يوم الجمعة السودانية بسدني … بقلم: نورالدين مدني
كلام الناس
*أحرص على الاستفادة من الدورات التعليمية التي تنظم لغير الأستراليين لإيماني بان العملية التعليمية لاسقف لها وهي كما علمنا ديننا مطلوبة من المهد الى اللحد، خاصة وأنها تتيح الفرص لاكتساب معارف وقدرات جديدة.
*هذه الدورات التعليمية متاحة للدارسين من مختلف أصقاع العالم، وهي لاتنتهج النهج الاكاديمي التقليدي وانماهي مزيج من تعليم لغة التخاطب المحلية للأستراليين ومن التعليم الوظيفي الذي يهدف الى ربط الدارسين بالحياة الإجتماعية والعملية المحيطة به.
*إضافة لذلك فانها تتيح للدارسين فرصة رحيبة لتبادل الخبرات والمعارف من خلال الاحتكاك المباشر ومن خلال الحصص المفتوحة التي يحرص فيها الاساتذة على حث الدارسين للحديث عن مجتمعاتهم وثقافاتهم الخاصة.
*قبل يومين أتاحت لنا الاستاذة الأستراليةالصينية مانديMandy في كلية باراماتا بسدني فرصة الحديث عن الإجازات في بلادنا والفرق بينها وبين الأجازات في استراليا، بعد أن قالت إن الأعياد والمناسبات لاتكاد تختفي طوال العام لكثرة مكوناتها الثقافية والمجتمعية.
*عندما أتيحت لى فرصة الحديث ركزت كلامي عن أجازة الجمعة يوم العطلة الرسمي في السودان لأنه يوم مميزفي الدين الاسلامي وتقام فيه صلاة مميزة هي صلاة الجمعة وفيه ساعة مميزة يستجاب فيها الدعاء.
*لم أكتف بذلك إنما تحدثت عن الجانب الإجتماعي الأسري في يوم الجمعة لأنه يوم تحرص فيه الأسر السودانية على اللقاء في البيت الكبير - وان تراجعت هذه الظاهرة الحميدة - لكنها تبقى من السمات السودانية المميزة حيث تلتقي العائلة الكبيرة ويلتقي الاطفال والكبار في جلسات حميمة حول مائدة واحدة، ويمضون معاً يوماً اسرياً طيبا.
هذه اللقاءات الأسرية الحميمة تكاد تنعدم في أستراليا عدا بعض الأسر التي تحرص عليها خاصة في أيام العطلات، إضافة للقاءات التي تنظمها مكونات الجالية السودانية بسدني في الأعيادو المناسبات في محاولة للحفاظ على بعض مظاهرالحياة السودانية الحميمة في هذه القارة النائية.
*ماأحوجنا في السودان وفي دول المهجر إلى إحياءهذه العلاقات الأسرية والإجتماعية الحميمة وتعزيزها خاصة وسط أكبادنا التي تمشي على الأرض وهي تترعرع في بيئة ثقافية وإجتماعية مختلفة تفتقد هذه الحميمية الأكثر أهمية للحفاظ على التماسك الأسري والبناء المجتمعي هناك وهنا.
noradin@msn.com