وزير رئاسة مجلس الوزراء: الجنوب لن يلحق ببورندي بالإنضمام لإتفاق عنتبي لإعادة تقاسم مياه النيل

 


 

 

لوكا بيونق من واشنطن: ركزت في مباحثاتي على المواقف المهزوزة لواشنطن حول أبيي
أحداث ابيي الأخيرة عكست وجه المؤتمر الوطني الحقيقي
تمت مجزرة في أبيي مثل ما حدث في دارفور
(الوطني) يريد المسيرية أن يسيطروا على أبيي لهذه الاسباب
إذا كنت شمالي سأخاف على الشمال اكثر من الجنوب


الدكتور لوكا بيونق، وزير رئاسة مجلس الوزراء السوداني، على الرغم من أن سيادته في إجازة بمجلس الوزراء لكن يبدو أن المزعجات من ليالي أبيي الساخنة جعلته يترك طيب المنام؛ فجاء إلى الأمم المتحدة ومراكز الفكر، ثم عقد عدة لقاءات مع الإدارة الاميركية في واشنطن لتقديم مرافعة أخيرة عن خطورة الوضع المأزوم في أبيي.. محملا المؤتمر الوطني مسئولية ما يحدث في أبيي؛ ومؤكدا بان (حليمة) المؤتمر الوطني (عادت لقديمها)- كما يقول المثل الشعبي السائر. وكان لـ(نيوميديانايل) هذا الحوار الساخن مع سيادته؛ فإلي محضره:

أجرى الحوار من لندن عبر الهاتف: عبد الفتاح عرمان


* ما الهدف من زيارتك للولايات المتحدة؟

جئت في زيارة شخصية بدعوة من مركز فاعلية الدولة ( State Effetive (، وهو مركز تابع لمؤسسة روكفلر؛ للحديث عن دولة السودان الجنوبي كدولة خارجة من الحرب. وجئت ايضا، كممثل أبيي في المحكمة الدولية بلاهاي حينئذ.

* ماذا عن لقائتك في الامم المتحدة؟

التقيت بمساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام، ومساعد الامين العام للشئون السياسية، ودكتور فرانسيس دينق، مساعد الامين العام للإبادة الجماعية. وتركزت الإجتماعات حول الوضع في أبيي.

* هلا اطلعتنا على مباحاثاتك في واشنطن؟

إلتقيت في واشنطن بالسفير جوني كارسون، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشئون الأفريقية، وناقشنا الوضع في أبيي والمشورة الشعبية. وأكد لي كارسون على موقف إدارته فيما يتعلق بأبيي الذي يساند تنفيذ قرار محكمة لاهاى. وركزت على أن الحِزم الأميركية لرفع العقوبات الإقتصادية وشطب إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بالإضافة لديون السودان التي بلغت (40) مليار دولار، وتطبيع العلاقات الأميركية السودانية يجب أن لا يتم قبل حل مشكلة أبيي وإنفاذ المشورة الشعبية. وخرجت من هذه الإجتماعات بنتائج إيجابية بالـتاكيد على أن كل القضايا التي ذكرتها لك ستتم إذا إلتزم المؤتمر الوطني إلتزاما كاملا بتنفيذ إتفاقية السلام بما فيها أبيي والمشورة الشعبية. وقلت لكارسون أن بروتكول أبيي تم بمقترح أميركي لذلك على أميركا ان تقوم بحل هذه المشكلة.
كما إلتقيت بالمدير العام لوكالة التنمية الأميركية، وطلبت منه المساعدة في تنمية السودان بصورة عامة والجنوب بصورة خاصة، لاسيما إن الإدارة الأميركية ستقوم بتقليص معونتها حول العالم بنسبة 30%؛ عليه طلبت منه إعطاء نظرة خاصة لجنوب السودان كدولة خارجة من الحرب. وركزت معه على أن الإستقرار السياسي والديمقراطية في شمال السودان ذات أهمية قصوى؛ لان لدي خوفا على شمال السودان وعدم إستقراره. وابلغته بأن الحركة الشعبية في شمال السودان بإمكانها العمل على إستقرار السودان والمساهمة بصورة كبيرة.
وخاطبت معهد السلام الأميركي بحضور عدد كبير من مسؤولي الإدارة الأميركية، وألن قولتي، المبعوث البريطاني السابق للسودان، وأندرو ناتسيوس، المبعوث الأميركي السابق للسودان، وعددا من أساتذة الجامعات والباحثين. وتطرقت إلى مستقبل السودان بعد إنفصال الجنوب؛ والقضايا العالقة مثل البترول، الجنسية، الحدود، الديون، العملة، المشورة الشعبية وأبيي.

-    ما الذي اخبرتهم إياه بشأن الأحداث الأخيرة في أبيي؟

الإستفتاء جرى بصورة جميلة لكن أحداث أبيي الأخيرة شوهت صورة المؤتمر الوطني لدي المجتمع الدولي عند قبوله بنتيجة الإستفتاء؛ وعكست وجه المؤتمر الوطني الحقيقي. المؤتمر الوطني قام بقتل  المواطنين في أبيي وحرق بيوتهم. والناس نزحوا من الشمال إلى ابيي وبعد هذه الأحداث نزحوا إلى الجنوب. وتمت مجزرة لهم مثل ما حدث في دارفور.

-ماذا عن البيت الأبيض.. هل إلتقيت بمسؤولين هناك؟

إلتقيت بالممثل الخاص للرئيس أوباما، والذي يتولي أمر السودان؛ وناقشنا موضوع ابيي. وركزت على المواقف المهزورة لأميركا مثل مقترحهم بتصويت المسيرية في إستفتاء أبيي او إقتسام المنطقة معهم. وقلنا لهم أن المسيرية رعاة وغير مقيمين في أبيي، وناقشنا نظرة أميركا الضيقة لهذه القضية. وأبلغوني بأن أوباما قلق على الوضع في السودان خاصة أبيي، وأكدوا لي وقفوهم مع قرار لاهاي بشأن أبيي. وأميركا سيكون له عمل دبلوماسي كبير في المرحلة المقبلة؛ وأوضحوا لي بأن الإدارة الاميركية سترفع العقوبات عن السودان ورفع إسمه من قائمة الإرهاب بعد أن يقوم المؤتمر الوطني بتنفيذ إتفاقية السلام الشامل بصورة كاملة وإجراء المشورة الشعبية.
الحكومة الأميركية قلقة على الوضع في أبيي وإنتهاكات حقوق الإنسان في أبيي ستؤثر بصورة سلبية على الوضع في السودان. والمؤتمر الوطني سيواجه ضغوط كبيرة لانه يدفع المسيرية للقتال في أبيي.

-لكن الوطني يتهمكم انتم في الحركة بتأزيم الوضع في أبيي؟

تم تكوين إدارية أبيي نتيجة لقرار لاهاي حول المنطقة، وهي تابعة لرئاسة الجمهورية؛ ومسئولة عن الأمن هناك. والشرطة تقع تحت مهام إدراية أبيي ، وهي موجودة لتشهد بعدم صحة هذا الكلام. الإقتتال هذا ليس حادثا في المجلد او الفولة بل في أبيي، والمنازل التي أحرقت في داخل أبيي وليس في بابنوسة؛ فكيف لعاقل أن يصدق بان الحركة تقف  خلف هذه الأحداث؟! المسيرية الذين يودون العبور إلى الجنوب جاءوا يحملون اسلحة ثقيلة، والمؤتمر الوطني يسيطر عليهم؛ ويريدهم إحتلال أبيي حتي يقول- المؤتمر الوطني- في إجتماع رئاسة الجمهورية إن المسيرية يسيطرون على أبيي عمليا ولهم الحق فيها. ونحن في الحركة لدينا الآن مهام كبيرة لتأسيس دولة الجنوب، وليس لدينا الوقت لندعم دينكا نقوك.

-على ذكر إجتماع مؤسسة الرئاسة، سيلتئم في هذا الشهر الإجتماع الرئاسي.. هل انتم متفائلون في الخروج بحل لأزمة أبيي؟

اللجنة السياسية للشريكين ستجتمع يوم الاثنين القادم؛ وهناك يجب أن يتقدم المؤتمر الوطني بحلول لهذه الأزمة. والغضب الحاصل في أبيي من الممكن أن يحصل في الخرطوم؛ وإذا لم يتم إحتواء الموقف سيؤدي إلى عواقب وخيمة. وإذا حاول المؤتمر الوطني الإستيلاء على المنطقة بالقوة فستكون هذه شرارة حرب. في الوقت الذي بإمكانهم حل هذه القضية في يومين او ثلاثة إن أردوا ذلك.

* دعنا ننتقل إلى أمر آخر.. كيف تسير عملية فك الإرتباط بين قطاعي الحركة في الشمال والجنوب؟

ليس هناك فك لإرتباط حتي التاسع من يوليو القادم.

-لكن تم تحديد آخر إجتماع للمكتب السياسي بشكله الحالي في مايو القادم مما يعني بان هذا الأمر سيتم قبل يوليو؟

يا عبد الفتاح، كما قلت لك فك الإرتباط النهائي سيتم في يوليو القادم.

* ماذا عن إتهامتكم للمؤتمر الوطني بدعم جورج اتور في معاركه معكم الاسبوعين الماضيين..ولماذا لم تبرزوا ادلة بدل إلقاء هذه الإتهامات؟

المستوى الراقي الذي قدمه شعب جنوب السودان في الإستفتاء بصورة ارضت المجتمع الدولي وحتي المؤتمر الوطني، عسكت مستوِ اخلاقي راقٍ في إلتزام شعب جنوب السودان بالنزاهة والشفافية؛ وما حدث من جورج اتور دخيل على شعب بمثل هذه الأخلاق. وليس لدى اى شخص في الجنوب مصلحة في زعزعة إستقراره بدعم اتور، وصاحب المصلحة معروف، وهو المؤتمر الوطني. ولدينا كما قال الامين العام للحركة الشعبية معلومات كافية عن دعم المؤتمر الوطني للمليشيات الجنوبية؛ وفي نهاية الأمر حكومة الجنوب لديها القدرة على إستتباب الأمن في كل الجنوب.

* سخر المؤتمر الوطني من دعوتكم لبقاء قوات الأمم المتحدة في الجنوب بعد إنتهاء تفويضها في يوليو القادم.. وزاد بأن هذا الأمر يؤكد على عجز الجيش الشعبي. هل حقا أن جيشكم عاجز عن توفير الأمن في الجنوب؟

هناك قضايا كثيرة لم تنته بعد، مثل الديون، الأمن، الحدود وحول إمكانية جعلها مرنه لتسهيل الحركة بالإضافة إلى المشورة الشعبية، كل هذه الامور تحتاج إلى دعم دولي ومراقبة دولية للوضع على الأرض في المرحلة القادمة. وحتي إجراءات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية تحتاج إلى ثلاثة اشهر إضافية للفراغ منها بشكل كامل؛ ووجود المجتمع الدولي سيضمن السلام والإستقرار. ولا نريد أن نقول الجنوب مستقر والشمال مستقر، فلديك مثلا شرق السودان يعاني ويطالب بتقرير المصير، وفي جنوب كردفان هناك تلاعب في السجل الإنتخابي وستكون هناك مظاهرات؛ وفي النيل الأزرق هناك مشاكل، هذا بالإضافة إلى دارفور. فالجنوب احسن حالا من الشمال. أسعار البترول زادت في الأسواق العالمية منذ العام الماضي، وهناك إنتاج زراعي، على الرغم من هذا هناك تضخم مما يؤكد بان هنالك مشكلة. على الشمال ان يكون واقعي؛ وإذا كنت انا شمالي، كنت ساخاف على الشمال اكثر من الجنوب؛ وطلبت من المعونة الأميركية دعم الشمال لأننا لا نريد إنفجار الوضع في كل السودان. وعلى كل حال، الجيش الشعبي قادر على حفظ الأمن في الجنوب.

* برزت مخاوف مصرية على السطح بعد إنضمام بورندي لإتفاق عنتبي بشأن تقاسم المياه مما يضع الإتفاقية حيز التنفيذ قانونيا.. هل ستلحقون بركب عنتبي او أنكم ستبقون إلى جوار مصر؟

السودان الآن موحد إلى التاسع من يوليو القادم. ونحن نقول لإخواننا في مصر أنكم وقفتم معنا وساعدتمونا؛ ونحن نحترم حكومتكم، ونريد حكومتكم أن تقف معنا لأننا سنقتسم حصة السودان دون المساس بما تحصلون عليه من مياه. نريد مساعدتكم لأننا نريد مياه كثيرة للزراعة المروية وليس المطرية؛ لاننا لدينا اراضٍ زراعية شاسعة؛ نحتاج إلى عونكم حول هذا الأمر. ووجود سياسة واضحة لنا في هذا الشأن ستكون بعد يوليو القادم.  
 

 

آراء