الصادق المهدي ينتقد موقف عبد العزيز الحلو ويرد علي إتهامات الشيوعيين

 


 

 

 

في حوار المئة سؤال الصادق المهدي ينتقد موقف عبد العزيز الحلو و يرد علي إتهامات الشيوعيين
حاورته عبير المجمر (سويكت)
في holiday Inn بباريس

لا يمكن لعبد العزيز الحلو أن يجعل من جبال النوبة نسخة ثانية من الجنوب لأن إلى جانب الوجود النوبي فيها هناك وجود عربي كبير جداً في الجبال وحزب الأمه يمثل أكبر كتلة بين العرب ويحظى بتأييد كبير وسط النوبة لذلك عندما يخرج عبدالعزيز الحلو من عزلته الإختيارية عليه أن يأتي و يتحاور معنا و يقول لنا ماذا يريد.

قوي الإجماع أبعدوا أنفسهم عن نداء السودان لأنهم رافضين لأي نوع من الحوار مهما كانت إستحقاقاته و يعتقدون أنهم قادرين على إسقاط النظام.

الفصيل المنشق من عبدالعزيز الحلو أتخذ موقف عقلاني لذلك نحن نطالبه أيضاً بإتخاذ موقف عقلاني و نطالبه أن يمتنع عن ممارسة أي نوع من المواجهات المسلحة بينه وبين زملائه و أن يوقف هذا النوع من المواجهات المسلحه، ثم كيف له إن يقبل مبدأ الجلوس و الحوار مع النظام و يرفض أن يحاور زملائه؟؟؟ .

السيد عبدالعزيز الحلو حتى يومنا هذا ما معروف ماذا يريد بالضبط!!! و قراراته التي اتخذها في مؤتمر كاودا أدت إلى انشقاق حقيقي في الحركة الشعبية شمال و تسببت في خلاف بينه وبين زملائه.

عبدالعزيز الحلو يعيش في عزله تامة و لا يعرف ماذا يريد و ليس عنده قدرة أن يعالج مشاكل السودان لا بالقوة و لا بأي وسيلة أخرى.

ستكون هناك حكومة انتقالية و فائقية تكنوقراطية يرأسها شخص لا ينتمي إلى أي حزب سياسي.

عبدالعزيز الحلو مالو و مال الفصيل الاخر للحركة الشعبية شمال!!! حتى و أن كان هذا الفصيل يمثل %10 فقط هو لا يمكنه إلغاء وجودهم و لا يمكنه ممارسة سياسة الفيتو على الآخر.

هناك ناس أتوا و أسموا أنفسهم حزب الأمة و التحقوا بالجبهة الثورية و مع ذلك نحن لم نمارس عليهم حق الفيتو و ما قلنا هؤلاء موجودين إذن نحن لن نحضر.

نأمل في أن يخرج عبدالعزيز الحلو من عزلته و يناقش معنا ما يريد فهو يقبل بالجلوس مع الحكومة و اجتمع بهم في أديس أبابا و لم تثمر إجتماعاته معهم عن أي شئ على الإطلاق بينما يرفض الجلوس معنا و مع زملائه في المعارضة.

عماذا يتحدث الشيوعيون؟ و عن أي إستمرارية دولة إسلامية يتكلمون؟ هم ليس عندهم فهم للموقف كله، ما هو موجود الآن لا علاقة له بالإسلام و لا الأهداف الإسلامية، الشيوعيون يتحدثون عن الطائفية و ما جئنا به نعتقد أنه تطوير للطائفية و قلنا لابد لها أن تراعي الفهم المستنير للإسلام و تأتي عن طريق الإنتخابات و تواكب الحداثة.

الشيوعيون يتكلمون كلام نظري لا صلة له بالواقع السوداني فالواقع السوداني يؤكد أننا أكثر جهه تقدم برنامج ثوري لتغيير الأوضاع السودانية الثورية بما يتوافق مع العصر الحديث و نحن نعمل ثورة بخلافهم ،ثورة حقيقية و ليست وهمية دون تهريج و هؤلاء الذين يتكلمون هم ثوريين خارج الملعب.

أنا مهتم جدا بمستقبل العلاقة بين المركز و الهامش و بين الأفارقة و العرب يعني أنا وسيط بين المركز و التكوينات المهمشة و أعمل على إيجاد معادلات تنفع السودان في المستقبل.

أنا سأتخلي عن وظيفتي الحزبية و التنفيذية لدى طواقي كثيرة و لا أريد أن أحجم دوري و هناك من يمكن أن يحملوا الراية من بعدي لا افرضهم على السودانيين و لكن أنا دربت كوادر كثيرة جداً في حزبي و كونت لها مؤسسات و هي كوادر قادرة و مؤهلة لإدراة ديمقراطية في السودان و إدارة التنوع الإثني و الجهوي و الديني فيه و هذا اكبر إنجاز يمكن أن أكون قد قمت به.

حاملو السلاح نتعاون معهم في الإطار المدني و لكننا غير معنيين بتكويناتهم المسلحه و إذا قاموا بأي عمل فيه عنف نتبرا منه و ننأ بحزبنا و أنفسنا من أي عمل مسلح يقومون به.


الجزء الثاني


فى كل حواراتي مع السيد الإمام أكتشف بأنه يتمتع بذاكرة حديدية و ببعد نظر ثاقب و حضور متجدد و شباب دائم يتجلى هذا بوضوح في ممارسته الفكرية و الرياضية، و أنت عندما تجلس في حضرة الإمام تشعر بأنك أمام شاب فتى ذكي ألمعي المواهب يمتاز و يتميز بمفأجات متجددة، كما يتميز بهدوء عقلاني لا مثيل له، لا يعرف الغضب أو الانفعال فكل ما أثرته بأسئلة ساخنة أو إستفسارات إستفزازية لا يعرف الهروب أو الدوران و الزوغان كما يفعل كثير من الآخرين الذين احتذوا أحذية سياسية أكبر منهم و هربوا هروبا كبيراً حتى من الأسئلة الغير مباشرة المكتوبة المكشوفة .
فالإمام دائما حاضراً يتسع صدره و عقله لكل المحاورين بمختلف مقاماتهم لا يكل و لا يمل برغم تقدم سنه، فقد حاورته هنا في باريس و المعروف إن عدد ساعات الصيام في باريس تمتد إلى تسعة عشر ساعة و بالرغم من كل ذلك كان صابراً محتسبا تقبل أخطر الإتهامات بأريحية سمحاء، و أجاب على جميع الأسئلة بصدر رحب و هذا إن دل إنما يدل على أن الإمام مازال شاب في قيادته و إدارته و حواراته التي تميزت بالحنكة و الحكمة.
و هو ماهر يجيد فن الرد على الخصوم و الآن إلى مضابط الحوار :


السيد الإمام بماذا تفسر الغياب المستمر لبعض قوي المعارضة و عدم مشاركتهم في إجتماعات نداء السودان بالتحديد الحركة الشعبية جناح الحلو و قوي الإجماع بقيادة فاروق أبو عيسى ؟ قوي الإجماع في رأيي عندها رؤيتها و أهم ما في رؤيتها أنها قررت أن لا مجال لأي نوع من الحوار، و خلاص هذا هو السبب الذي جعلهم يبعدوا أنفسهم عن نداء السودان و لذلك بالنسبة لنا موقفهم مفهوم يعني هم مقررون أنهم سيسقطون النظام و يعتقدون أنهم قادرون على ذلك، و أنهم لن يفتحوا أي مجال لأي نوع من الحوار مهما كانت استحقاقته.

أما السيد عبدالعزيز الحلو حتى يومنا هذا ما معروف ماذا يريد بالضبط!!! يعني عبدالعزيز أتخذ قرارات بموجب مؤتمر عقده في كاودا و هذه القرارات أدت إلى انشقاق حقيقي في الحركة الشعبية شمال و تسبب في خلاف بينه وبين زملائه، و حتي يومنا هذا هو ممتنع من مقابلة أي طرفي حتى نعرف ماذا يريد، و لذلك إلى أن يحدد عبدالعزيز الحلو موقفه و ماذا يريد؟؟؟ لأن ما عنده أي إمكانية يمكن أن يعالج بها مشاكل السودان وحده لا بالقوة و لا بأي وسيلة أخرى، لكنه مع هذا دخل في حوار مع النظام و عقد إجتماعات مع النظام في أديس أبابا و لم تثمر إجتماعاته هذه مع الحكومة عن أي شئ على الإطلاق ، و لكن على أي حال هذا ما فعله الحلو، و نحن قلنا له مفهوم جدا أن يكون عنده موقف مختلف مع زملائه، و نحن لا نفرض عليه علاقة مع زملائة، و لكن نحن نقول له مهما كان موقفه مع زملائه سواء كان متفق معهم أو مختلف هو عنده مكانه في القوى السياسية الباحثة عن مستقبل السودان، و نأمل أنه عندما يخرج في يوم من الأيام من عزلته الحالية أن يبحث معنا ماذا يريد؟؟؟ لأنه يعلم جيداً و قالها لي بنفسه قالها لي هكذا :(أنا لا أستطيع أن أتعامل مع منطقة جبال النوبة كالجنوب)، لأنه يعلم أن تكوين منطقة جبال النوبة فيها تكوين نوبي و عربي ، و أن هذا التكوين العربي له دعم كبير جدا لحزب الأمه لذلك كان هذا كلامه معي عندما إلتقينا معه هنا في باريس، و قال لي أنه لا يمكن بحث مستقبل سلام و إستقرار في جبال النوبة دون أن يحصل حوار استراتيجي بين النوبة و العرب، و هذا الوجود العربي في جبال النوبة هو يعلم تمام العلم إن حزب الأمة يمثل أكبر كتلة بين العرب، و كذلك حزب الأمة يحظى بتأييد كبير وسط النوبة، و عليه يجب على عبدالعزيز الحلو عندما ما يخرج من عزلته الاختيارية أن يأتي و يتحاور معنا، و يقول لنا ماذا يريد ؟؟؟ لأنه لا يمكن لعبد العزيز الحلو أن يجعل من جبال النوبة نسخه ثانية من الجنوب و هو يعلم ذلك جيداً ، و هو نفسه قال لي هذا الكلام و هذه حقيقة، إذن متى أنهى عبدالعزيز الحلو عزلته و قرر الخروج منها يمكنه أن يتفاهم معنا، لأن نحن و هو مشتركون في ضرورة تحقيق التمازج و التعاون بين مكونات جبال النوبة و العرب.

السيد الإمام في إجابتكم ذكرتكم مراراً و تكراراً أن السيد الحلو مهما كان خلافه مع زملائه عليه أن يجلس للحوار فقد سبق و جلس للحوار حتى مع الحكومة فهل يمكن أن نفسر ذلك بأنه تلميح منكم بأن سبب غياب عبدالعزيز الحلو عن إجتماعات نداء السودان قد يكون سببه وجود زملائه المختلف معهم في الحركة الشعبية شمال ؟

رد قائلاً : يا آنسه أنا لا ألمح إلى أي شئ على الإطلاق، و لا أدري ما هي أسباب غيابه.

قلت له : مفهوم، و لكن لماذا أكثرتم الحديث و رددتم جملة (مهما كان خلافه مع زملائه عليه الخروج من عزلته ) ؟ أليست هذه إشارة بشكل أو أخر أن أحد أسباب غيابه قد تكون تواجد زملائه المختلف معهم؟ على أي حال و أن كان هناك فصيل اخر من الحركة الشعبية شمال حاضر الإجتماعات (هو ماله و مال هذا الفصيل؟؟؟ ) ، يعني أن كان هناك فصيل اخر من الحركة الشعبية شمال و حتي و أن كان عندهم 10% فقط هو لا يستطيع إلغاء وجود الأخر، فنحن عندنا ناس أتوا و أسموا أنفسهم حزب الأمة، و التحقوا بالجبهة الثورية، و نحن لم نقل أن هؤلاء موجودن إذن نحن لن نحضر الإجتماعات ، في المسائل السياسية ما في حاجه إسمها( فرض الفيتو)، يعني عبدالعزيز الحلو لا يمكنه فرض الفيتو على الاخر، يعني عليه أن يأتي أذا كان مستعد على أن يتفق على أهداف مشتركة فنحن نقول له متى خرج من عزلته عليه أن يوضح ماذا يريد و يجتمع بالناس حتى و أن قال (أنا سآتي و أجتمع معكم لكن لن أجتمع مع الفصيل الاخر) ، فإن قال هذا انه مستعد للاجتماع بنا لكن لن يجتمع بالفصيل الذي انشق منه فهذا مقبول بالنسبة لنا، فنحن نريده أن يأتي مهما كانت النسبة التي يمثلها الفصيل المنشق حتى و إن كانت 10%، ثم أن زملائه هؤلاء كلامهم معقول جدا و قالوا (نحن ليس عندنا أي مانع بأن يأتي عبدالعزيز الحلو بأي صفة يراها مع تحفظهم على هذه الصفة)، لكنهم لم يقولوا إنهم سيتحفظون على حقه فى المشاركة بأي صفه يرأها، و هو أيضا عليه أن يلتزم بنفس الموقف حتى و إن كانوا يمثلون 10% فالمشاركة من حقهم و لا يمكنك أن تمارس حق الفيتو على أي شخص، لذلك زملائه اتخذوا موقف عقلاني و لذلك يجب أن نطالبه هو الآخر أيضاً أن يتخذ موقف عقلاني، كما نطالبه أيضاً أن يمتنع عن ممارسة أي نوع من المواجهات المسلحة بينه وبين زملائه، لأن أي مواجهات مسلحة ستصب في مصلحة النظام و عليه ينبغي لعبدالعزيز الحلو ان يتجنب هذا النوع من المواجهات المسلحة، و ثم كيف له إن يقبل مبدأ إن يحاور النظام و يرفض أن يحاور زملائه؟؟؟ فهو عليه أن يحاور النظام و يحاور كل من يختلف معهم قبل محاورة من يتفق معهم و لكنه يفعل العكس .

حسناً أظن أن الرسالة وصلته الآن، السيد زعيم الأنصار في حوار سابق لي معكم قلتم أنكم أرسلتم خطابات عديدة للسيد عبدالعزيز الحلو فماذا كان رده على هذه الخطابات إذا تكرمتم بالرد، فالشعب السوداني يهمه أن يعرف ذلك؟ نعم أرسلنا له رسائل عديدة جداً ناصحه في موقفه و نطالبه في النفس الوقت أن نلتقي به، خصوصاً و نحن عندنا زملاء من منطقة جبال النوبة قد أرسلناهم له و اشتركوا معه في المؤتمر الذي عقده، و لكن حتى الآن للأسف لم يستجيب لمطلبنا في ضرورة أن نلتقي على أعلى مستوى لمناقشة المختلف عليه و تأمين المتفق عليه.

حسناً ، السيد الإمام، زعيم الأنصار و زعيم المعارضة، حقيقةً و بكل صراحة ماذا استفدتم من التحقاكم بنداء السودان؟ فالبعض يرى أن نداء السودان لم يضف لكم و لا لتأريخكم النضالي و الوطني و السياسي و الفكري بل بالعكس كان خصماً عليكم فما ردكم على ذلك؟ يا أستاذة (بثمارها تعرفونها) ، الناس الموجودن في نداء السودان صحيح فيهم من يحمل السلاح لكنهم مواطنون سودانيون و عندهم وجود، و أنا من واجبي أن أتعامل معهم بصفتي مهتم بمستقبل الوطن السودان، و بصفتي أيضاً مهتم جدا بمستقبل العلاقة ما بين المركز و الهامش، و كذلك ما بين الأفارقة و العرب، يعني أنا وسيط ما بين المركز و التكوينات المهمشة، و هؤلاء جميعهم أنا مهتم بمستقبل العلاقة بينهم جميعهم، و أفسر علاقتي بهؤلاء في إطار إيجاد معادلات تنفع السودان في المستقبل ما بين المركز و الهامش، و في إطار إدارة التنوع.
و فيما يتعلق بأنهم حاملي سلاح نحن متفقون معهم تماما و بصورة قاطعة أنهم و نحن نتعاون في إطار حلول مدنية سواء حوار باستحقاقاته أو انتفاضة خالية من العنف، و في هذا الإطار نحن متفقون، و لكن نحن غير معنيين بتكويناتهم المسلحة، ففي إطار العمل المشترك نحن نتعاون في كل المسائل الخالية من العنف و لكن إذا قاموا بأي عمل فيه عنف نحن نتصدي لهم و نحتفظ بموقفنا و ننأ بأنفسنا و حزبنا من أي عمل يمكن أن يقوموا فيه بعمل مسلح.

حسناً، السيد الامام الصادق هناك أخبار ترددت عن أن نداء السودان سيناقش في إجتماعاته تكوين حكومة ائتلافية و من يرأسها يجب أن يكون طرف مقبول و متفق عليه من قبل المعارضة و الحكومة و ربما يكون إبراهيم غندور أو شخص اخر فما هو ردكم على ذلك بإعتباركم زعيم المعارضة و رئيس نداء السودان؟ طبعاً هذا كلام ما عنده أي معنى ،نحن في نداء السودان عندنا تصور لفترة انتقالية، و سنجدد معالم هذه الفترة الإنتقالية، و كيفية هذه الفترة الإنتقالية، و كيف تكون وظيفتها، و ما هي تكويناتها السياسية التي ينبغي أن تقوم عليها الحكومة الانتقالية أن جاءت في السودان، بحيث ينبغي أن تقوم الحكومة الإنتقالية بعقد مؤتمر قومي للدستور و ينبغي أن تقوم بعقد إنتخابات حره نزيهه، و ينبغي أن تجري عدالة انتقالية و مساءلة الذين ارتكبوا جرائم في حق الوطن.

تمام السيد الإمام و لكن بإجابتكم هذه تكونوا قد إجبتم على الشق الأول فقط من السؤال و تبقى الشق الثاني :(من سيرأس الحكومة الإنتقالية؟ ؟؟) ؟ مع الإتفاق يا أستاذة، مع الاتفاق، نحن نقول أي حاجه انتقالية تكون وفائقية و في رأيي مفروض أن يكون الشخص الذي يرأس حكومة انتقالية وفائقية اي شخص كبير (تكنوقراط) أي ليس شخص منتمي إلى حزب سياسي ،بل من ضمن الأشياء التي قلناها إن الفترة الانتقالية نفسها يجب أن تكون تحت إدراة تكنوقراطية لأن أي قيادة حزبية يمكن أن تتهم بأنها سوف تستغل موقفها السياسي لدعم موقفها الحزبي، و لذلك عموماً الفترة الانتقالية في تقديرنا يجب أن تكون فترة انتقالية ترأسها و تديرها كوادر وفائقية غالباً هذه الكوادر الوفائقية تكون تكنوقراطية و ليست حزبية.

حسناً السيد الإمام إذا جاءت حكومة انتقالية و توفق الشعب السوداني في إقامة إنتخابات حره نزيهه ديمقراطية هل يمكن أن يترشح السيد الإمام؟ لا أنا في رأيي أفكر بجدية في أن أتخلى عن وظيفة العمل الحزبي و التنفيذي، فأنا عندي طواقي كثيرة جداً و هذه الطواقي تجبرني على أن أهتم بها سواء كانت أنشطة فكرية، إقتصادية، عربية، أفريقية و إسلامية و دولية و هكذا، أنا الآن عندي أنشطة كثيرة جداً و هي الآن شبه معطلة بسبب انشغالي بالقضايا الحزبية و التنفيذية، و همي الأساسي أن يكون للسودان دستور ديمقراطي و سلام عادل شامل و يدير هذه القضايا كوادر أخرى فأنا أعتقد أني قد دربت كوادر كثيرة جداً في حزبي و داخل كيان الأنصار و هي في رأيي كوادر مؤهله و يجب أن تعمل على إدارة ديمقراطية للسودان و هذه الكوادر قادرة على أن تدير تنوع إثني و ديني و جهوي، و أنا في رأيي أن استطعت إن أحقق هذه الأمور و أكون لها مؤسسات فهذا أكبر إنجاز يمكن أن أكون قد قمت به.

و لكن السيد الإمام في نظر الأنصار و الكثير من السودانيين يرون فيك مهاتير السودان أختلفوا أم اتفقوا معك و أنتم تعتبرون السياسي الأول و الأكثر شعبية و الكثير يرى فيكم المفكر و المجدد و الإصلاحي و السياسي العبقري و المحاور الجرئ فإذا أصروا عليك كما حدث مرات عديدة و طالبوا بكم ماذا سيكون ردكم؟ ببساطة شديدة أنا عندي مرشحين لكل الوظائف و مؤهلين و أنا أريد حقيقة أن أنفق ما عندي من عمر و صحة حتى الآن في مسائل أخرى ،و أنا عندي مرشحين مؤهلين ليس بغرض أن أفرضهم على الآخرين، و لكن حتى ينالوا سند الحزب و الشعب و هم مؤهلين، و نعم أنا أشعر أن الآن على إقبال كثير جدا و أوسع من حزب الأمة و أوسع من السودان نفسه ،و الموقف الذي أتحدث عنه الآن سيزيد من هذه الشعبية يعني لذلك الدخول في هذه المهام سيحجم دوري، و أنا لا أريد أن أحجم دوري و أعتقد أن في غيري ممن يمكن أن يحملوا الراية.

السيد الإمام لطالما كانت لكم إسهامات تأريخية في حل القضايا الوطنية و كنتم حلقة وصل بين الكتل المختلفة سياسياً و فكرياً فما هي إسهاماتكم تجاه موقف السيد عبدالواحد نور الذي يصفه البعض بالتشدد و التنعت تجاه القضايا الوطنية المشتركة؟ السيد عبدالواحد نور جزء لا يتجزأ من العمل الوطني السوداني و هو قد أشترك معنا في إعلان باريس في الإجتماع الذي عقد في أغسطس عام 2014 و....

قلت له مقاطعة إذن تؤكدون علي أن السيد عبدالواحد نور كان جزء من نداء السودان و شارك معكم؟ نعم السيد عبدالواحد محمد نور كان مشاركاً معنا و في رأيي هو عنده رأيه و تحفظاته، و أنا اجتهد دائماً في أن أتحدث معه كلما أتيحت لي الفرصة لأني أعتقد أنه من حيث المبدأ هو لابد أن يشترك في عملية المستقبل الوطني و سوف أستمر في أن اجتهد في مخاطبته بما ينبغي عمله لتوحيد صف القوى التي تتطلع لنظام جديد في السودان.

السيد زعيم الأنصار عصا الإتهام كانت و مازالت توجه لكم من قبل الشيوعيين بأنكم تعملون على إطالة عمر النظام بدعوة الهبوط الناعم و هدفكم من ذلك دعم إستمرارية الدولة الإسلامية و الطائفية فما هو ردكم على هذه التهم؟ ضحك السيد الإمام كثيراً ثم رد قائلاً :أولاً الشيوعيون هم في رأيي ليس عندهم فهم للموقف كله، فأنا أعتقد أنه مافي شئ إسمه (الدولة الإسلامية)، و جميع كتاباتي تتكلم عن ذلك يعني مافي حاجه إسمها (الدولة الإسلامية)، و الموجود حالياً أنا لا أسميه (دولة إسلامية) هذا لا يمكن أن نقول عليه دولة إسلامية، و نحن كان و مازال همنا الأساسي أن نقول أن لا علاقة للنظام الحالي بالإسلام و هجومنا الأساسي عليهم و نحن وحدنا من أظهرنا أن هذا النظام غير إسلامي بل أساء للإسلام و شوه الإسلام فعماذا يتكلم الشيوعيون؟ عن أي إستمرارية دولة إسلامية يتحدثون؟ الشيوعيون هم أكثر ناس يتحدثون عن الطائفية لكن نحن أكثر ناس جئنا بما نعتقد أنه تطوير للطائفية، فالولاء الديني موجود و هذا الولاء لا يمكن أن يختفي بالأوهام، لابد من ضرورية برنامج يراعي الفهم المستنير، نحن قلنا أن القيادات الدينية لابد أن تراعي الفهم المستنير للإسلام أياً كان موقعها و قلنا القيادات أياً كان موقعها الديني أو القبلي يجب أن يكون هذا الوجود بالإنتخاب، فنحن برنامجنا ثوري لتطوير القنوات التقليدية حتى نواكب العصر الحديث و يتكلمون كلام نظري لا صله له بالواقع السوداني، فالواقع السوداني يؤكد أننا أكثر جهه تقدم برنامج ثوري لتغير الأوضاع السودانية الثورية إلى ما يمكن أن يوافق العصر الحديث، و لذلك نحن نعتقد أن ليس هناك حاجه إسمها (الدولة الإسلامية)، ثانياً نحن لا نعتقد أن ممارسات هذا النظام لا صله لها بالأهداف الإسلامية، ثالثاً نحن نقدم أو قدمنا و مازلنا نعمل على تطوير المؤسسات التقليدية السودانية أن تكون إنتخابية أن تراعي العصر و أن تراعي الحداثة و أن تراعي دور المرأة، و هيئة شؤون الأنصار هي التكوين الوحيد في المنطقة الذي أيد سيداو CEDAW بإعتباره يعمل لإزالة أي أنواع التمييز ضد المرأة، و نحن نعمل ثورة بخلافهم فنحن نعمل على ثورة حقيقية و ليست وهمية من دون تهريج هؤلاء الآخرين الذين يتكلمون هم ثوريين خارج الملعب السوداني و لذلك كل المفاهيم إذا كان فيما يتعلق بدور الشباب و المرأة أو فيما يتعلق بالديمقراطية أو فيما يتعلق بالاشتراكية جميع هذه الحاجات نحن عندنا معها تفاعل في مستوى مستنير، فهناك أحزاب سودانية راديكالية تطرح هذه الأشياء في رأيي خارج إطار تطوير المؤسسات التقليدية لكن نحن بخلاف ذلك.

elmugaa@yahoo.com

 

آراء