميتاً.
hassanelgizuli@yahoo.com