وفاة اسطورة الملاكمة محمد على كلاي
بتاريخ 4/6/2016، وتحت عنوان (وفاة أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي) أورد موقع بي بي سي عربي المقال الآتي:
توفي أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي عن عمر يناهز 74 عاما. ونُقل محمد علي الخميس إلى مستشفى في فينيكس بولاية أريزونا بسبب ضيق في التنفس، وهو مصاب بداء الرعاش. وقالت عائلته إن تشييع الجنازة سيكون في مسقط رأسه لويس فيل كنتاكي.
وكان يطلق على محمد علي لقب "أعظم ملاكم" في التاريخ، وقد هزم سوني ليستون عام 1964 ليفوز بأول لقب عالمي له، ثم أصبح أول ملاكم يحتفظ بلقب الوزن الثقيل ثلاث مرات. وحصل محمد علي على لقب "رياضي القرن"، الذي تمنحه مجلة سبورتس الأمركية، وعلى لقب "شخصية القرن الرياضية" من بي بي سي.
وفضلا عن مهاراته الفنية وبطولاته على حلبة الملاكمة، تميز، محمد علي، بوصفه شخصية عالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان. وعرف بشغفه بالأدب وكتابة الشعر، وبلطافته وبردوده الطريفة. وعندما سئل عن الخصال التي يتمنى أن يتذكره الناس بها، قال أتمنى يتذكرني الناس بأنني "الرجل الذي لم يبع شعبه أبدا، وإذا كان ذلك كثيرا علي، فاذكرو أنني كنت ملاكما متميزا، ولن أغضب إذا نسيتم كم كنت وسيما".
حياته المهنية
اقتحم محمد علي الملاكمة المحترفة مباشرة بعد الألعاب الأولمبية في روما، وارتقى إلى الوزن الثقيل، ليمتع الجمهور بفنياته وخفته على الحلبة، ولكماته الخاطفة. وكاد البطل البريطاني، هنري كوبر، أن يوقف مسيرة محمد علي، وهو في أوج عطائه، عندما واجهه في منازلة غير رسمية، في لندن عام 1963، فقد أسقط كوبر الملاكم الأمريكي أرضا بلكمة باليسرى، ولكن محمد علي قام وفاز بالمنازلة في الجولة الثانية، بعدما أحدث نزيفا في عين كوبر اليسرى، جعلته يترك الملاكمة نهائيا، وأبهر محمد علي العالم في العام التالي عندما فاز باللقب العالمي للوزن الثقيل وعمره 22 عاما. فقد تعهد بالفوز على ليستون، الذي لم يسبق له حينها أن خسر أي منازلة، ولكن القليلين صدقوا ما كان يقوله، فقد خرج ليستون من الحلبة، بعد 6 جولات، خائر القوى، لأنه لم يحتمل ضربات منافسه الشاب الموجعة. وكان محمد علي، عندما نازل ليستون، ينتمي إلى حركة "أمة الإسلام" التي وضعت أهدافا لها منها تحسين ظروف الأمريكيين من أصول أفريقية في جوانبها الروحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، وعكس النهج الاندماجي الذي اتخذه، مارتن لوثر كينغ، في الدفاع عن حقوق الإنسان، دعت "أمة الإسلام" إلى تطوير خاص بالسود، وهو ما جعل الجمهور الأمريكي ينظر إليها بنوع من الريبة. وبعدها أعلن محمد علي اعتناقه الإسلام، وتخلى عن اسمه الأصلي، "خيسوس كلاي"، باعتباره "اسما للعبيد.
قالوا بعد وفاة محمد علي محمد علي رياضي القرن في عام 1999
دون كينغ، نظم العديد من منازلات محمد علي، من بينها منازلة جورج فوريمن
إنه يوم حزين إلى الأبد. أحببت محمد علي، كان صديقا لي، محمد علي لن يموت أبدا، روحه ستبقى بيننا، مثل مارتن لوثر كينغ، لقد وقف في وجه العالم كله.
جورج فورمان، صديق محمد علي وأحد منافسيه على الحلبة:
محمد علي واحد من أعظم الشخصيات التي قابلتها في حياتي. ولا شك أنه واحد من أفضل من عاشوا إلى وقتنا هذا.
فلويد ميويذر، بطل العالم في الملاكمة
لن يعرف العالم مثيلا لمحمد علي. كان السود في كل العالم بحاجة إليه. كان هو صوتنا. كان الصوت الذي وضعني في المكان الذي أنا فيه اليوم.
وفي عام 1967، اتخذ محمد علي قرارا تاريخيا بالاعتراض على حرب الولايات المتحدة على فيتنام، وتسبب له ذلك في انتقادات واسعة في بلاده.
فقد رفض الالتحاق بالجيش الأمريكي، وسحب منه بسبب ذلك لقبه العالمي، ورخصة الملاكمة، وتم إيقافه عن المنازلات أربعة أعوام.
وعاد محمد علي إلى الملاكمة عام 1971، بعد نقض إدانته برفض الالتحاق بالجيش، واستعاد مكانته العالمية وبطولاته في منازلات هي الأعظم في تاريخ الملاكمة، وخسر أول منازلة احترافية له على يد جو فريزير في "منازلة القرن" في نيويورك يوم 8 مارس/ آذار 1971، ولكنه استعاد لقبه العالمي بعد فوزه على جورج فوريمن بالضربة القاضية في كينشاسا (الكونغو الديمقراطية) يوم 30 أكتوبر 1974، ونازل محمد علي منافسه فريزير للمرة الثالثة والأخيرة بالفلبين يوم أول أكتوبر/ تشرين الأول 1975، وفاز عليه بعد انسحاب فريزير في الجولة 15.
واحتفظ البطل العالمي بلقبه 6 مرات، قبل أن ينهزم بالنقاط، أمام ليون سبينكس في فبراير/ شباط 1978، ولكنه استعاد لقبه في نهاية العام، وثأر لنفسه عندما فاز بذهبية الألعاب الأولمبية عام 1976، في الوزن الخفيف الثقيل. وأنهى محمد علي مسيرته بهزيمتين أمام لاري هولمز عام 1980، وتريفور بيربيك عام 1981، وهو ما جعل الكثيرين يقولون كان عليه أن يتقاعد قبل ذلك بوقت طويل.
مرضه مدى عشرين عاماً فاز علي بستة وخمسين مباراة، من بينها سبعة وثلاثون بالضربة القاضية.
انهى محمد علي كلاي حياته المهنية بهزيمة بالنقاط امام تريفور بيربيك في 11 ديسمبر/كانون الاول 1981 في مركز الملكة اليزابيث الرياضي في ناساو، ومباشرة بعد تقاعده، انتشرت أخبار عن صحته، فقد أصبح يجد صعوبة في الكلام، وفي الحركة، وتبين بعدها أنه مصاب بداء الرعاش، ولكنه واصل السفر، وكان يستقبل استقبال العظماء حيثما حل . وفي 2005، منح وسام الحرية الرئاسي وهو ارفع وسام مدني في الولايات المتحدة. واصبح ظهوره علنا نادرا تدريجيا. وكان آخر تجمع عام شارك فيه في فينيكس عشاء لجمع تبرعات للابحاث لمكافحة داء باركنسون. وقد أوقد شعلة ألعاب أطلنطا الأولمبية عام 1966، وحملها في افتتاح ألعاب لندن الأولمبية عام 2012. (انتهى مقال بي بي سي)
تعليق من عندنا
السودانيون لن ينسوا أبداً البطل العالمي المسلم محمد على كلاي الذي اختير كأفضل رياضي في العالم فقد زار الملاكم الاسطورة السودان مرتين في عهد الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد نميري .
بتاريخ 1/2/2014 وتحت عنوان (أسرار زيارة الملاكم العالمي محمد علي كلاي للسودان) نشر موقع النيلين السوداني المشهور المقال الآتي:
روي السلطان كيجاب السباح السوداني الشهير قصة زيارة الملاكم العالمي محمد علي كلاي للسودان مرتين علي التوالي.. وأسرار الحوار الذي دار بينه والرئيس الراحل النميري وما هي الانطباعات التي خرج بها من السودان ولماذا كان مصراً علي زيارة قبة الإمام محمد احمد المهدي وبيت الخليفة بمدينة أم درمان ومن التقى في ذلك الوقت من آل المهدي.
قال : بدأت علاقتي بالملاكم الأمريكي العالمي محمد علي كلاي في العام 1971م حيث أنني شددت الرحال إلي كندا وصادف ذلك أن جاء كلاي إلي هناك وكان أن سعيت سعياً حثيثاً من أجل أن اسلم عليه في فندق البن بنشر بعد أن استأذنت الأمن الذي سمح لي بمقابلته وعرفته بنفسي علي أساس أنني مواطن سوداني مسلم.
وأين التقيت به للمرة الثانية؟ قال : التقيت به عندما جاء للترويج لشركة التايوتا بالمملكة العربية السعودية التي كنت محترفاً بها في نادي النصر وكان أن ذهبت إليه في مدينة جدة وطلبت منه أن يزور السودان فقال : لا مانع لدي في زيارتكم.. شرطاً أن تبعثوا لي بدعوة رسمية وبما أنه منحني الضوء الأخضر سافرت من السعودية إلي السودان قاصداً مكتب اللواء الخير عبد الجليل وزير الدولة بالقصر الجمهوري آنذاك وقلت له إن الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي سوف يأتي للسودان.. فقال : مرحبا به في السودان والشعب السوداني سيكون في استقباله.. وعلي هذا النحو تحركت تحركات مكوكية حتى أحقق ذلك.. وفي العام 1984م كنت مشاركا في دورة لوس أنجلس بالولايات المتحدة الأمريكية وكان أن ذهبت إلي محمد علي كلاي في منزله وكررت له طلبي بالمجيء إلي السودان فقال : متى ما وصلتني الدعوة سألبي طلبك .. وتزامن ذلك مع قيام المؤتمر الإسلامي في السودان.. فاغتنمت الفرصة واتصلت بالسفير السوداني في واشنطون وقلت له : محمد علي كلاي يود الذهاب إلي السودان.. فقال : لا مانع لدينا وسوف ندع المؤتمر الإسلامي بالخرطوم يرسل له الدعوة وكان أن تم إرسال الدعوة التي تحركت علي أثرها من مدينة لوس أنجلس إلي مدينة شيكاغو ثم مدينة واشنطون ومنها سافرت للسودان للترتيب لزيارة كلاي.. التي ما أن وطأت قدماي أرض الوطن إلا وبدأت في الإعلان عنها فلم يصدق الناس ما ذهبت إليه.. لكنني لم التفت إلي تلك الأصوات وتابعت إجراءات مقدمه للسودان عبر خطوط الطيران السويسرية التي تصل مطار الخرطوم عصراً.. فذهبت قبل ذلك إلي الأستاذ حمدي بدرالدين مدير التلفزيون القومي وقلت له : عصر اليوم يصل للسودان الملاكم العالمي محمد علي كلاي وأرجو أن تكلف فريق العمل الخارجي بتصوير ذلك الحدث التاريخي فلم يصدقني وقال : يا كيجاب هل أنت جادي فيما أشرت به فأقسمت له علي أنه سيأتي وكان أن استجاب لي ومنه ذهبت إلي بابكر علي التوم الذي كان نائب محافظ الخرطوم وقلت له أريد منك أن تستقبل الملاكم العالمي محمد كلاي فاستغرب جدا إلا أنني أكدت له هذه الحقيقة وكان أن ذهب معي إلي مطار الخرطوم الذي سألت فيه مسئولي البرج هل محمد علي كلاي داخل الطائرة السويسرية التي بدأت في الهبوط بمطار الخرطوم؟ فقالوا : نعم وعندما استقرت في مدرج المطار توجهنا نحو سلم الطائرة وتم استقباله وتصويره حيث طلبت من حمدي بدرالدين مدير التلفزيون أن يقطع المسلسل المصري ويبث استقبال محمد علي كلاي في مطار الخرطوم.. ومن ثم مباراة خاصة بضيف البلاد.. وهي المباراة التي جمعته بالملاكم العالمي (فورمن) ومن ثم توجهنا به من المطار إلي فندق الضيافة بالخرطوم بحري جناح الرؤساء!
وماذا بعد ذلك؟ قال : في صباح اليوم التالي توجهت إلي القصر الجمهوري الذي شاهدني فيه الرئيس الراحل النميري وكان أن قابلته فسألني كيف استطعت إقناع كلاي بزيارة السودان؟! فشرحت له قصتي مع محمد علي كلاي منذ البداية وما أن انتهيت إلا وأمر بعربات تحمل لوحة رئاسة الجمهورية بحرسها أي أنه يتحرك في موكب رسمي.. وفي نفس اللحظة التي استلمت فيها العربات بسائقيها وحرسها وتوجهت بها إلي الفندق الذي به كلاي بالخرطوم بحري فقلت له : أنت الآن لديك موكب رسمي وقد ظل كلاي يتنقل به خمسة عشر يوما زار من خلالها قبة الإمام محمد احمد المهدي نسبة إلي أنه يضع في رأسه من أمريكا زيارة قبة الإمام المهدي فالزنوج بالولايات المتحدة يعتبرون أن المهدي أول من أنتصر علي البيض مؤكدين أنه قطع رأس غردون في الوقت الذي لا تغيب فيه الشمس عن المستعمرات البريطانية وبالتالي الزنوج معجبين جدا بالمهدي وكان أن التقي بالإمام احمد عبدالرحمن المهدي في موكب كبير اهدي علي أثره الإمام احمد المهدي سيفاً من السيوف الموجودة بقبة المهدي للملاكم الأمريكي محمد علي كلاي.. وزار أيضا الشيخ يوسف ود بدر بمنطقة أم ضواً بان والشيخ عبدالباقي. الخرطوم : سراج النعيم (انتهى مقال النيلين)
أخيراً لا نملك إلا أن نقول: لمحمد على كلاي الرحمة ولاسرته الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
menfaszo1@gmail.com