يجب اغتنام “صدمة” النظام للانقضاض عليه قبل أن يفيق!!
بسم الله الرحمن الرحيم..
كُنت واحداً من بين الكثيرين الذين فقدوا الثقة بالشعوب السودانية لفترة طويلة ، وذلك للإهانات والإستفزازات المتكررة التي تعرضت لها من قبل النظام السوداني ، دون أن تتحرك ساكناً ، للإطاحة به عبر التظاهرات السياسية والعصيان المدني وووووالخ ، سيما بعد قتل النظام في سبتمبر من العام 2013 أكثر من 400 مواطن سوداني أعزل خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بإسقاطه . لكن بعد أن اعتبر النظام تلك الشعوب مجرد كائنات غريبة لا فائدة منها ، ولا تستطيع أن تتحرك ضده في يوم من الأيام ..ها هي ثقتي بها قد عادت مجددا إلى سابق عهدها –كشعوب أطاحت بالديكتاتور "عبود في عام 1964" ، وبالمستبد "جعفر نميري في عام 1985" ، بعد الإنتخابات التي جرت في البلاد مؤخراً.
القهر والإضطهاد الذي عاشته الشعوب السودانية مع نظام الإنقاذ جعلها تأخذ زمام المبادرة وتقاطع بنسبة 90% أول انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد انفصال جنوب السودان ، نظمها حزب عمر البشير لنيل شرعية لا تستحقه أبدا.
وتأتي هذه المقاطعة الشعبية الحاسمة لإنتخابات البشير ، كبديل لضعف المعارضة السودانية وعدم تماسكها ، ولأن سلاح المقاطعة هو أيضا ضمانة حقيقية لتحقيق تطلعات الشعوب في العيش بحرية وكرامة.
أثبتت الشعوب السودانية البطلة للإتحاد الأفريقي والجامعة العربية اللذان حضرا إلى السودان لمراقبة مسرحية الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية ، بعد أن رفضتها دول الترويكا "الولايات المتحدة الأمريكية ، النرويج ، بريطانيا) ، كندا ، الأمم المتحدة ، لعدم توافر الأجواء السياسية والأمنية الملائمة لإجراءها ...أنها قادرة على قيادة شؤونها بنفسها ، وإختيار من يحكمها ، وتحديد مصيرها ، والمساهمة في إعادة بناء ما هدمه نظام الإنقاذ ، لإستئناف مسيرتها التأريخية من جديد على أسس الكرامة والحرية والديمقراطية والمساواة.
نعم ، أثبت السودانيين للعالم كله ، بأن تحقيق مطالبهم المشروعة لإحداث تغيير شامل وكامل وعادل في كل السودان ، لا يتم فقط بالذهاب إلى صناديق الإقتراع ، إنما أأيضا بمقاطعة تلك الصناديق ، وأنه اسلوب حضاري متقدم لإجهاض كل محاولات نظام الإنقاذ وحزب المؤتمر الوطني في الإستفزاز ، وخلق شرعية لا يمكن أن يحصل عليها في أجواء حرة ونزيهة.
وبعد أن أخذت الشعوب السودانية زمام المبادرة بقيادة نفسها نحو مقاطعة مهزلة ، السفاح السوداني عمر البشير . فقد حان دور الأحزاب والمعارضة السياسية والمسلحة لقيادة تلك الجماهير المتعطشة للحرية والديمقراطية ، للإطاحة بنظام الإنقاذ الذي انكشفت عوراته أمام العادي والبادي ، وعُرفت مخازيه للخاص والعام ، ولا يدافع عنه إلآ من يريد الإنتحار.
على قادة الأحزاب المعارضة –الإنضمام للجماهير الرافضة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ولرئيسه عمر البشير ، وتبني مطالبها والمساهمة في تحقيقها ، وهم بذلك على الأقل سيكفروا عن مساوئهم في حق هذه الشعوب التي لطالما حاولوا أن يكذبوا عليها بخطابهم الإستسلامي المهادن الذي ساهم بطريقة مباشرة في تكريس الإستبداد واطالة عمر نظام الإنقاذ.
منذ انتهاء انتخابات عمر البشير والتي لم تتجاوز نسبة المقترعين فيها على 16% في أحسن الأحوال ..تحاول مفوضية مختار الأصم يائسة بكل الطرق والوسائل لرفع هذه النسبة قليلاً حتى تعلن مفوضيته النتائج النهائية والتي من المؤكد جدا أن يفوز فيها البشير وحزبه .. وعليه يجب على رؤساء الأحزاب المعارضة وقادتها تقدم المسيرات والمظاهرات والإحتجاجات الشعبية ، أعلنت نتائج الإنتخابات أم لا ، للمطالبة بإسقاط البشير ونظامه.
نعم ، يجب الإنقضاض على حزب المؤتمر الوطني ، الذي يعيش أسوأ أيامه ، بل أنه بمثابة جثة هامدة داخل كفن جاهزة للدفن ، وعلى المعارضة دفنها سريعاً.
والسلام عليكم..
bresh2@msn.com