يكفي النيل أبونا والجنس سوداني
كلام الناس
*انه لأمر مؤسف أن يضعف الحس الوطني القومي في بلادنا ويتراجع لدرجة الاستنصار بالقبلية بل بخشوم البيوت اللصيقة الصلة ببعضها بسبب الحشد العاطفي السلبي للإنتماء العرقي الذي تنامى مع سبق الاصرار والترصد في السنوات الاخيرة.
*عندما نقول مع سبق الاصرار والترصد نعني انه تم نتيجة للسياسات التي غذت وقوت الانتماء للقبيلة على حساب الانتماء الفكري والسياسي الذي إستهدف خاصة في سنوات الانقاذ الاولى وظهرت على سطح مجتمعنا تصنيفات عرقية سالبة مثل (عرب وزرقة) التي فاقمت النزاع في دارفور واججته وغذت الحركات الجهوية المسلحه .
*انتقلت هذه الروح القبلية السالبة وتفشت في حياتنا العامة وأصبح السؤال عن القبيلة فرض عين للحصول على الرقم الوطني وحتى الحصول على وظيفة ، فلا عجب في ان تظهر مطالب قبلية تطالب بولايات خاصة بها.
*نبهت أكثر من مرة إلى خطورة تغذية مثل هذه النعرات القبلية على حساب العمل السياسي العلني للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لكن للأسف خرج المارد القبلي من العباءة القومية وأصبح يهدد وحدة البلاد وامنها واستقرارها.
*عرقل أهل الإنقاذ كل المساعي التي هدفت إلى تحقيق الاتفاق القومي الذي يفتح الطريق امام الحل السلمي الديمقراطي ، وظل دعاة الحرب وكراهية الاخر ومحاولة اقصائه بالقوة يتحكمون في مصير السودان وأهله.
*اثبتت التجارب العملية فشل الحلول العسكرية ولامنية ، وأهل السودان لم يعودوا يحتملون سياسات حكومات الإنقاذ التي ارهقت كاهلهم الاقتصادي والانساني ، ومن حقهم ان ينعموا بخيرات السلام والاستقرار في وطنهم.
*لذلك لم يكن من المستغرب أن تندلع المظاهرات الشعبية في مدن السودان هذه الأيام بسبب فشل هذه الحكومات في تحقيق تطلعاتهم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة في وطنهم.
*عادت محاولات القابضين على مفاصل السلطة التفريق بين السودانيين تارة بإتهام حركة مسلحة من حركات دارفور المعارضة بأنها وراء الأحداث التي جرت إبان المظاهرات الشعبية، وتارة بإتهام الحزب الشيوعي السوداني والحركة الشعبية شمال بتأجيج المظاهرات لشق صفوف المواطنين، وقد إستوعب أهل السودان هذه الحيل القديمة المتجددة الهادفة لإضعاف شوكتهم وتجاوزوها وهم يستحضرون كلمات الشاعر السوداني الرائع ابراهيم العبادي عليه رحمة الله : جعلي ودنقلاوي وشايقي شن فايداني
غير جعلت خلاف خلت اخوي عاداني
جعلوا نبأنا يسري للبعيد والداني
يكفي النيل ابونا والجنس سوداني.
/////////////////