قال الله تعالى( وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون) صدق الله العظيم في هذا الشهر الكريم أفل كواكب من كواكب الخبرة والعلم والمعرفة بمدينة شندي الاستاذ الجليل محمد عثمان أبو دقن اثر علة لم تمهله طويلا فلبى نداء ربه مؤمنا ومرددا أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول ورددت معه شهادة التوحيد كل فضائله وأعماله الخيرة التي كان يقدمها لجميع شرائح المجتمع في مدينته الفاضلة وكل جوارحه كانت تودع روحه مبشرة ومرددة ( يأيتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضيه مرضيه فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي ) لقد كان الفقيد رحمه الله عطاء من غير من ولا أذى يجالس كل صاحب هم ليقتسم معه همه بوجه مبتسم يبعث في نفس المهموم تألقا وطمأنينة كتاما لأسرار اليتامى والأرامل وأصحاب الفاقة فهذا جزء يسير من ديدنه في الحياة في تعامله مع البشر كأنه في رحلة حياته كلها كان يستعد للقاء الله والآن حان موعد اللقاء بين رجل كريم في شهر كريم برب هو اكرم الاكرمين والمدينة كلها وضواحيها تودعه راضية بقضاء الله وترثيه قائلة كذا فاليجل الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر توفيت الآمال بعد محمد وأصبح في شغل عن السفر السفر فما كان إلا مال من قل ماله وذخرا لمن أمسى وليس له ذخر
والرأي الصائب عنده ابدا يهل عليك مثل الغيث منهمر فإلى جنة الخلد بإذن الله ولا نقول الا ما يرضي ربنا وإنا لفقدك أبا عثمان لمحزونون والحمد لله رب العالمين .د. محمد احمد حمد . ماليزيا