ولسه بنسأل: من أين أتوا!!
كمال الهدي
14 May, 2024
14 May, 2024
تأمُلات
كمال الهِدَي
. حين وقعت عيناي على الفيديو (المخجل) لتلك الحشود البشرية الهائلة ممن إحتفوا بقدوم المدعوة آية آفرو لموقع بمنطقة غبيرة السعودية أصابتني حالة لا أستطيع وصفها، فقد كانت مزيجاً بين القرف والإشمئزاز والخجل من تصرفات لا تشبه رجل السودان الذي عاصرناه وعرفناه.
. شوارب ولحى مطلقة وتراهم يتهافتون بصبيانية لإلتقاط صور السيلفي مع فتاة نكرة متبرجة صارت علماً في هذا الزمن الأغبر.
. والمؤسف أن هذا يحدث من أناس شردتهم الحرب اللعينة وقتُل أهلهم ونُهبت ممتلكاتهم، لكن يبدو أن كل ذلك لم يحرك فيهم ساكناً، وإلا لما استمررنا في الإحتفاء بذات الشخصيات التي صنعها الكيزان وأجهزتهم البغيضة لكي يلهوننا بمثل هؤلاء الرويبضات الذين ظهروا من العدم.
. أفبعد كل ما نراه ونتابعه علي مدار الساعة من سلوكيات ومواقف ما زلنا نسأل: من أين أتى الكيزان!!
. لقد خرجوا من وسطنا ولم ينزلوا علينا من كوكب آخر.
. صحيح أنهم أسوأ خلق الله في كل شيء، وأن سنواتهم العجاف أضرت بمجتمعنا وبلدنا كثيراً، لكنهم لو لم يجدوا فينا بذرة الهوان والضعف والتخاذل لما نجحوا في مسعاهم، ولما فتتوا أحزابنا، ولما قسموا الكيانات والحركات.
. شعب يسيل لعاب (أشباه رجاله) لأنوثة (مقززة) كان لابد أن يواجه الأهوال التي نعيشها حالياً.
. لهذا، ومع رفضي التام لفكرة الحرب العبثية التي شنها الكيزان وجنجويدهم من أجل إكمال مخططات تفكيك الوطن والقضاء على ما بقي فيه من جمال على قلته، مع هذا الرفض أقول بكل صدق أن تعاطفي مع هذا الشعب ضعف كثيراَ في الآونة الأخيرة.
. وقد وجدت نفسي مختلفاً مع أصدقائي المخلصين الذين يرون أن الشعب لابد أن يحشد قواه لمحاربة من يعتدون عليه وعلى ممتلكاته.
. نعم إختلفت مع هذا الرأي بالرغم من أن الدفاع عن النفس مشروع وفرض علينا، لكن بنظرة واقعية أدركت دائماً أن هذا غير ممكن، وأن السبيل الوحيد هو رفض هذه الحرب.
. فشعب لا يستطيع أن يقاطع كُتاباً ظلوا يكذبون عليه كل يوم ويتكسبون من وراء الجهل والغفلات لا يمكن أن يحمل السلاح للدفاع عن أي شيء.
. شعب يرقص (أشباه رجاله) طرباً مع مطربات ساقطات ونجمات من الورق لا يملكن أي شيء سوى القدرة على إثارة الغرائز لا يمكن أن تنتظر منه مواقف كبيرة.
. شعب ينكر ممارسات الكاردينال والسوباط والعليقي وأبي جيبين وحازم المُدمرة لإقتصاد البلد وتماهيهم مع من خربوا حياتنا لمجرد أنهم يدفعون لنا أموال المحترفين والمدربين الأجانب، لا يمكن أن أنتظر منه عزيمة الرجال في الحروب.
. شعب يتهافت بعض كتابه ويمارس الواحد منهم التدليس ويهادن ويتخلى عن المباديء من أجل الحصول علي مساحة عمود في صحيفة لا أتوقع منه خيراً.
. شعب يموت أبناءه كل يوم ويفقدون كل شيء وبالرغم من ذلك يحتفي بعض إعلامييه كل صباح بإصدارة جديدة وكأننا نعيش في ترف لا أتخيل أن يصبح جاداً في التعامل مع مآسيه التي لا تنتهي.
. ولهذا ظللت أكتب في هذه الزاوية منذ سنوات سبقت هذه الحرب اللعينة أن حالنا لن يتغير ما لم نغير ما بأنفسنا.
kamalalhidai@hotmail.com
كمال الهِدَي
. حين وقعت عيناي على الفيديو (المخجل) لتلك الحشود البشرية الهائلة ممن إحتفوا بقدوم المدعوة آية آفرو لموقع بمنطقة غبيرة السعودية أصابتني حالة لا أستطيع وصفها، فقد كانت مزيجاً بين القرف والإشمئزاز والخجل من تصرفات لا تشبه رجل السودان الذي عاصرناه وعرفناه.
. شوارب ولحى مطلقة وتراهم يتهافتون بصبيانية لإلتقاط صور السيلفي مع فتاة نكرة متبرجة صارت علماً في هذا الزمن الأغبر.
. والمؤسف أن هذا يحدث من أناس شردتهم الحرب اللعينة وقتُل أهلهم ونُهبت ممتلكاتهم، لكن يبدو أن كل ذلك لم يحرك فيهم ساكناً، وإلا لما استمررنا في الإحتفاء بذات الشخصيات التي صنعها الكيزان وأجهزتهم البغيضة لكي يلهوننا بمثل هؤلاء الرويبضات الذين ظهروا من العدم.
. أفبعد كل ما نراه ونتابعه علي مدار الساعة من سلوكيات ومواقف ما زلنا نسأل: من أين أتى الكيزان!!
. لقد خرجوا من وسطنا ولم ينزلوا علينا من كوكب آخر.
. صحيح أنهم أسوأ خلق الله في كل شيء، وأن سنواتهم العجاف أضرت بمجتمعنا وبلدنا كثيراً، لكنهم لو لم يجدوا فينا بذرة الهوان والضعف والتخاذل لما نجحوا في مسعاهم، ولما فتتوا أحزابنا، ولما قسموا الكيانات والحركات.
. شعب يسيل لعاب (أشباه رجاله) لأنوثة (مقززة) كان لابد أن يواجه الأهوال التي نعيشها حالياً.
. لهذا، ومع رفضي التام لفكرة الحرب العبثية التي شنها الكيزان وجنجويدهم من أجل إكمال مخططات تفكيك الوطن والقضاء على ما بقي فيه من جمال على قلته، مع هذا الرفض أقول بكل صدق أن تعاطفي مع هذا الشعب ضعف كثيراَ في الآونة الأخيرة.
. وقد وجدت نفسي مختلفاً مع أصدقائي المخلصين الذين يرون أن الشعب لابد أن يحشد قواه لمحاربة من يعتدون عليه وعلى ممتلكاته.
. نعم إختلفت مع هذا الرأي بالرغم من أن الدفاع عن النفس مشروع وفرض علينا، لكن بنظرة واقعية أدركت دائماً أن هذا غير ممكن، وأن السبيل الوحيد هو رفض هذه الحرب.
. فشعب لا يستطيع أن يقاطع كُتاباً ظلوا يكذبون عليه كل يوم ويتكسبون من وراء الجهل والغفلات لا يمكن أن يحمل السلاح للدفاع عن أي شيء.
. شعب يرقص (أشباه رجاله) طرباً مع مطربات ساقطات ونجمات من الورق لا يملكن أي شيء سوى القدرة على إثارة الغرائز لا يمكن أن تنتظر منه مواقف كبيرة.
. شعب ينكر ممارسات الكاردينال والسوباط والعليقي وأبي جيبين وحازم المُدمرة لإقتصاد البلد وتماهيهم مع من خربوا حياتنا لمجرد أنهم يدفعون لنا أموال المحترفين والمدربين الأجانب، لا يمكن أن أنتظر منه عزيمة الرجال في الحروب.
. شعب يتهافت بعض كتابه ويمارس الواحد منهم التدليس ويهادن ويتخلى عن المباديء من أجل الحصول علي مساحة عمود في صحيفة لا أتوقع منه خيراً.
. شعب يموت أبناءه كل يوم ويفقدون كل شيء وبالرغم من ذلك يحتفي بعض إعلامييه كل صباح بإصدارة جديدة وكأننا نعيش في ترف لا أتخيل أن يصبح جاداً في التعامل مع مآسيه التي لا تنتهي.
. ولهذا ظللت أكتب في هذه الزاوية منذ سنوات سبقت هذه الحرب اللعينة أن حالنا لن يتغير ما لم نغير ما بأنفسنا.
kamalalhidai@hotmail.com