يا وزارة الأوقاف السودانية – جامع فاروق يشكو حاله إلي الله

 


 

 

أول عهدنا بالأوقاف عندما تفتحت عيوننا على ميدان عبدالمنعم محمد بالخرطوم. حكوا لنا الكثير عن الراحل رجل البر والإحسان وصاحب شركة عبدالمنعم محمد " عبدالمنعم" الذي ترك أوقافاً كثيرة حتى لتعم فائدتها بعضاً من المقابر بل حتى أن للطيور منها نصيب من رزق ماء ترتوي منه.

قبل حوالي عشر سنوات طالعتنا الصحف ووسائل التواصل عن فساد يجري على أيدي  القائمين على إدارة اوقاف السودان خاصة أولئك المنوطة بهم إدارة أوقاف السودان فى المملكة العربية السعودية. كما تعودنا، ماتت تلك القضايا في مقابر النيابة العامة وصار خبرها فى طي النسيان.

اليوم قرأت خبراً مؤسفاً على موقع الراكوبة يشتكي فيه المسؤلون عن رعاية جامع فاروق "التحفة المعمارية التاريخية التي تجمل بشموخ وجمال وسط الخرطوم سنتر" بأنهم سيتجهون لأهل الخير يسألونهم العون حتى يتمكنون من صيانة تصدعات الجامع وتجديد الفرش إستعدادا لقدوم شهر الصيام المبارك وكريم. هذا الخبر أعاد لي تجربة شخصية مع جامع فاروق الذي عرفته وأديت فيه صلوات عديدة أثناء عطلات المرحلة الثانوية وبعدها الجامعة. لا أنسى كيف كانت الأجواء فية أجواء خلوة الي النفس ومناجاة مباشرة مع الله فى خشوع وتأدب والصلاة تلك كانت خلف إمام كان رمزاً للوقار وهو من أسرة آل البيلي المعروفة.  خلال إحدي زياراتي الشتوية للسودان قلت لشقيقي إسماعيل أريد مع الشوق زيارة جامع فاروق الذي أنوي التوثيق له بالصور والتعريف على اليوتيوب لأنه من أجمل المناظر ليس فقط لانها دينية بل سياحية فى نفس الوقت .كان ذلك خلال شتاء العام 2012.

فعلاً ذهبنا ووصلنا الموقع قبل موعد صلاة الظهر. وجدنا الشخص المسؤل الذي صحبنا وأذن لنا بالتصوير الخارجي . شاهدنا تصدع المشربيات روعة المشهد وشاهدنا اسلاك الكهرباء العشوائية تتلى هنا وهناك بعضها لكي توصل الكهرباء الي لمبات نيون أو مكيفات لا تناسب روعة المظهر المعماري وكل ذلك القبح والتشويه يدل على قبح ذوق من قام بذلك بل قصر  تفكيره البدوي . اشتكى لنا ذاك الرجل بأن الجامع لا يستفيد بشيء  من الحكومة وكم من مناشدات عديدة قد باءت بالفشل حتى وصل الحال الي كما ترون.

إضافة الي ذلك التدهور المؤسف أننا قد لاحظنا أن هذا الصرح العلمي الكبير الجميل قد غطت على جوانبه الخارجية سياج من قضبان  الحديد العالية ، تغطيها لافتات دعاية اعلامية للنظام السابق وصورا كبيرة للمسؤلين بما فيهم الرئيس نفسه. أعتقد النية كانت مبيتة أن يختفي هذا الجمال ولا يلفت الأنظار إليه.

التقيت أخر النهار بشقيقي شيخ مجذوب رحمة الله عليه وشرحت له الموقف وحسرتي نتيجة ما شاهدت وما سمعت. فأجابني بأن الوزر وزر مسؤلي الأوقاف. قال لي هل تعلم أن كل العمران حول الجامع بما فيه محل مكتبة بربر هو وقف رسمي يعود للجامع؟

عزيزي القاريء هذا المقال بدأته فى يوم تلك الزيارة وحدث ما حدث ! فتشت هنا وهناك المعدات والافكار ولم أعثر عليه ولكنني ما نسيت العنوان ولا ذكر فضل عبدالمنعم محمد رحمه الله على أوقاف السودان فقمت قبل سنتين من تجميع بعض من تلك الصور ونشرتها على اليوتيوب كواجهة سياحية جاذبة تتوسط قلب العاصمة الخرطوم. الذي يرغب مشاهدتها سيجدها على هذا الرابط:

https://youtu.be/up0qU79OZXs

ختاماً السؤال المحير: كلنا بحمد الله مسلمين وكذا جل أهل السودان، لكن ما هو تأثير وجود (١) د يوان الزكاة (٢) منظمة الدعوة الإسلامية (٣) وزارة الأوقاف على ذوي الحاجة فى السودان ؟

أولا الفقر عنوان كل شارع و ركاب بص رقم إحدى عشر

ثانيا" ثلاثتهم فشلوا فى إستقطاب الإخوة أبناء الجنوب للإسلام باللتي هي أحسن أو التعليم السليم المقنع ، بالعكس قتلوهم ثم فصلوهم عن الوطن وكرهوهم فى الدين الاسلامي وحتى الوحدة الوطنية . بالمقابل البابا الذي زار دولة جنوب السودان مرتين نلاحظ عينه على كل أبناء الجنوب لذلك ترجل بجلالة قدره في أول زيارة له وقبل قدم رئيس دولة الجنوب! هل لقداستها أم لحاجة فى قلب يعقوب؟ الإجابة لا تحتاج إلى توضيح

يا وزارة الأوقاف عيب عليك تنسين حقوق جامع فاروق الشرعية.يوم القيامة سيسألكم الله كلكم بما فيكم  السيد والي العاصمة.

عبدالمنعم

 

aa76@me.com

 

آراء