تعددت الفضائيات ولا بيت يخلو منها زمننا هذا وكثيرا ما يراودني السؤال كلما نظرت الى هذه أو تلك الى أي مدى يتأثر بها الأبناء وصغار السن ؟ قطعا هم يعيشون صراعا عنيفا بين عالم الخيال الذي تحلق بهم تلك من خلاله وواقع مختلفا كليا في كل شيئ بداية من نظرتهم للأشياء وحكمهم عليها وعاداتهم وتقاليدهم !!! وجدتني أتذكر كلمات قرأتها في هذا الصدد تتلخص فيما يراه بعض المحللين ان الرجل حصيلة طفولته اذ ان كل ما يتعلق بالانسان يتشكل في مرحلة معينة من حياته (مرحلة الطفولة) !!
- قبل سنوات كنت ما ان تسأل أي طفل عن أمنيته وماذا يريد أن يكون في مستقبل حياته حتى يقول (دكتور) ! وقطعا هذا ما كان يسمعه هؤلاء من كبارهم أما يومنا هذا فقد تغير الحال وقد أستشعرت الاستياء عندما قال طفل داير أكون غني وقال اخر داير أبقى لاعب أشان يشتروني !!! جال بخلدي ساعتها حديث لأحد فلاسفة الغرب الحديث حيث يقول نحن نركض خلف أشياء لا تمنحنا الشعور بالرضا والاشباع الحقيقي فالحياة السعيدة تتطلب أكثر من ذلك تتطلب أن يتذوق الانسان معنى تقدير الذات ... هكذا أصبح حال بعضنا يومنا هذا فالظروف الاقتصادية معروفة لدينا جميعا ولكن في خضم ركضنا هذا يجب أن ندع صغارنا بمنأى عن أفكار قد تدمر مستقبل حياتهم والا بالله عليكم هل المادة أهم من كل ما سواها ؟وأين الرضا وغنى النفس والقناعة؟ والأهم من كل ذلك ماذا عن هواياتهم واهتماماتهم فالنجاح مثابرة واجتهاد قبل كل شيئ ولا ننسى دور الثقافة والمعرفة ....
بعضنا بحاجة الى وقفة تأمل وعلى حد قول الشاعر الاسباني أنطونيو ماتشادو الطريق يصنعه المشي والطريق الذي يلقن البعض صغارهم للمشي فيه لا يؤدي إلا الى ما لا يحمد عقباه ....!
- أقصر طريق الى التعاسة هكذا وصف أحد الكتاب الكتابة والأدب فالكتابة ليست سوارا من ذهب وجدتنى أتفكر فى كلماته تلك فالقلم سلاح فى يد الكاتب وهو امانة لا خير فيه اذا لم يستخدم للدفاع عن الحق وخدمة المجتمع وتحقيق انسانية الخلق لذا يراه هكذا !!