ورطة الغربه !!
محمد الحسن محمد عثمان
10 April, 2013
10 April, 2013
الاستاذ رئيس التحرير
تحيه واحتراما
وبعد
( 1 )
اسميتها ورطه بعد ان عشت تجربة الغربه 19 عاما وقد تناولت شىء من معاناة المغترب فى سلسلة مقالات اسميتها "اولادنا فى الغربه " نشرت فى سودانايل وسودانيزونلاين تحدثت عن المعاناه فى تجربة تربية اولادنا فى الغربه وذلك الضياع الذى يعيشه اولادنا مابين ثقافة الوطن التى يمثلها الوالدين وثقافة الغربه ....... وبدات مقالاتى بالاشاره لتحقيق صحفى نشر فى الستينات فى مجلة اخر ساعه المصريه وهو عن متابعة لاسره قرر ربها الرحول من حى الى حى أخر فى القاهره وتابع التحقيق الرائع ماعاناه الاولاد فى هذه الاسره فقد رفضهم بدايه ابناء الحى الجديد وعانوا ماعانوا حتى يندمجوا معهم كما كانت بيئة المدرسه غريبه عليهم وعانوا ايضا ليفهموا هذه البيئه الجديده وتقبلهم وهذا مالم يضعه رب الاسره فى الحسبان عندما اتخذ قراره بالرحول وقد جربت هذه المعاناه فقد كان والدى يعمل فى شرطة السكه الحديد وكنا ننتقل من بلد الى بلد آخر واعانى كثيرا للاندماج فى البيئه الجديده فما بالك اذا كانت النقله كبيره من قارة الى قارة اخرى مختلفه تماما فالدين مختلف واللغه مختلفه والثقافه ليس مختلفه فحسب بل متصارعه ........ ونحن عندما نتخذ القرار بالهجره ننسى كل ذلك ونركز حول المرتب وهل التعليم مجانى والمعيشه وننسى اننا ننتقل ببشر من لحم ودم لهم حياتهم ويؤثرون ويتاثرون وقد كانت لحظه شاقه على وانا اذهب مع ابنى ذو السته سنوات الى مدرسته فى نيويورك فى اول خطواته فى التعليم وهو لايعرف كلمه واحده انجليزيه وتخليت عنه عند الباب وهو لايعرف اى احد وحكى لى بعد ذلك انه عندما اراد ان يذهب لدورة المياه اخبر الاستاذ بالعربى الذى يعرفه فضحك الفصل ولابد انها كانت لحظات معاناه قاسيه عليه ...... اننا لانضع كل ذلك فى الحسبان ونتخذ هذا القرار الخطير بالاغتراب فى سهوله واحيانا فى لحظات زهج عابره !! اقول ذلك وفى ذهنى هذه المئات من الالوف الذين يحزمون حقائبهم الآن مهاجرين من السودان وفيهم من تجاوز الستين ...... صحيح ان الظروف ضاغطه وان السودان يغرق ...يغرق ولكن القرار بالهجره من الوطن ليس قرارا سهلا وخاصه لمن كان عنده اسره فهذا قرار مفصلى فى حياة الاسره ومن يتخذ هذا القرار عليه ان يعلم ان اسرته اذا عادت من الغربه لن تكون باى حال من الاحوال هى نفس الاسره قبل الهجره وسيكتشف انها تغيرت كثيرا وابسط شىء ان الثقافه اصبحت مختلفه فلكل لغته ولكل طريقة فهم خاصه للامور ....... لقد كانت مشكلتنا فى نهاية الثمانينات عندما اتخذنا القرار بالهجره للغرب ان التجارب لم تكن بالقدر الكافى لترفدنا بالتجارب فقد كان المغتربين اقليه واغلبهم عزابه لذلك لم نجد النصيحه من الذين سبقونا اما الآن فقد توافرت التجربه وعلينا نحن الذين جربنا فى انفسنا ان نضع التجربه وحصادها امام اخواننا الذين هم فى طريقهم للتجربه حتى يستطيعوا اتخاذ القرار السليم وساحاول بقدر الامكان وضع تجربتى فى الغربه وفى العوده للسودان حتى يستفيد منها ايضا الاخوه الذين فى حيره فى اتخاذ قرار العوده وهو قرار صعب جدا
فنحن نتخذ قرارالهجره بسهوله جدا ونكتشف بعد ذلك ان القرار كان متسرع وهذا يجعلنا نتريث كثيرا فى قرار العوده للوطن حتى لانقع فى الخطأ مرتين
محمد الحسن محمد عثمان
قاض سابق
Omdurman13@msn.com