وزير الخارجية علي كرتي: نصفق بيد واحدة !

 


 

 



وزير الخارجية علي كرتي لــــــ(السوداني):

حوار/ضياء الدين بلال – لينا يعقوب


نصفق بيد واحدة !

قضية الردة أحدثت ضرراً بالغاً بالسودان.

الحركات المسلحة لديها مقرات آمنة بمصر يرعاها جهاز الأمن والمخابرات.

أعرف أسماء الذين يطلقون حولي الشائعات.

(في ناس عندهم غبينة علي، بعضهم منعت عنهم جواز السفر الدبلوماسي).

أقسم بالله العظيم لم أفتح باب وساطة للعمل في الخارجية.


لا توجد ضرورة لأتحدث عن استثماراتي وكتبت إقرار ذمة أكثر من مرة.

هذه هي أسباب توتر العلاقة مع السعودية (...)


*ما الذي يشغل بال علي كرتي حاليا؟
ما يشغل بال أي وزير خارجية، أن تكون لدى بلاده علاقات جيدة مع العالم.. التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد من جراء مواقف داخلية تؤثر عليه كثيرا في الخارج، مواقف بعضها تاريخي من جهات دولية معروفة أو أن يكون السودان تحت عقوبات ضاغطة اقتصاديا.. تحديات متشابكة تشكل هواجس مستمرة لوزير خارجية السودان، وفي كثير من الأحيان نجد نفسنا نصفق بيد واحدة..

*(مقاطعة) من هي اليد الثانية؟
اليد الثانية إما إمكانات أو توافق أو تنسيق.. هناك حاجة لإضافات كثيرة.. إن كنا نتحدث عن التوسع الدبلوماسي في الخارج فيجب أن نراعي الإمكانات المادية، إن أردنا الحصول على موقف معين، نحتاج أن يحدث تنسيق في كل مرحلة

*التصفيق بيد واحدة، ألا يعني أن كل ما يبذل من مجهود لا جدوى له؟
المجهود المبذول كان يمكن أن يكون له نتائج أكبر.

*نفهم أن نتائجه محبطة؟
ليس بهذا المعني، ولكنه إقرار بالواقع.. هناك ضرورة مستمرة لتنسيق الأعمال والنظر للخارجية باعتبارها معينة للدولة بوضعها السياسي والاقتصادي.. بذلنا مجهودات كبيرة في الجانب الاقتصادي وفتحنا أبوابا للمستثمرين للدخول، وحاولنا أن نشرح أوضاع السودان لنسهم في تغيير الصورة السالبة التي بثت عنه في الإعلام .. حاولنا أن نبين في المجال السياسي أن هناك حوارا وانفتاحا، لكن هناك صعوبات كبيرة، إن كانت البلاد في حالة مواجهات مستمرة منذ الحرب مع الجنوب ومن ثم دارفور واندلاع الاشتباكات في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحتى المواجهات الداخلية، جميعها لها أثر سالب في الخارج.

*أكثر ما يقلقك؟
في تقديري قدرتنا في الداخل على تجاوز ملفات خلافية وهذا يمكن أن يكون التحدي الحقيقي.

*خلافية أين؟
في المنابر السياسية المختلفة وهناك جهات لازالت تحمل السلاح، البلاد تشكو من هذين العطبين الكبيرين، عدم وجود التوافق السياسي وعدم جود التوافق السلمي والأمني .. المسئولية نحملها للأطراف التي أمامها الفرصة مشرعة لكنها لا تريد الوصول إلى اتفاق سياسي.

*ربما الأجواء مشرعة نحو كوبر وبانتظارهم إجراءات استثنائية؟
أنا لا أعتقد ذلك. كوبر إن دخلها إنسان يدخلها بتهم محددة ووفق القانون.. لماذا مثلا تكون الجريمة الموجهة ضد الدولة سهلة وميسورة في حق طالب أو عامل رفض إجراءات  حكومية ولا تكون المادة سارية على رموز معينة.. لماذا تكون الرموز السياسية معفاة من المساءلة وأنا لا أقول إن هذا حكم..  إنما تهمة قابلة للطعن حتى في مستوى النيابة.

*حملة السلاح  يقولون إنه محكوم عليهم بالإعدام.. ما هو الضمان؟
ليس أكثر من أن نعلن على الملأ أن الحوار مضمون.. مثلا، مبارك الفاضل، لا أعتقد أنه جاء لأن الدنيا أغلقت في وجهه.. كان يتمتع بما يتمتع به أي معارض في دولة مثل أوغندا.. ما الذي يغريه بالعودة إلى السودان إن لم يكن مطمئنا أن الأوضاع تسير إلى الأمام.. من يريد أن يدخل في تحديات أو يكون رمزا وطنيا أو يقدم حلولا لبلده لابد أن يكون في خاطره أن يواجه المشاكل.

*لكن هناك أشياء مفاجئة تتم، كاعتقال الصادق المهدي والذي تم استجوابه وبصورة مفاجئة تم اعتقاله لاحقا؟
القانون أن تفتح بلاغا في شخص ويدخل الحراسة وفي هذه الفترة إما أن تكون النيابة أكملت إجراءاتها وترفع الأمر للمحكمة ويكون هو في الحبس حسب المادة أو أن يتم الترافع داخل النيابة ويكون هناك إلغاء للقرار.. النيابة هي التي أصدرت أمر القبض.. جهة سياسية هي التي حركت البلاغ.

*ما أثر ذلك على السودان خارجيا..الحكومة تعلن للعالم أنها تحاور أحزاب وتلقي في ذات الوقت القبض على قياداتهم؟
إذا أعلنت الحكومة أنها تريد أن تتحدث مع شخص، هل ذلك يعني أنها أعفته من المسئولية الجنائية إن ارتكب أي جرم. الجرائم تختلف عن الأفعال السياسية.

*ما قاله الصادق المهدي إبداء رأي؟
أنا لا أقيم. أنا أحيل المسألة للنيابة. فلماذا لا نحتكم لإجراءات النيابة ولماذا نجعلها قضية سياسية وموقف سياسي. لا أعتقد أن الصحفيين يمكن أن يسألوا عن شخص عادي خالف المادة ولم يسمع به أحد. لماذا إن تمت الإجراءات بحق شخصية لها مكانتها السياسية أن يكون من حقها خرق القانون. هل هذا هو العدل.


*حادثة أخرى هي حكم إعدام أبرار، وباعتبارك قانوني ووزير خارجية،  هل سارت القضية في الاتجاه السليم؟
هذا الحكم أمام القضاء. هناك استئناف وإجراءات شرعية تتم ويصعب على من يعرف هذه الأمور أن يتحدث بها. هناك حاجة لمعرفة الحقائق، وإلى الآن لم يصدر بيان وافي من الجهات المختصة حول الحقائق وكل ما نشر لا علاقة له بالحقيقة.

*وهل تعلم الحقيقة؟
نعم أنا أعلم الحقيقة، لكني أفضل أن يكون ذلك عبر بيان من القضاء أو النيابة.

*لكن حتى إن تغير الحكم لن تتغير الصورة  الخارجية التي رسمت حول السودان؟
أنا متأكد أن التأخير في بث المعلومات الحقيقية هو الذي أضر هذا الإضرار. أي حكم قابل للمراجعة، الوقائع حول القضية لم تنشر حتى الآن.

*أصدرتم بيانا ضعيفا اكتفيتم فيه بالتوضيح أن الحكم ليس نهائياً؟
الدخول في لب الموضوع والاتفاق على منهج فقهي معين مسائل تصدر من الجهات المختصة. لكن حقيقة، الحكم أضر بعلاقتنا الخارجية خاصة بصدوره بمثل هذه الطريقة وبعيدا عن المعلومات الحقيقية. صدور الحكم وإعلانه لم يكن موفقا، هذه المسألة كان يمكن أن تتم فيها مشورة أعلى وأن يصدر الحكم فيها على مستوى يمكن أن يراعي أشياء كثيرة. لكني أحترم رأي القاضي.
*كرتي لم ينجح سياسيا، فلجأ إلى تحسين علاقات السودان الاقتصادية؟
سياسيا، لا يستطيع وزير الخارجية أو حكومة السودان أن تحلها إلا إن حلت الملفات الأصلية، كوضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب.. فإن فعل وزير الخارجية أي شيء أو ترك أي تاريخ له علاقة بالدفاع الشعبي أو قدمنا الورود والرياحين هذه الملفات لا تحل إلا بطريقة معينة، بصمة السودان على ما يريده الغرب وما تريده أمريكا هو الشيء الوحيد الذي يرفع العقوبات. نحن استطعنا أن نفك كثيرا من العقبات السياسية في أفريقيا واستطعنا أن نحافظ على علاقة مع دولة كبيرة مثل روسيا، وأيضا أوروبا. هنالك من يدافع عن السودان داخل الاتحاد الأوروبي، ومواجهات فيما بينهم حول السودان. نحن قمنا بعمل كبير ونتائجه على الأرض يومية. الوفود التي جاءت من الغرب جاءت بموافقات سياسية. هناك مؤتمر في براغ وسيصاحبه منشط ثقافي فيه معرض للآثار السودانية، من يقول إننا اتجهنا للملفات الاقتصادية لا يعلم مدى التأثير الاقتصادي على الدول، البرازيل لم تكن لنا بها علاقة، الآن دخلت في الاقتصاد السوداني ورفعت ديون السودان. التشيك أيضا سترفع دينها عن السودان.


*يبدو أن السودان يعاني من عزلة دولية؟
لا نعاني من عزله. لكن بعضهم يعترضون على الأوضاع في السودان وآخرون لديهم مواقف تجاه السودان وإمكانية الضغوط على آخرين. نحن في وضع جيد. أفريقيا وقفت مع السودان في مواجهة قرار المحكمة الجنائية وفي حل القضايا الداخلية وكانت منصفة في موضوع الحوار مع الجنوب وأيضا المنطقتين ودارفور. الجوار العربي أيضا ساند السودان في كل قضاياه.
*هناك تراجع واضح في علاقة السودان مع أفريقيا والدول العربية؟
صحيح مع بعض الدول العربية، لكن أفريقيا لا. فأفريقيا منذ أن تبين لها موضوع أبيي تقدمت كثيرا بعد أن سمعت معلومات مغلوطة. لدينا فتور في العلاقات مع السعودية والإمارات فهل هذا يعني أن نسقط الفتور على كل الدول العربية؟

*لكنها دول مركزية؟
صحيح. بعض الذين لديهم فتور في العلاقات يمكن أن تكون لديهم ملفات لها أهمية كبيرة. الفتور سيزول إن شاء الله قريبا. نحن نتوسع في علاقتنا الاقتصادية والسياسية مع عدد من الدول، الهند، الصين، وروسيا. ونحدث في هذا الصدد اختراقات.

*السودان في نقطة نزاع حول ما يدور بين قطر والسعودية؟
أبدا. لا علاقة حول ما يجري بين الدولتين بما يجري بين السودان والسعودية وقليلا دولة الإمارات. لم تدعونا أي من الدولتين لتبني موقف معين. نحن علاقتنا مفتوحة وزيارتنا عادية لهذه الدول ومن يتقدم في الاقتصاد نحونا يتقدم دون مساءلة. هناك كثير من المستثمرين السعوديين يأتون إلى السودان ولا يتحفظون على تعاملنا مع قطر.

*هلا كشفت لنا السبب الحقيقي للفتور؟
ملفان، الأول أن السعودية تلوم السودان في علاقته مع إيران، ونحن أوضحنا أن العلاقة محدودة جدا في تعاون فني. هذا التعاون في المجال الحربي لا يشكل أي تهديد لدولة أخرى، ناهيك عن أن السودان لا يمكن أن يكون منصة لضرب أي دولة.
*(مقاطعة) ما تزال البوارج تأتي إلى بورتسودان؟
ولا تزال تتوقف في موانئ سعودية، ولكن هنا في السودان نضر بأنفسنا. إما أن وسائل الإعلام تضخم المعلومة البسيطة التي تظهر في القوات المسلحة أو أن القوات المسلحة تخطئ التقدير. في رأيي لم يكن هناك ضرورة لإعلان وقوف البواخر، هذه البواخر توقفت أكثر من مرة أثناء نيتها الدخول إلى السودان ومنعت من الدخول. مرة منعت من الدخول وتوقفت في ميناء سعودي. انظروا فقط ما نفعله في أنفسنا، البواخر في العالم تتوقف في مئات الموانئ.

*(مقاطعة) عفوا، ولكن لوقوف البواخر العسكرية دلالة مختلفة؟
البواخر العسكرية أيضا تتوقف في موانئ العالم.

*لماذا لم تستطيعوا معالجة المسألة في أجهزة الدولة؟
هذا ما أقول إنه يحتاج لتنسيق. البواخر في كل العالم تتوقف في أي مكان، ووقوفها يأتي للتزود بالمياه، أو أنها شرفية حسب علاقة الدولة.
*هل هناك احتمال لتدهور علاقتنا  مع بعض الدول العربية كما حدث في حرب الخليج؟   
لا أعتقد ذلك.
حرب الخليج كان فيها استقطاب حاد ومطالب باتخاذ مواقف محددة، وتولاها الرئيس الأسبق في مصر وأظهر السودان كأنه لا يريد التعامل مع الخليج.
هناك محاولات لم تفلح لإدخال السودان في ذات  المربع القديم.

*الاستقطاب الإيراني السعودي لا يقل شراسة؟
-ابتسم-
إن سمعت وزير الخارجية السعودي قبل أيام وهو يتحدث عن دعوة لنظيره الإيراني وأنهم على استعداد لطي الماضي والخلافات العالقة ومعالجة الخلافات لغيرتم رأيكم.

*ما هو السبب المركزي في توتر العلاقة مع المملكة العربية السعودية؟

تظن السعودية أن السودان يتعامل مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ويدعمهم، ولديها اهتمام بما يجري في مصر وبما يجري في داخلها.. قلنا لا علاقة لنا بالتنظيم الدولي للاخوان ،وهولم يستطع أن يستقطب السودان إلى جانبه. السودان كان آخر دولة زارها مرسي.

*(مقاطعة)
هذا لا ينفي وجود تقارب فيما بينكم على الأقل على المستوى الفكري؟
لا أعتقد أن التعاطف يعني التنسيق والرضا بالمواقف المعلنة.

*ألا يوجد بينكم وبين إخوان مصر اتصالات؟
-بحسم-
لا يوجد اتصال، بل إننا في كثير من الأحيان قدمنا لهم نصائح لم يؤخذ بها.

*هل تمت استضافة لأي رمز من رموز الإخوان؟
إطلاقا.
*هناك إشارة وردت في الصحف حول استضافتكم لداعية مصري ينتمي للاخوان؟
قبل أسبوع قال لي وزير الخارجية المصري إن هناك معارض مصري وصل السودان، فسألته عن اسمه؟ فأجاب أنه لا يتذكر، فقلت له إن مصر تتذكر معارض واحد حال وصل السودان ولا تتذكر مئات المعارضين الذين ينتمون لمجموعات مسلحة تحمل السلاح ولديهم مقرات آمنة يرعاها جهاز الأمن والمخابرات وترعاها الدولة ولديهم كامل الحقوق في إقامة الندوات واتخاذ المواقف السياسية.

*لماذا لم تتعاملوا مع المصريين بالمثل؟
لأن السودان ظل دائما يحترم الموقف السياسي من مصر، وأعلنا مرارا وتكرارا أننا لن نكون منصة تنطلق منها أي أضرار نحو مصر، وحقيقة السودان خالٍ من أي رمز من رموز المعارضة المصرية.

*هل مصر ضمن منصات المعارضة السودانية؟
ليست هنالك معسكرات أو أعمال عسكرية إنما معارضة مسلحة موجودة على الأرض وفي أوغندا موجودة، لكن رموزها موجودة في مصر.

*هل خاطبتم السلطات المصرية بشكل مباشر؟
طالبناهم عشرات المرات وطلبوا منا الأسماء، وكتبنا مئات الأسماء وكررناها عشرات المرات، وكمال حسن علي يعلم هذا الملف تماما. حتى أنهم طالبونا بالمواقع وحددنا لهم الفلل والشقق التي يقيمون فيها، ونعلم تماما مَن مِن أجهزة المخابرات يتعامل مع هؤلاء.

ومع ذلك، تتهم أنت الإعلام المصري أنه السبب في تأجيج التوتر بين الخرطوم والقاهرة؟
أنا لم أقل ذلك، ذكرت بعض أجهزة الإعلام، وفي تقديري كثير من أجهزة الإعلام المصرية لها تقدير للسودان وتحترم خيارها، وكان أصوب خيار أن نقول حول ما يحدث في مصر أنه شأن داخلي وللمصريين كامل الحق في اختيار رئيسهم.

*تتحدثون عن ضغوط حول سد النهضة؟
هنالك ضغوط علينا، وزير الداخلية المصري يقول إنهم يواجهون تهديدا أمنيا من الجنوب، فأي جنوب يقصد؟

*هل هناك تحركات عسكرية في منطقة حلايب؟
لا. لا يوجد تحركات، هناك طوافات عادية تقوم بها، حتى السودان يقوم بمثل هذه الطوافات.

*الملفات الحقيقية بين البلدين جامدة؟
نحن حركنا لجان المعابر، وإلى أن انتهت حكومة مرسي لم نفعل شيئا أكثر من توقيع الاتفاق. لكن الواقع العملي تم بعد مرسي. نحن وصلنا مرحلة التحديد العام لفتح المنافذ. عمليا في العلاقات تقدمنا كثيرا.

*البعض يقول إن سفرك كثير من غير جدوى؟
لا أظن أن مهمة وزير الزراعة أن يكون موجودا في حقول الألغام والتصنيع الحربي. أو تكون مهمة وزير الداخلية زيارة العالم. مهمة وزير الخارجية مهمته خارجية، إما في التعامل الدبلوماسي والتمثيل الأجنبي، ولدينا معه تواصل ولقاءات مرتبة، أو أن يكون مشاركة في مؤتمرات دولية ونرى أهمية تواجدنا فيها.

*ماذا عن الزيارات الخاصة التي تقوم بها؟
من يقول ذلك، إنما يتجنى علي كثيرا. إن انتهت الزيارة الرسمية للدولة وهناك وسيلة للعودة من السفر في ذات المساء آتي. الكثيرون يلومونني لأن ما أقوم به مضر للصحة، أنا مثلي مثل الآخرين لا أتعامل كالملوك، لا أغلق غرفتي وأطلب ما أريد إنما أذهب بمفردي. والبعض يستغرب فيَّ. لا أحد يحمل حقيبتي أو يحضر لي الطعام. أنا عادي جدا وأعتمد على نفسي في بيتي وفي عملي. أنا أعلم أن هذه حقيبة سأضعها وأتحول لمواطن عادي.

*استثماراتك عديدة. في أي مجال أنت تعمل؟ وكم هي؟ وأين هي؟ إن لم يكن لديك مانع في الإجابة؟
أولا أنا لست في ضرورة لأتحدث حول ماذا أملك، ولكنني قبل الآن وقبل تولي أي وزارة، وقبل تكليفي كمنسق شعبي كان أكبر اعتراض لي أن هذه المهمة ستمنعني من القيام بواجبي تجاه أسرتي وتجاه الكثيرين في منطقتي الذين أخدمهم منذ فترة، وأعتقد أني رمز سياسي في منطقتي في جنوب شندي ولدي مساهمات في المنطقة، وما فهمته من الرئيس ألا أتوقف عن هذا العمل وبإمكاني أن أوكله لآخرين.

*ألا يوجد استفادة من وضعك؟
على الإطلاق، حتى الأعمال التي كانت تقتضي الاتصال بأي جهة من الجهات طلبت أن يجففوها.

*كم مرة أجريت إقرار ذمة؟
أكثر من مرة أجريت الإقرار وهو موجود لدى وزارة العدل.

*هل تجد حرجا في كشفه أمام الرأي العام؟
إن كانت العدالة تقتضي ذلك فلا أرى  ما يمنع، لكن لا أعتقد أي إنسان في هذه البلاد هو متهم إلى أن يثبت العكس. الحديث حول ما أملك وإمكانياتي، أقول إني لم آتي بها من الوزارة.

*هل تصرف على الوزارة؟
لا. في بعض الأشياء التي لي فيها حقوق أتنازل عنها.

*هل تنفق على المؤتمر الوطني؟
أصرف على خدمات في منطقتي لكن ليس على حزب.

*ألا تقوم باستثمارات حزبية؟
أصرف على خدمات في منطقتي وليس على حزب، ولا علاقة لي بما يصرفه الحزب حتى في منطقتنا. أنا نائب دائرة وأحصل على خدمات.

*كيف تنظر إلى حمى الاتهامات وكشف الفساد؟
أعتقد أن في هذه الأشياء تجنٍّ، من يثبت أنه مخطئ فالقضاء والعدل موجود. أنا لا أعتقد أن التشنيع مفيد للبلاد والعباد. المراجع العام يقدم تقريره وللدولة مراجعات مستمرة في بنود الصرف، ومع كل هذه الإجراءات تحدث مخالفات.

*الشائعات حولك كثيرة؟
طالما كنت شخصية عامة وهناك من  يريد أن يتكسب أو يسيء ويكون جزءا من متعة اجتماعية فلن أستطيع أن أوقف هؤلاء.

*أكثر شائعة أزعجتك؟
قريبا لم أطلع على المواقع، لكن هناك حديث حول ما أملكه من أموال، وبصورة باتت لا تجد لها معجبين. أما في الوزارة فهناك حديث بأن الوزير يسافر كثيرا ولا يؤدي عمله  أو أنه يهمل الوزارة، والجميع يعلم أن بإمكاني تأدية عملي في أي مكان، كما أن الوزارة لا تحتاج لشخص يحمل عصا ويقف على رؤوس الناس.

*ألهذا السبب تسافر كثيرا، حتى تثبت عدم اهتمامك بما يقال؟
إن وجدت حديثا مثل هذا واهتممت به سأتوقف عن تأدية عملي وواجباتي لأن أحدهم لا يعلم ماذا أفعل. بالمناسبة أنا أعلم من يقول أو يكتب هذا. إما لأن لديه دوافع أو غبينة أو لأني منعته جواز سفر دبلوماسي.

*لا زالت الخارجية تدار بعقلية التمكين، وتم قبول عدد من الوظائف الدبلوماسية لأعضاء ينتمون للمؤتمر الوطني؟
لا إطلاقا. أنا من وزارة العدل ولم أفتح بابا لأي أحد أن يحدثنا حول اسم معين. قدموا أناس لوزارة الخارجية وهذه ثاني دفعة نقبلها، هم ثلاثون من السكرتيرين الثوالث، ولم نفتح بابا للحديث عن وساطة. أنا طلبت من اللجنة التي تقوم بالمعاينات أن تؤدي القسم وفي حال اتصل بهم أحدهم أن يبلغوني.

*وهل حدث؟
نعم، حدث وأبلغوني، وأي أحد تم اتصال بشأنه نحن أسقطناه، وإن كان في ذلك تجنٍّ عليهم.

*وما فوق السكرتيرين الثوالث؟
نحن حصلنا على وظائف إضافية، نسميهم خبراء وفيهم عدد السكرتيرين الثواني والأوائل والمستشارين. هناك لجنة التقت بالناجحين وأنا حضرت عددا من  المعاينات، ووجهت أسئلة، وبعد اكتمال ذلك، اتضح أن لنا عددا من الناجحين لكن كان هناك ضرورة للسؤال أكثر، واتفقنا مع لجنة الاختيار أن الاختيار يتم لدى وزير الخارجية وأقسم بالله العظيم أني لم أفتح بابا لأحد للحديث معي حول أي شخص، ولم يتم قبول شخص إلا بكفاءة. إن كان هناك ثلاثة أو أربعة من المؤتمر الوطني ونحن لا نعرفهم فهذا لا يعني أن نسقطهم لكي نثبت للشعب السوداني شيئا معينا.

*هناك ثلاثة وزراء للخارجية، ماذا يفعلون؟
طبيعة الملفات في وزارة الخارجية تحتاج لأكثر من وزير دولة مع الوزير، وكانت هناك معاناة بوجود وزير دولة واحد، إن كانت هناك ضرورة للسفر وضرورة للمشاركة في اجتماعات قطاعية أو  مؤسسة الرئاسة أو المجلس الوطني، فهذا يدل على أهمية وجودهم. في العادة يتولى وزير الخارجية الملفات السياسية الغربية والأكثر تعقيدا والتي في حاجة لاتخاذ قرار في وقت معين. لكن بالتأكيد  وزير الخارجية يفترض أن يكون موجودا في ملفات استراتيجية هامة. في العادة يتم توزيع الملفات بين وزيري الدولة. آسيا والمنطقة العربية ملف وهناك أفريقيا والقضايا الدولية. ملف حقوق الإنسان والبيئة والمياه، وفي العادة تأتي طلبات المشاركة للوزير وهو الذي يحيل الملفات والدعوات.

*هل سيزور رياك مشار السودان؟
أنا سمعت ذلك في الإعلام لا تفاصيل لدي لكن لا أعتقد أن ذلك من المستبعد.


 

آراء