وهذه أيضاً من مهام التفكيك..!!

 


 

 

لماذا نُبقي حتى الآن على مخلّفات عهد الإنقاذ الذميم الزنيم في مؤسساتنا ومعالم بلادنا وأحياء مدننا وعلى لافتاته المرتبطة بالقتل والدم والنهب والتزييف..؟!! ولماذا تستمر أسماء شخوصه ورموزه على شوارعنا ومساجدنا ومراكز دولتنا..؟! لقد أشار كثيرون إلى هذه الرمزية المهمة ولا مجال للاستهانة بها.. فهي من صميم تحرير بلادنا من (سيرة الإنقاذ) وتفكيك نظامها..!! فقد كانت الإنقاذ شبحاً أخطبوطياً نشر سحابته السوداء على كافة مرافق الحياة..ولا يعتقدنّ أحدٌأنها فعلت ذلك من باب الصدفة..إنما كانت تريد أن تؤسس لمشروعها الباطل العاطل عبر هذه التسميات حتى تجعل اسمها وأسماء شخوصها على أفواه الناس.. أنى توجهوا وجدوا معلماً أو شارعاً باسم (زيد أو عبيد) من جماعتها أو أثراً من ترّهاتها وحربها الأهلية التي شنتها على الوطن باسم الجهاد وصوّرت منها خزعبلات لتقدمها في صورة بطولات وهي أكاذيب وأساطير فجّة…فلا بطولة في ذبح أبناء الوطن باسم الدين..(ولا قرود تضحي بنفسها من أجل المؤتمر الوطني)..!! وقد كفانا الله دحض هذا الهراء بأفواههم بل من عرّابهم نفسه الذي جاء بهم من معاقل الظلام والنسيان ونصّبهم على الوطن ليكتموا أنفاسه..دعوا ما يقوله الآخرون وارجعوا إلى توصيف الترابي لموتاهم في الحرب التي أشعلوها ضد الوطن.. وأي شهادة يا صديقي في شن حرب باطلة لتجزئة الوطن وقتل أهله وإزهاق أكثر من ثلاثمائة ألف نفس وحرق القرى بأطفالها وتهجير الملايين إلى معسكرات النزوح واللجوء..؟!!

ما قيمة أن يكون هناك مركز باسم أحد قادة الانقلاب..؟! وكيف يحمل طريق طويل عريض في قلب الخرطوم اسم آخر منهم.. أو يتسمّى حي أو شارع باسم الإنقاذ..؟ وكيف نبقي على اسم مؤسسة تعيد إلى الأذهان صورة معكوسة عن الحرب التي فصلت جنوب البلاد..؟ أو نجد ساحة عامة تحمل ذكرى الإنقاذ و(خمجها)…بل هناك بنوك كرهنا أسماءها كانت سند الإنقاذ ومددها في التمكين وهي قائمة حتى الآن بأسمائها القديمة، وتطل علينا بإعلاناتها المُستفزة بعد أن تسبّبت في أذى بلادنا وساهمت في فساد البيئة الاقتصادية، ولا تزال (منها ذلك البنك الوافد الذي قصم ظهر السودان وكان المُكتتب الأول والأكبر في أسهم تمكين الإنقاذ).. لقد أثارت الصحفية النابهة وشعلة المجتمع المدني “صباح محمد آدم” هذه القضية وطرقها آخرون ولم نسمع صدى لما دعوا إليه ..ولا نرى سببا لهذا التراخي – خاصة من ولاية الخرطوم- في قطع دابر هذه التسميات (البايخة) والمراكز المشبوهة والمؤسسات التي تنفث عبرها كائنات الإنقاذ سمومها وفيروساتها..,ونخشى أن تحمل أوراق ومكاتبات الدولة الرسمية هذه التسميات المرتبطة بالإنقاذ ولافتاتها ومليشياتها وهيئاتها المموّهة باسم التنظيمات الفقهية والمدنية والخيرية والطلابية والشبابية والنسائية.. وهيئات العلماء والدعاة المزّيفة…!

بعد التقاعس عن هذا الواجب من سلطات الانتقال في المواقع المختلفة في العاصمة والولايات.. نوجّه دعوتنا مباشرة إلى لجنة تفكيك نظام الإنقاذ (الهميمة)..ونرى أن ذلك من صميم واجبها للإسراع بإلغاء هذه التسميات رسمياً وتحرير مؤسسات وشوارع الوطن من أسماء الإنقاذ والإنقاذيين وإعادة تسميتها بأسماء شهداء شباب الوطن وكهوله الذين قدّموا أرواحهم مهراً للحرية والكرامة..وبرموز الثورة وحُداتها وأيامها ووقفاتها الباسلة وشعاراتها التي اهتزت لها عواصم الدنيا.. وبعدها ليبحث الفلول عن (جحور أخرى) يختبئون فيها..وهذا هو سبيل تعافى الوطن بكامله من آثار الإنقاذ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وكنس هذه الفترة الكالحة في تاريخ السودان بكل تعبيراتها وشعاراتها..وسحق فيروساتها الوبيلة التي تحمل في تلافيفها الفطريات السوداء سريعة التحوّر ..!!

 

آراء