15 مليون دولار خرجت ولم تعد!!
عادل الباز
3 July, 2011
3 July, 2011
29/5/2011
تقرير سوداتل للعام 2010 أمره عجب فهو يقول كل شيء ولا يقول شيئا في ذات الوقت. لا أعتقد أن 50 % من مساهمى سوداتل قد أتيحت لهم الفرصة لقراءته وحتى لو أتيحت الفرصة لهم فإن التعقيدات الحسابية لن تمكن أغلبهم من الخروج بنتائج مفيدة. لا أستطيع أن أقول إن التقرير (مدغمس) ولكنه عويص. وهنالك استثمارات مبهمة وقوائم مالية لا بد من الاستعانة عليها بخبير مالي لتحليلها. أمعنت النظر في التقرير لأيام وتوقفت عند كثير من الأرقام التي لم أفهم ماهيتها ولا كيف جاءت رغم أنني والحمد لله تخرجت في كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم إلا أنني بصراحة نسيت القريتو وتقرير سوداتل أكمل الباقي.
في ثنايا التقرير وبالتحديد في صفحة 89 من التقرير السنوي لعام 2010 بلغت الذمم التجارية المدينة حسب الإيضاح رقم (12) في مبلغ (353) مليون دولار أمريكي ظهر لي مبلغ (15.9) مليون دولار مستحقة من مساهم مرحلة منذ عام 2009.!!. بالعربي يعني أن سوداتل قد قامت ومنذ العام 2009 بتسليف المبلغ المذكور أعلاه لواحد من حملة أسهمها. إلى هنا والأمر عادي فطبيعي أن تدخل الشركات في معاملات مالية متعددة. رغبت في معرفة ذلك المساهم المحظوظ الذي تقوم سوداتل بتسليفة هذا المبلغ الضخم!! بدأت الأسئلة تتدفق في ذهني... من هو هذا المساهم؟ وهو أصلا مساهم بكم حتى يتم تسليفه هذا المبلغ!!. لا بد أنه مساهم خطير يملك أسهما بملايين الدولارات في سوداتل، إذ لا يعقل مثلا أن يكون هذا المساهم شخص عادي من ذوي الوزن الخفيف.
بدأت رحلة بحثي عن هذه الشخصية الخطيرة التي أعطيت هذا المبلغ لعامين!! ماهي الأسس التي تم بناء عليها التسليف، ما هو الاتفاق الذي تم؟ هل هنالك فوائد تعود على سوداتل ومساهميها من هذا القرض أم أنه قرض حسن تجود به سوداتل لهذا المساهم؟. ذات الصفحة(89) لا تقول شيئا عن هذا المساهم وليس هنالك ما يدل على هويته أو مؤسسته الاعتبارية. بحثت التقرير ورقة ورقة ليس ثمة معلومة عن هذا القرض. توقعت أن تكون هنالك نجمة معلقة فوق هذا الرقم تشرح في أسفل الصحفة كنه هذه العملية ولكن للأسف ليس ثمة تفسير ولا معلومة.
ولما أضناني البحث عن هوية هذا المساهم في ثنايا التقرير استعنت بمساهمين آخرين في سوداتل لعل هنالك معلومة تم تقديمها لهم في العام الماضي حول هوية هذا الشخص أو الجهة.عشرات المساهمين الذين سألتهم لا يعرفون شيئا عن القرض أصلا ناهيك الجهة نفسها، فقلت لهم ولكن هذا القرض مذكور في تقرير عام 2009 ثم هاهو يظهر مرة أخرى في 2010. لم أحصل على إجابة.
أخيرا انتظرت الجمعية العمومية وكنت سعيدا حين قرأت في مذكرة الخبير المالي والاقتصادي أمين سيد أحمد فقرة تطرح نفس تساؤلاتي عن هذا القرض. رغم أن السيد أمين طرح سؤال القرض في اجتماع الجمعية ولكن لا حياة لمن تنادي صمتت المنصة صمت القبور ولم يتكرم أحد من قادة سوداتل بالإجابة كأن الأمر لا يعنيهم. خاب ظني لا إجابة حتى الآن مما زاد حيرتي وإصراري لمعرفة تلك الجهة أو الشخصية الخطيرة المحظوظة التي أخذت أموال المساهمين لصالحها لعامين برضى الإدارة اللائذة بالصمت!!. انتهت الجمعية دون أن يتمكن المساهمون أصحاب تلك الأموال (الما بتعرف ليها خرطة ولا في إيدها جواز سفر) من معرفة مصير أموالهم (15مليون دولار). إلى أين اتجه الآن لمعرفة مصير هذا المبلغ. قال لي صديق أبلغته حيرتي ( وإنت مالك هو مال أبوك هب أنك عثرت عليها هل ستقبض منها مليما). قلت له يا أخي إذا عثرت على هذا المبلغ حيا في جيب أو خزنة جهة ما فلا بد أن مساهمي سوداتل الكرماء الذين يتركون أموالهم سنينا عددا بلا أرباح سيدفعون لي 10% على الأقل عمولة وتلك لعمري ثروة لو أنفقت باقي عمري في هذه المهنة التعيسة لن أحصل عليها. ما رأيكم هل توافقون؟. خلاص اتفقنا غداً سأدلكم أين هى (15 مليون دولار). وليس ذلك فحسب بل هنالك مبلغ آخر تائه قصته محيرة (كلو في التقرير) سأحكي لكم عنه بس يا جماعة، الحق حق ما تنسونا من صالح الدعوات والله الموضوع بتاع جزاك الله خير ده (تعبت منو آه.. تعبت) جنس تعب مبالغة!!. الله غالب.