وقفات مهمة في تأريخي الصحفي

 


 

 

 

كلام الناس


*فاتني أن أذكر أنني قبل أن أتفرغ للعمل في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة كنت باحثاً إجتماعياً بمصلحة السجون بالدرجة الوظيفيةDSو كانت درجة وظيفية عالية في الخدمة المدنية، لا أدري هل هذه الدرجات مازالت موجودة أم أنها اندثرت مثل كثير من المعالم والمعاني.
*كنت في تلك الفترة أتعاون مع بعض الصحف الخليجية،أذكر منها "عمان" العمانية و"الشرق" القطرية، قبل أن أستقر بمكتب "الخليج" الأماراتية بالخرطوم الذي عملت فيه مع المرحوم احمد العمرابي و يوسف عمر بارك الله له في مقبل أيامه، قبل إعتمادي مديراً للمكتب بالخرطوم، وإستمر بالعمل معي عماد حسن الي ما زال يراسل الخليج من الخرطوم متعه الله بالصحة والعافية.
*بعد ذلك جاء محمد خالد أبو نورة من الإمارت العربية المتحدة وهو يحمل خطاب إنهاء خدمتي بمكتب الخليج، سلمته المكتب، وكتبت لإدرة الصحيفة بالشارقة شاكراً لهم حسن تعاملهم معي، وطلبت منهم أن يرسلوا لي إستحقاقات نهاية الخدمة ، لكنهم أرسلوا لي راتب شهر واحد لاغير.
*في تلك الفترة إتصل بي صديقي العزيز محمد الفاتح سيد احمد وكان وقتها مديراً لمكتب الإتحاد الأماراتية بالخرطوم، لكي أحضرإليه في المكتب، عندما لم أذهب اليه حضر لي بنفسه الى المنزل الذي كنت اسكن فيه بالإيجار في الدناقلة شمال، وإصطحبني معه في عربته الى مكتبه، وهناك فاجأني بأن أعد لي مكتباً وقال لي : هذا مكتبك ولك مطلق التصرف فيما تعمل به.
* شيئاً فشيئاً أصبح يطلب مني بعض المهام التحريرية، وخصص لي مكافأة مادية معتبرة، فاستحق مني الشكر والعرفان على هذا الموقف النبيل، وهو نفسه من حرضني للذهاب الى "الصحافة" لأستفيد من العقد الي كان قد ابرمه معي صديقي العزيز محجوب عروة.
*هذا يقودني للحديث عن الدور المقدر لصديقي محجوب عروة، فقد عرض علي إبان تولي مهام مدير مكتب الخليج بالخرطوم، أن ارأس تحرير "الرأي العام" التي كان بصدد إحيائها من جديد، لكنني اعتذرت لأنني كنت أرى ضرورة التفرغ كلية للعمل الذي أنا مكلف به،وفي مرحلة لاحقة طلب مني أن أحضر لمكتبه في "الرأي العام" وأقنعني بالتوقيع على عقد بمبلغ مجز في ذلك الوقت للعمل في "الصحافة" التي عاودت الصدور تحت مظلة شركة الاعلاميات المتعددة.
*عندما بدأت التحضيرات لإصدر الصحافة كنت أنتظر أن يتصلوا بي بموجب العقد الذي أبرمته مع محجوب عروة،لكن ذلك لم يحدث ،وقتها حرضني محمد الفاتح سيد احمد كي اذهب اليهم، وفعلاً ذهبت لهم ووجدت الاستاذ كمال حسن بخيت عليه رحمة الله الذي رحب بي وطلب مني إستكمال اوراقي ، وهكذا عدت مديراً لتحرير الصحافة في إنطلاقتها الجديدة.
*حدثت خلافات وسط شركاء الاعلاميات تم بعدها إعفاء كمال حسن بخيت من رئاسة التحرير، وتم تكليفي لتولي رئاسة التحرير بالإنابة،وبدأت سلسلة اتصالات مع بعض الرموز الصحفية لتعيين رئيس تحرير للصحافة، قبل أن يعودوا ويكلفوني برئاسة التحرير، وبهذه المناسبة فإن أول هاتف سيار إمتلكه كان هدية من الأستاذ أحمد البلال الطيب متعه الله بالصحة والعافية.

 

*إستمرت للأسف الخلافات في شركة الاعلاميات،إضافة لعوامل أخرى"خارجية" بعدها قام مشروع "الشراكة الذكية" بين مؤسسات الصحافة والحرية والصحافي الدولي،تم بموجب هذا المشروع دمج الصحف الثلاثة على أن تصدر الصحافة - غير - تحت مظلة شركة الوسائط المتحدة،وكنت - بصراحة - ضد هذا الدمج - وشهادتي هنا مجروحة بالطبع، لكن الذي شجعني على مواصلة المشوار معهم هو أيضا محجوب عروة.
*لذلك لم يكن من الغريب عندما إتصل بي محجوب عروة وهو يحضر لمعاودة إصدار السوداني للعمل معه أن أوافق للعمل معه في " السوداني" التي أعترف بأنني وجدت نفسي فيها وسط مجموعة طيبة من الصحفيين والصحفيات، إمتدت علاقتي معهم/ن، رغم كل المتغيرات الطارئة.
*هذه بعض الوقفات المهمة التي تخللت مسيرتي المهنية في عالم الصحافة، وفي النفس بقية من"حتى"هذه المهنة الرسالة التي أحببت،التي اتعلم منها كل صباح الجديد والمفيد من بحرها الفياض المتجدد بلا توقف، رغم المنافسة الشرسة من الوسائط الالكترونية والقنوات الفضائية، لأنها تربط القارئ بعلاقة اكثر حميمية من الوسائط الأخرى.

 

آراء