ومِن ضَربٍ بأجسامٍ صلِبَه تقتلع العيون من محاجِرِها ومن ثقوب الرصاص الكثيره المضروبه من بنادق الخرطوش
اللواء شرطه م محمد عبد الله الصايغ
4 April, 2022
4 April, 2022
يومية الحوادث " حقّة الشارع " تضجُّ بالمثير الخطر. وسائل التواصل لا تخلو من اشاره الى " إختطاف " إبن او إبنه وتصف الأُسره كيف أن المختَطَف تمّ إيقافهُ على الطريق وأخذَهُ إلى جهه مجهولَه ولا تنسى الأُسَر أن تُذَيّل مكتوبها بعبارات تُحَمّل الحكومه المسؤوليه...الخ. لم تخلُ وسائل التواصل " لحظياً " من اخبار النهب الذي يقع على مواطنه او مواطن في الطريق العام او بغزوٍ جرئ للمنازل او المحلات التجاريه او محطات الخدمه تبلغ في بعضها حد تسبيب الموت.
صورة الأسبوع أعتبر أنّها صورة فرد الاحتياطي المركزي الذي يحمل ساطوراً ويرتدي فلنّة سوداء ونظارة شمس ويبدو أنّهُ في حالة هجومٍ في قمّة الشراسه.. خلفَهُ كل نظرات القوات التي يكتظّ بها المسرح تتجهُ إليه او مُتعلّقه به. الصوره تضِجُّ بالحركةِ الموجبه المطلوبه متى وُضِعَ العدو الصحيح امام هذا المُهاجِم وهذه القوّة. عندما نعرف ان أبناء شعبنا المسالمين هم المعنيون بهذا الهجوم لا يَعُد أمامنا غير البُكاء ليس على هذه القوات ولكن على ثلاثية الإنتقال التي أضاعَها ( القوم ) سُدىً.
على مستوى حراك الشارع تظهر صور في وسائل التواصل لقوّات تحمل سواطير وسكاكين وبجانب ذلك قد يكون هنالك مصاب ( مرمي ) امام هذه القوات. وكثرت الشكوى عن إنتماء القوات التي تتعامل مع المتظاهرين وازياء هذه القوات وان زي الشرطه متاح لكل من يحب ان يرتديه. رأينا هذه القوات وهي تضرب بقسوه لا علاقة لها بالمهنيّه ولا علاقة لها بالتربيه ولا الهويّه. لن أقول ان هذه القوات خارجه عن السيطره فقد رأينا معها ضباطاً يقفون بكامل الرضا عما يجري وبذا يتأكّد أن ما يحدُث هو تنفيذٌ لسياسة القياده.
تقارير الأطباء الصادره عقب كل مسيره تحملُ في متنها الكثير المُرعِب في وصف الجروح ومسبباتها من آلات حاده ومن ضرب بأجسام صلبه تقتلع العيون من محاجرِها ومن ثقوب الرصاص الكثيره المضروبه من بنادق الخرطوش المحرّم استعمالها ضد البشر هذا خلاف الموت بالرصاص الذي ربما يكون صادراً من الدوشكا او مضادات الطائرات المحمولة على عربات التاتشر.
ليس من مهام الشرطه التحري عما يحدث في واقع هذه المسيرات الحزينه من نهبٍ واغتصابٍ وجرحٍ وقتل وما يحدث في الشارع العام مما يحمل نفس البصمه للجرائم المذكوره. وليس من شأنها التحري عمّن يقتل الناس ومن يحمل الاسلحه ( غير القانونيه ) وغياب الأسلحه التي تختص الشرطه فقط باستعمالها. ليس من واجباتها ان تقول ( لا ) لمليشيات القَتَله التي تُقَتّل وتنهب ولقواتها هي التي تقومُ بنفس الدور أثناء فض المظاهرات التي درسوا كيفية التعامل معها وطبقوها عملياً أثناء فترة التدريب.. ليس من مهامها ان تكُفّ جرائم الكاكي التي تستخدم الرشاشات راجلةً او على ظهر التاتشرات. ليس من مهامها الخروج في مؤتمرات صحفيه لتُبيّن للمواطن ( مُخَدّمها ) والذي يدفع مرتبات افرادها لتُحدّثُهُ عن تقصيرِها واسباب نفض يدِها عن خدمته و( إستمرارها ) في خدمة الدكتاتوريات التي تَرَبّوا في كنَفِها لثلاثين عاماً. لا تُريدُ قحت أن تُحاسَب او تُحاسِب نفسها على الملأ أو أن يبتعد اهلُها عن المسرح الذي أقلّهُ ترك الشرطه بنفس هيأتِها التي خرجت بها من الإنقاذ وكذا جهاز الأمن على مدى سنواتِ حُكمِها ووقفت ومن ورائها رئيس الوزراء و ( حاشيتهُ ) حجر عثرةٍ في مواجهة إعادة ضباط الشرطه المفصولين وإنشاء جهاز الأمن الداخلي وأنا مسؤول ٌ عمّا أقول.
وقتٌ ثمينٌ من تاريخنا يمضي. يندفعُ ابناؤنا تجاه الموت بعزيمةٍ لا تَكِل. ونبقى لنسخَر من الإنقلاب وقادتَهُ. نفس السُخريه التي عَمّت اجواءنا عند قدوم الانقاذ فبقيت لثلاثين عاماً. في اثناء تظاهرات ابنائنا رصدنا كمية السيارات التي ترتاد شوارع مدن العاصمه الثلاث فكان العدد مُحبطاً. الخروج والموت صارا روتيناً للسلطه والأدهى والأمَر لنا أيضاً.
السؤال الان ما هو تكييف هذا التوقيف والاعتقال الذان يحدثان في الشارع. ما هي حقوق الشخص الذي يتم ايقافهُ في ظلّ الوان من الكاكي التي ينهب أفرادها بمباركةٍ من السلطه؟ كيف يمكن التفريق بين الاجهزه الأمنيه ومدى شرعية الاعتقال؟ كيف يمكن للمعتقل ان يُفَرّق بين العصابات والسلطه ؟ ما مدى قانونية الدفاع عن النفس في مثل هذه الحالات؟
المفاوضون وقحت ورئيس الوزراء وبطانة رئيس الوزراء هم من القوا بنا إلى ما نحنُ فيه اليوم ولن أمَل من تكرار ذلك والله شهيدٌ عليه وأنا لا أنتمي لأي حزب ولا أنتمي لغير الوطن. لا أتذكّر سوى لهثنا بينَ أبوابِهِم المُحكَمَةُ الرتاج كما قلوبهم هم ورئيس وزرائهم وبطانته. لا أذكرُ سوى حديثنا عن خطورة الأمر الأمني والشرطه والجيش والمليشيات وما قوبلنا به من برود واستهزاء.حدث ذلك منذ ايام الاعتصام بلا كلل واستمرّ حتى يوم الثامن من سبتمبر ٢٠٢١ قبل شهرٍ من الانقلاب.
مادام شبابنا وحدهم يقومون بدورِهِم ونحنُ في بيوتِنا ومقاهينا ومكاتبنا وكلّنا خلف الكيبورد سيحكُم حميدتي السودان. سندخل تحت الاستعمار الخليجي والمصري والروسي وربما التشادي او النيجَري. الرجل يعمل فيما نحنُ نُحسِن السُخريه والكلام. الرجل يشتري فيما نحن اصبحنا غرباء. والرجل يُجَنّس وكل الاجهزه رهن إشارَتِه. وقادة الجيش ( ولا جيش ) رهن إشارته. ما لم نخرج جميعنا فليس هنالك فائدةً تُرجى.
السيد رئيس السيادي في مؤتمره الاخير يستشهد بأن الثوره ( أتت بهم ) وأنهم المسؤولون عن الوطن فيما نشهد إعادة كل مظاهر واعضاء المؤتمر الوطني وتمكين حميدتي والطريق المُعَبّد لضياع الوطن. سيكون ما هو آتٍ أسوأ من فترة الإنقاذ. سندفع الكثير من الفواتير للتراخي والبيع الذان أتيا بعد اقوى ثوره عرفها العالم. اكتبُ وأنا في غاية الحُزن. رأيتُ بأُمّ عينيّ كلّ ما حدث عبر فترةٍ إنتقاليه لم يتسنّم أمر هذا الوطن من هو أهلٌ لذلك فضاعَ كلُّ شيئ.
melsayigh@gmail.com
صورة الأسبوع أعتبر أنّها صورة فرد الاحتياطي المركزي الذي يحمل ساطوراً ويرتدي فلنّة سوداء ونظارة شمس ويبدو أنّهُ في حالة هجومٍ في قمّة الشراسه.. خلفَهُ كل نظرات القوات التي يكتظّ بها المسرح تتجهُ إليه او مُتعلّقه به. الصوره تضِجُّ بالحركةِ الموجبه المطلوبه متى وُضِعَ العدو الصحيح امام هذا المُهاجِم وهذه القوّة. عندما نعرف ان أبناء شعبنا المسالمين هم المعنيون بهذا الهجوم لا يَعُد أمامنا غير البُكاء ليس على هذه القوات ولكن على ثلاثية الإنتقال التي أضاعَها ( القوم ) سُدىً.
على مستوى حراك الشارع تظهر صور في وسائل التواصل لقوّات تحمل سواطير وسكاكين وبجانب ذلك قد يكون هنالك مصاب ( مرمي ) امام هذه القوات. وكثرت الشكوى عن إنتماء القوات التي تتعامل مع المتظاهرين وازياء هذه القوات وان زي الشرطه متاح لكل من يحب ان يرتديه. رأينا هذه القوات وهي تضرب بقسوه لا علاقة لها بالمهنيّه ولا علاقة لها بالتربيه ولا الهويّه. لن أقول ان هذه القوات خارجه عن السيطره فقد رأينا معها ضباطاً يقفون بكامل الرضا عما يجري وبذا يتأكّد أن ما يحدُث هو تنفيذٌ لسياسة القياده.
تقارير الأطباء الصادره عقب كل مسيره تحملُ في متنها الكثير المُرعِب في وصف الجروح ومسبباتها من آلات حاده ومن ضرب بأجسام صلبه تقتلع العيون من محاجرِها ومن ثقوب الرصاص الكثيره المضروبه من بنادق الخرطوش المحرّم استعمالها ضد البشر هذا خلاف الموت بالرصاص الذي ربما يكون صادراً من الدوشكا او مضادات الطائرات المحمولة على عربات التاتشر.
ليس من مهام الشرطه التحري عما يحدث في واقع هذه المسيرات الحزينه من نهبٍ واغتصابٍ وجرحٍ وقتل وما يحدث في الشارع العام مما يحمل نفس البصمه للجرائم المذكوره. وليس من شأنها التحري عمّن يقتل الناس ومن يحمل الاسلحه ( غير القانونيه ) وغياب الأسلحه التي تختص الشرطه فقط باستعمالها. ليس من واجباتها ان تقول ( لا ) لمليشيات القَتَله التي تُقَتّل وتنهب ولقواتها هي التي تقومُ بنفس الدور أثناء فض المظاهرات التي درسوا كيفية التعامل معها وطبقوها عملياً أثناء فترة التدريب.. ليس من مهامها ان تكُفّ جرائم الكاكي التي تستخدم الرشاشات راجلةً او على ظهر التاتشرات. ليس من مهامها الخروج في مؤتمرات صحفيه لتُبيّن للمواطن ( مُخَدّمها ) والذي يدفع مرتبات افرادها لتُحدّثُهُ عن تقصيرِها واسباب نفض يدِها عن خدمته و( إستمرارها ) في خدمة الدكتاتوريات التي تَرَبّوا في كنَفِها لثلاثين عاماً. لا تُريدُ قحت أن تُحاسَب او تُحاسِب نفسها على الملأ أو أن يبتعد اهلُها عن المسرح الذي أقلّهُ ترك الشرطه بنفس هيأتِها التي خرجت بها من الإنقاذ وكذا جهاز الأمن على مدى سنواتِ حُكمِها ووقفت ومن ورائها رئيس الوزراء و ( حاشيتهُ ) حجر عثرةٍ في مواجهة إعادة ضباط الشرطه المفصولين وإنشاء جهاز الأمن الداخلي وأنا مسؤول ٌ عمّا أقول.
وقتٌ ثمينٌ من تاريخنا يمضي. يندفعُ ابناؤنا تجاه الموت بعزيمةٍ لا تَكِل. ونبقى لنسخَر من الإنقلاب وقادتَهُ. نفس السُخريه التي عَمّت اجواءنا عند قدوم الانقاذ فبقيت لثلاثين عاماً. في اثناء تظاهرات ابنائنا رصدنا كمية السيارات التي ترتاد شوارع مدن العاصمه الثلاث فكان العدد مُحبطاً. الخروج والموت صارا روتيناً للسلطه والأدهى والأمَر لنا أيضاً.
السؤال الان ما هو تكييف هذا التوقيف والاعتقال الذان يحدثان في الشارع. ما هي حقوق الشخص الذي يتم ايقافهُ في ظلّ الوان من الكاكي التي ينهب أفرادها بمباركةٍ من السلطه؟ كيف يمكن التفريق بين الاجهزه الأمنيه ومدى شرعية الاعتقال؟ كيف يمكن للمعتقل ان يُفَرّق بين العصابات والسلطه ؟ ما مدى قانونية الدفاع عن النفس في مثل هذه الحالات؟
المفاوضون وقحت ورئيس الوزراء وبطانة رئيس الوزراء هم من القوا بنا إلى ما نحنُ فيه اليوم ولن أمَل من تكرار ذلك والله شهيدٌ عليه وأنا لا أنتمي لأي حزب ولا أنتمي لغير الوطن. لا أتذكّر سوى لهثنا بينَ أبوابِهِم المُحكَمَةُ الرتاج كما قلوبهم هم ورئيس وزرائهم وبطانته. لا أذكرُ سوى حديثنا عن خطورة الأمر الأمني والشرطه والجيش والمليشيات وما قوبلنا به من برود واستهزاء.حدث ذلك منذ ايام الاعتصام بلا كلل واستمرّ حتى يوم الثامن من سبتمبر ٢٠٢١ قبل شهرٍ من الانقلاب.
مادام شبابنا وحدهم يقومون بدورِهِم ونحنُ في بيوتِنا ومقاهينا ومكاتبنا وكلّنا خلف الكيبورد سيحكُم حميدتي السودان. سندخل تحت الاستعمار الخليجي والمصري والروسي وربما التشادي او النيجَري. الرجل يعمل فيما نحنُ نُحسِن السُخريه والكلام. الرجل يشتري فيما نحن اصبحنا غرباء. والرجل يُجَنّس وكل الاجهزه رهن إشارَتِه. وقادة الجيش ( ولا جيش ) رهن إشارته. ما لم نخرج جميعنا فليس هنالك فائدةً تُرجى.
السيد رئيس السيادي في مؤتمره الاخير يستشهد بأن الثوره ( أتت بهم ) وأنهم المسؤولون عن الوطن فيما نشهد إعادة كل مظاهر واعضاء المؤتمر الوطني وتمكين حميدتي والطريق المُعَبّد لضياع الوطن. سيكون ما هو آتٍ أسوأ من فترة الإنقاذ. سندفع الكثير من الفواتير للتراخي والبيع الذان أتيا بعد اقوى ثوره عرفها العالم. اكتبُ وأنا في غاية الحُزن. رأيتُ بأُمّ عينيّ كلّ ما حدث عبر فترةٍ إنتقاليه لم يتسنّم أمر هذا الوطن من هو أهلٌ لذلك فضاعَ كلُّ شيئ.
melsayigh@gmail.com