يبحثون عن منازل حكومية ودونهم الطوفان … بقلم: نورالدين مدني

 


 

 



كلام الناس

*لم تكن الحكومة في حاجة لدرس عصر كي تدرك أن مخرجات حوار قاعة الصداقة وصنوه المجتمعي، وأسلوب الترضيات الجزئية لن يجدي في معالجة الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية.

*للأسف إستمرت الحكومة في سياسة طمأنة النفس وخداعها وهي تمارس نهجها القديم دون أن تتقدم خطوة جادة نحو الحل السوداني القومي، واكتفت بعد مطاولات ممجوجة من الحوار بكسب بعض مخلفات الأجنحة المتكسرة من الأحزاب والحركات.
*ليس هذا فحسب بل راهنت علي الإنفراج النسبي المشروط في علاقاتها الخارجية خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية للخروج من عنق الزجاجة الداخلية والخارجية، ولم تسمع نصح الناصحين الذين أكدوا أكثر من مرة أن الأهم هو إعمار علاقتها مع اهل السودان.
*بل زاد طين الحكم الإتحادي واللامركزي بلة بعد قيام "حكومة الوفاق الوطني" وارتفعت أصوات من داخل كابينة الإنقاذ تنتقد كلفة الترهل الوظيفي للحكومة الجديدة تحت مظلة الصرف السياسي مقابل الصرف الامني كما جاء في تقرير ابتهاج متوكل الجمعة الماضية في"السوداني".
*تضاربت اراء الذين إستطلعتهم ابتهاج ما بين مطالب بترشيدالصرف الحكومي مثل الدكتور بابكر محمد توم مع التركيز علي الأولويات وتعزيز الرقابة المالية والإجراءات المحاسبية، وبين الذين يرون أنه لا مفر من إستمرار الصرف علي "حكومة الوفاق الوطني" مثل البروفسير عزالدين ابراهيم.
*ثم جاءت أخبار النزاعات المسلحة في دارفور لتكشف ضعف الأجنحة المتكسرة من الحركات الدارفورية التي تمت ترضيتها وتعيينها في حكومة الوفاق لينالوا نصيبهم من فتات كيكة الإنقاذ دون طائل.
*المتحدث بإسم الجيش العميد احمد الشامي قال في بيان رسمي أن مجموعتين مسلحتين تمكنتا من التسلل إلي شرق وشمال دارفور فيما أعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق حمدتي عن مقتل قائد قوات "حركة تحرير السودان - جناح مني اركو مناوي" جمعة مندي خلال معارك وقعت في دارفور.
*هذه الأحداث المؤسفة أكدت إستمرار النزاعات المسلحة التي يدفع المواطن السوداني كلفتها الباهظة، وعليه فوق ذلك أن يدفع مستلزمات الحكومة المترهلة، فيما تستمر الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية، وتتصاعد أسعار الحاجات الضرورية بما فيها حاجات صيام شهر رمضان المبارك، وجاءت الأمطار لتزيد طين الأوضاع المأساوية للمواطنين بلة.
*و بعد .. بعض وزراء حكومة الوفاق الجدد يبحثون عن منازل حكومية ودونهم الطوفان.

noradin@msn.com

 

آراء