وكأنّما القضاءُ أصبَحَ هيئةً لِأداءِ القَسَمِ فقط
اللواء شرطه م محمد عبد الله الصايغ
24 December, 2021
24 December, 2021
رَوَت الأشجار حول القصر ، في صِدقٍ ، جزءاً من القصّه عندما إشتعَلَت فيها النيران جرّاءَ " القَصف " المُكَثّف الذي قامت به القُوّات المُتَسربِله بزيّ الدولة الرّسمي على " الأعداء "الذين اصبحوا قابَ قوسَين منهُ. إشتعال النيران في هذه الاشجار وجو الدخان الكثيف المرئي ينِمّان عن كثافة النيران التي تمّ ضربها بواسطة هذه القوات. الفئات المُتّجهه صوب القصر من العُزّل إلّا من إيمانهم بقضيتهم أشعَلَت تأريخاً جديدًا يُضافُ الى رصيدٍ مُنير من الجساره لبلادنا وإنسانِها وأثارت الهلع في أولي الأمر فصاروا يُهاجمون بجنون وبلا هَواده إلى ان إنسحبوا أخيراً أمام المد الطوفاني للشعب المؤمن.
أُؤكّدُ أننا عُدنا لمربع أمن البشير وواقعاً أقول اننا لم نغادر محطته لأنّ مُناداتُنا بتصفية هذا الجهاز ذهبت أدراج الرياح لثلاث سنواتٍ خَلَت. من الواضح ان المنظومه الأمنيه تعملُ معاً في تناغُمٍ يثير الدهشه. كان هنالك كاكي الشرطه والجيش ولكن لا يستطيعُ أحدٌ ان يؤكّد لأي جهةٍ يتبعُ مَن كانوا بداخل ذلك الكاكي. هكذا عودونا في هذا الزمن المَرير ولكن قد يُحدِّثُ السلوك الذي رُصِدَ أثناء " المعارك " عن بعض الهويّات. كان هنالك الإغتصاب وكان هنالك النهب وكان هنالك السلوك القاسي وكان هنالك القتل وكانت هنالك التهزئه وقلة قيمة الأُسَر في غابةِ الّامعقول تلك.
عندما ترَكَنا البشير ، قَدّسَ اللهُ سِرّهُ ، ترك لنا قوّات من الجنجويد ما أضاعت وقتاً إلّا استثمَرتهُ في توطيد أقدامِها وسيطرَت على الجيش فصار لا يتنفس إلّا إذاً أرادت لهُ كُلُّ ذلك أثرَ خِيانات قامَ بها جنرالات تتبرّأُ منهُم الكُلّيه الحربيه السودانيه ويتبرّأُ منهُم السودان وشعبهُ. امتلأت العاصمه بقوات قادمه من مسارح عمليات تعَوّدَت فيها السلب والنهب والحرق والاغتصاب وتوافق قادتها ، بعد أن تَرَكَ لهُم رئيس وزرائنا وحاضنتِهِ جَمَلَ التفاوض بما حَمَل ، توافَقوا فيما بينهم ونسوا عداء الأمس فتحول المجتمع العاصمي إلى مسرح تخصُصُهِم الجديد فعرفنا القتل والاغتصاب ونهب البيوت وفض المظاهرات بقسوةٍ لم نعتدها من قبل.
الشرطه المثخنه بجراحات الماضي جنى عليها قادتها ليس بمجرد سكوتهم عن الأهوال والفظائع التي تجري امام اعينهم ولكن منهم من تعاون مع السلطات في عُمق الأقداس الشُرطيه فَلَبِثَ الزي الرسمي ثلاث سنوات في الأيدي المُجْرِمَه ولم يُفكّر أحَدٌ في وضعِ حَدٍّ لهذه الجريمةِ المُستَمِرّه. فاضت وسائل التواصل بأخبار النهب الذي حدث للمواطنين في مسيرة يوم ١٩ بالصور وتناقلت وكالات الانباء حوادث الإغتصاب التي وقعت من نظاميين ولم تطالعنا النيابه او الشرطه او القضاء ولو بتعليق او مؤتمرٍ صحفي فكأنّما حدث يتبعُ لعالَمٍ آخر وكأنّما القضاء أصبح هيئةً لأداءِ القَسَم فقط وكأنّما العدالة أصبحت تتمثلُ فقط في الحِفاظِ على النظام الحاكم المرفوض من شعب السودان فصار سكوت هذه الأجهزه الرسميه بمثابة الإنذار لكلّ من تُسوّلُ لهُ نفسُه المشاركه في مثل هذه المواكب وكُلُّ ذلك يُعتَبَرُ شَرْعَنَه لهذه الصور الإجراميه الدخيلةُ على مجتمعنا.
لقد فُجِعنا في كُلّ مَن تَولّوا امرنا بعدَ ديسمبر ٢٠١٨ فضاعَ وقتٌ ثمين يوزَنُ بميزانِ الذهب فاحتشَدَت علينا المصائبُ والأهوال وما زالت سُحُبها السوداء تتراكم لتسُدّ الاُفُق حولنا. نحنُ شعبٌ قويُّ المِراس فلنجتمع على كلمةٍ سواء على قلب رجلٍ واحد وسننتصر بأذن الله عندما نتجرّد عن كلّ الغرائزِ الدُنيا وعندما يكونُ همُّنا الوطنَ وحدَه.
melsayigh@gmail.com
أُؤكّدُ أننا عُدنا لمربع أمن البشير وواقعاً أقول اننا لم نغادر محطته لأنّ مُناداتُنا بتصفية هذا الجهاز ذهبت أدراج الرياح لثلاث سنواتٍ خَلَت. من الواضح ان المنظومه الأمنيه تعملُ معاً في تناغُمٍ يثير الدهشه. كان هنالك كاكي الشرطه والجيش ولكن لا يستطيعُ أحدٌ ان يؤكّد لأي جهةٍ يتبعُ مَن كانوا بداخل ذلك الكاكي. هكذا عودونا في هذا الزمن المَرير ولكن قد يُحدِّثُ السلوك الذي رُصِدَ أثناء " المعارك " عن بعض الهويّات. كان هنالك الإغتصاب وكان هنالك النهب وكان هنالك السلوك القاسي وكان هنالك القتل وكانت هنالك التهزئه وقلة قيمة الأُسَر في غابةِ الّامعقول تلك.
عندما ترَكَنا البشير ، قَدّسَ اللهُ سِرّهُ ، ترك لنا قوّات من الجنجويد ما أضاعت وقتاً إلّا استثمَرتهُ في توطيد أقدامِها وسيطرَت على الجيش فصار لا يتنفس إلّا إذاً أرادت لهُ كُلُّ ذلك أثرَ خِيانات قامَ بها جنرالات تتبرّأُ منهُم الكُلّيه الحربيه السودانيه ويتبرّأُ منهُم السودان وشعبهُ. امتلأت العاصمه بقوات قادمه من مسارح عمليات تعَوّدَت فيها السلب والنهب والحرق والاغتصاب وتوافق قادتها ، بعد أن تَرَكَ لهُم رئيس وزرائنا وحاضنتِهِ جَمَلَ التفاوض بما حَمَل ، توافَقوا فيما بينهم ونسوا عداء الأمس فتحول المجتمع العاصمي إلى مسرح تخصُصُهِم الجديد فعرفنا القتل والاغتصاب ونهب البيوت وفض المظاهرات بقسوةٍ لم نعتدها من قبل.
الشرطه المثخنه بجراحات الماضي جنى عليها قادتها ليس بمجرد سكوتهم عن الأهوال والفظائع التي تجري امام اعينهم ولكن منهم من تعاون مع السلطات في عُمق الأقداس الشُرطيه فَلَبِثَ الزي الرسمي ثلاث سنوات في الأيدي المُجْرِمَه ولم يُفكّر أحَدٌ في وضعِ حَدٍّ لهذه الجريمةِ المُستَمِرّه. فاضت وسائل التواصل بأخبار النهب الذي حدث للمواطنين في مسيرة يوم ١٩ بالصور وتناقلت وكالات الانباء حوادث الإغتصاب التي وقعت من نظاميين ولم تطالعنا النيابه او الشرطه او القضاء ولو بتعليق او مؤتمرٍ صحفي فكأنّما حدث يتبعُ لعالَمٍ آخر وكأنّما القضاء أصبح هيئةً لأداءِ القَسَم فقط وكأنّما العدالة أصبحت تتمثلُ فقط في الحِفاظِ على النظام الحاكم المرفوض من شعب السودان فصار سكوت هذه الأجهزه الرسميه بمثابة الإنذار لكلّ من تُسوّلُ لهُ نفسُه المشاركه في مثل هذه المواكب وكُلُّ ذلك يُعتَبَرُ شَرْعَنَه لهذه الصور الإجراميه الدخيلةُ على مجتمعنا.
لقد فُجِعنا في كُلّ مَن تَولّوا امرنا بعدَ ديسمبر ٢٠١٨ فضاعَ وقتٌ ثمين يوزَنُ بميزانِ الذهب فاحتشَدَت علينا المصائبُ والأهوال وما زالت سُحُبها السوداء تتراكم لتسُدّ الاُفُق حولنا. نحنُ شعبٌ قويُّ المِراس فلنجتمع على كلمةٍ سواء على قلب رجلٍ واحد وسننتصر بأذن الله عندما نتجرّد عن كلّ الغرائزِ الدُنيا وعندما يكونُ همُّنا الوطنَ وحدَه.
melsayigh@gmail.com