وقولوا أُقيِل موتا..!!
كمال الهدي
21 March, 2022
21 March, 2022
تأمُلات
. لا شاغل للأهلة هذه الأيام غير الحديث عن المدرب موتا، حيث ينقسمون ما بين مطالب بإقالته فوراً وبين مؤيد لفكرة بقائه لأطول وقت.
. ومشكلتنا الأساسية كسودانيين دائماً أننا لا نواجه أنفسنا.
. نتلذذ ونسارع بمناقشة عيوب غيرنا، لكن يعز علينا جداً مراجعة أنفسنا حول الكثير من عيوبنا.
. ولو فكرنا بتروٍ في الحملات المستعرة إعلامياً ضد موتا وتأملنا عناصر الفشل سنجد أننا أهم عنصر وراء هذا الفشل.
. لن أجنح لتنظير بالحديث عن انعدام منظومة الكرة أصلاً في البلد لأننا شعب يرغب في النجاح دون أن يوفر معيناته.
. الكثير من الأهلة يصفقون للجنة (التطبيع) لكونها قد وفرت المال، ويظنون أن موتا وجهازه المعاون ولاعبيه بلا أعذار لأن الكاش متوفر وما عليهم سوى تحقيق النتائج الجيدة.
. ويفوت علينا دائماً أن المال وحده لا يكفي.
. ولنسأل أنفسنا عن جدوى توفير راتب المدرب الكبير ما دام بعضنا يتحدثون ليل نهار عن تدخل أطراف أخرى في عمله.
. وهب أنهم أقالوه صبيحة الغد وحل مكانه أحد أعظم المدربين في العالم فهل سوف تُحل المشكلة بهكذا خطوة!
. الإجابة عندي أن المشكلة لن تُحل إطلاقاً بمثل هذه الخطوة.
. فليس هناك مدرباً بلا عيوب في هذا الكون.
. وطالما سُمح بتدخل محلل الأداء، المترجم أو غيره في عمل موتا، فسوف تظهر مشاكل جديدة مع أي بديل له.
. لماذا!
. لأن هذا مؤشر على غياب النظام الذي يحدد طريقة عمل موتا، مورينهو، أو غوارديولا لو قُدر لهما تدريب الهلال.
. لكل واحد من مشجعي الهلال مرشحه لتدريب الفريق وبرضو نلوم الإداري إن فرض لاعباً أو تدخل في شأن فني لا يخصه.
. إذا المشج القاعد في بيتهم يود أن يتدخل بشكل أو بآخر فيما لا يعنيه (لايمين) الإداري ليه!
. ألا يمثل مثل هذا السلوك قمة التناقض!
. نساهم جميعاً كإداريين وإعلاميين ومشجعين في المشاكل وعندما تقع الفأس في الرأس نبحث عن شماعة المدرب.
. بالأمس القريب احتج بعضنا على الخلاف الذي حدث بين موتا ولاعبه عبد الرؤوف الذي رفض الدخول في وقت متأخر من اللقاء.
. وفي لحظة انفعال تجاه الهزيمة الثقيلة أيد البعض موقف عبد الرؤوف الخاطيء وقالوا أن من حقه أن يرفض لأن موتا فاشل.
. هكذا نحن نميل في لحظة انفعال نحو هدم المعبد بمن فيه، وفي ذات الوقت نريد أن نصبح ابطالاً لأفريقيا.
. أياً كان موقفنا من موتا لا يفترض أن نساعد لاعباً ولو كان في جودة رونالدو في تدمير المباديء والتقاليد.
. لاحظوا أنني لم أقل تدمير النظام لأنه لا يوجد نظام أصلاً.
. لكن تخيلوا إن غادر موتا اليوم وحل مكانه غوارديولا وطلب من لاعب الإستعداد لدخول الملعب فرفض أسوة بما فعله عبد الرؤوف فهل سندعم موقف اللاعب أم غوارديولا!
. المباديء لا تتجزأ، لكن نحن نجزأها ونحيكها مثل الثياب لكي تتماشى مع أهوائنا، وبرضو في النهاية العيب في المدرب.
. حتى عندما يتناول الزميل المحترم محمد الطيب الأمين المشاكل التي أشار أكثر من مرة إلى أن المدرب يثيرها مع اللاعبين (الكبار)، فاللوم المباشر يفترض أن يوجه للإدارة التي لم توفر نظاماً يحكم العلاقة بين المدرب واللاعبين.
. وهؤلاء (الكبار) ليسوا كذلك في نظري طالما أنهم يسربون هذه النوعية من الخلافات للإعلام.
. ولو كانوا كباراً بحق لناقشوا مشاكلهم مع المدرب ضمن إطار دائرة الكرة أو حتى مع بقية أعضاء اللجنة لكي تُحل بهدوء ولا تستفحل، سيما أن ناديهم يخوض منافسة قارية يتعقد فيها وضعه يوماً تلو الآخر.
. فأرجوكم لا تلوموا موتا وحده طالما أننا جميعاً شركاء في الأزمة.
kamalalhidai@hotmail.com