نون الناطقات بملكاتهن داخل نادي الموردة مع رئيسته (2) .. حوار:ـ حسن الجزولي
حنان خالد للميدان:ـ
* كانت دموع والدي تنهمر عندما يغني وردي أغاني وطنية للسودان أو عند هزيمة الموردة!.
* لم أتبوأ قيادة فريق الموردة لشدتي ولضتي وهذه هي الأسباب التي ساعدتني!.
* تعلمت الديمقراطية من داخل بيتي وأمارسها في النادي ولا أميل لموضوعات الجندر!.
* نحنا إتربينا في أسرة تقدمية وما اتقهرنا وخالي هاشم صديق كشاعر ساهم في هذه التربية!.
أنجزنا معها هذا الحوار وبعد ذلك شائت الأقدار ألا ينشر في وقته لأسباب متعددة أهمها أن أحداثاً فرضت نفسها فزادت من أعبائنا الصحفية، فظللنا نؤجل لمرات متعددة، حتى طالت المدة، فجرت مياه جديدة وأحداث مستجدة تحت الجسور وبين أخاديد ومنعرجات نادي الموردة نفسه، ومن أمثلة ذلك أن هذا الحوار الصحفي قد تم فترة هبوط فريق الموردة من الممتاز!، الأمر الذي شهدنا فيه معارك ضارية وحزازات داخل النادي وعلى مختتلف الأصعدة، وهو ما انعكس على الحوار نفسه الذي تأجل لأكثر من مرة. ويبدو أن كابتن حنان خالد وبعد أن تأكدت من استتباب الأمور الداخلية لناديها الذي استطاعت داخله حسمها وتهدئة الأجواء، استجابت لحوارنا هذا مشكورة. ويأتي نشر هذا الحوار في وقته، حيث ارتأينا أن نكفر عن تأخيرنا له دون إرادتنا بمناسبة عزيزة على رئيسة النادي وإدارته ولاعبيه ومشجعيه، وكافة سكان الحي والمنطقة العريقة للنادي، كونهم يعيشون أحلى أيام عمرهم، التي إستعاد فيها ناديهم تألقه ومجده القديم وأثبت المقولة القديمة بأن (الموردة بتلعب)، وذلك حينما انتزعت نصرها المجيد وتبوأت آفاق السمو وهي تصعد لمكانها التاريخي والطبيعي في الدوري الممتاز!. هنا قررنا أن نبدأ مع حنان ضمن سلسلة حوارات (نون الناطقات بملكاتهن) في نشر هذا الحوار المطول إحتفاءاً بمجاهدات ضيفتنا التي لا تسعها الفرحة بحلاوة الانتصار!.
حوار:ـ حسن الجزولي
+ طيب مع رصيفاتك في السودان اللي ولجن المجال دا وكان وقفاً على الرجال فقط ، فهل دا حا يحد من تراجع الرجال في العمل دا وتقدم النساء مثلاً؟.
= لالالا ،، ما اظن يكون كدة، وليه ما يكون شراكة ومناصفة؟ حتى الرسول قال علموا أولادكم الرياضة والسباحة وركوب الخيل. والرياضة ما محصورة على راجل ولا أمرأة، لكن أي زول بشوف مقدراتو شنو، في رجال كتير ناجحين في إدارة الأندية، وبرضو في نساء أسسن اتحادات، مثلاً هنادي الصديق أسست اتحاد الريشة، وسلمي الماجدي مدربة (كوتش) ومنيرة رمضان كانت أول حكم نسائي في كورة القدم، يعني ،، في نساء كتيرات نجحن في المجال دا.
+ طيب نرجع تاني ونتكلم عن تاثير البيت والحي والمدرسة في انك ولجتي للمجال دا؟.
= تاثير البيت أكتر، لأنو أنا كنت أكبر زولة، أبوي كان كوتش بتاع ملاكمة، وأنا من صغيرة كان قاصي لي شعري وبلبسني الأردية، لمن أدخل معاهو دار الرياضة كانوا بيسلموا علي بحرارة، زغبير حارس مرمى فريق الهلال، كان بشيلني زي بتو وانا عمري 10 شهور وعندي صورة معاهو.
+ أبوك عليه الرحمة كان شخصية معروفة في الوسط الرياضي!.
= أبوي يا حسن كان زول شجاع وزول معروف في الموردة، كان شفاف، أنا شفت ابوي دا دموعو بتنزل لمن يغني وردي أغاني وطنية للسودان، ولمن الموردة تتغلب برضو بشوف دموعو، كنت بحضر معاهو الكورة، حتي كأس العالم بتابعو معاهو، من صغيرة حبيت الكورة، عموماً الرياضة بما فيها الملاكمة وكورة القدم، حاجات انا من صغيرة بعشقها وبحبها، وطبعاً أبوي هو الشكل فيني الحاجات دي.
+ يا حنان قاعد تقولي انو محبتك للموردة بمثابة وطن داخل حي ،، علقي لينا؟.
= شكلك يا حسن قاري عني كتير.
+ لأنها مهنتي.
= طيب شوف ،، أنا بعتبر الموردة والعباسية ديل وطن داخل حي.
+ يعني مافي مشجعين للموردة إلا من المنطتين ديل؟.
= لا لا ،، ما بقصد كده طبعاً ،، بس بشير للموردة والعباسية من كافة النواحي الحياتية ،، مش الرياضية فقط.
+ طيب الموردة نادي كبير وعريق والمنافسة فية صعبة جدأ كيف استطاعت حنان إنها تتبوأ منصب قيادي فيهو؟
= بمجهود متواضع ،، هسع في معارضة لكن ما كبيرة والنتائج بتاعة التيم قدرت تسكت ناس كتيرة والموردة نحنا ماشين بيها لي قدام.
+ هل ممكن نقول ده من شدتك ولضدتك يعني؟.
= لا لا ،، ما شدة ولا لضة ،، لكن انت لو ماقدمت واقنعت الناس بالشئ البتقدمو مافي زول بقيف معاك ،، صاح ولا لا؟.
+ هسع الموردة في ياتو درجة؟.
= نحنا طبعاً هبطنا من الممتاز إلى الاولي، نحن هسة متصدرين طبعاً الاوئل ومعانا فريق كوبر، ونحنا التواني وكوبر إتاهلوا، فضل لينا 6 مباريات ،، لو مشينا كدة حنتصدر ونلعب تاهيل الموسم الجاي ،، وبعد داك نرجع للممتاز.
+ انتصار صديق المعلمة وخالد عبد الوهاب الكوتش الكبير والشهير في الملاكمة في نادي الموردة ،، وضحي لينا أكتر التاثير المباشر عليك حتي تصيري سيدة اعمال رياضية في نادي شهير زي الموردة.؟
= في دعاية في التلفزيون بتاعة الدقيق بجيبوها في رمضان بتقول ليك كل شئ بتعمل بي حب بتكون نتائجة مختلفة!.
+ يعني حسع دي دعاية للدقيق؟!.
= هههها لا طبعاً، يعني أنا شفت في علاقة أبوي مع أمي ،، ما بياكل برة في غالب الأحيان، إلا يجي البيت، انا شفت العلاقة البتربط أمي بي أبوي لي ياتو درجة، وأبوي زاتو معاملتو معانا راقية، ما كان عندو غيرنا ناس، لانو أسرتو تقريباً متوفية، حتي قبل يتوفى، كان بقول لينا إنو أنا ما خليت ليكم شئ غير محبتكم مع بعض، أمي أم طيبة وحنينة وأغلب ناس أم درمان بعرفوها، وحوشنا معروف في أم درمان، مسمنو حوش "المحنة" ،، ياهم ناس خيلاني هاشم صديق، أنا بعتبر إنو الشخصية بتتشكل في الستة سنين الأولي، زي ما وضحت ليك، تربية البت بالذات ،، البت لمن تقوم ما مقهورة من البيت، ويجي الأخو يقول ليها قومي غسلي القمصان لمن تكون ما مكسورة، بتكون شخصيتها قوية قدامو، أنا الحمد لله اتربيت في أسرة متعلمة، أمي كانت معلمة، عشان كدة كنا في المدارس كويسين، وأبونا كان صديقنا، كنا بنقعد في صينية الغداء، 3 ساعات نضحك ونحكي الحاجات، اتعلمنا الديمقراطية من البيت والديمقراطية من صينية الغداء، أبوي ما حصل إتخذ قرار براهو،، اي حاجة بطرحا لينا من كنا شفع صغار وفي صينية الغدا.
+ والديمقراطية دي قاعدة تمارسيها داخل ناديك؟!.
= جداً ولمدى بعيد!.
+ طيب بمناسبة هاشم صديق كشاعر وخال ،، بلاحظ إنك بتكني محبة خاصة لي خوالك ،، لي هاشم صديق كشاعر ولأخوالك دكتور حسن وأبو القاسم؟.
= خيلاني ديل إمكن يكونوا أصحابنا أكتر من خيلانا ،، يعني أول حاجة فيهم إنهم حنينين جداً وبيحترموا عقلية الزول، وزي ما قلت ليك نحنا إتربينا في أسرة تقدمية وما اتقهرنا، وحتي لمن كنا صغار، بتزكر أبوالقاسم خالي كان بودينا السينما.
+ يعني تتفقي معانا إنك كمبدعة اجتماعية وأبوك ملاكم شهير والخال هاشم صديق معروف، كل ده صقلت تجاربك في المجالات الطرقتيها ونجحتي فيها وانتي أمرأة دون العاديات ؟
= كتر خيرك ،، وزي ما قلت ليك ،، الأسر في تكوين الشخصية ليها الدور الأساسي، ودا شي علمي وعملي ،، مش كلام ساي في علم النفس والعلوم الاجتماعية، سواء كان بالنسبة للمرأة أو الرجل.
+ لياتو مدى يا حنان بتتماهي مع الجندر؟.
= مابحب الجندر.
+ عشان شنو؟.
= لانو المجتمع دا هو شنو غير يا راجل أو مرا ،، اي زول عندو المقدرة يقدم للمجتمع ويعمل ليهو حاجة ، يا يكونو رجال أو نسوان ،، ده الشفتو أنا والقلتو ليك قبيل ،، التربية في البيت وهي الأساس ،، ما عندنا يا حسن ديل رجال وديل نسوان ولا دا بيت الرجال وديلاك النسوان بي هناك.
+ أوكي يا حنان ،، بخصوص الجندر بتحبي ينادوك كيف مثلاً ،، ينادوك بي "رئيسة" نادي الموردة ،، ولا "رئيس" نادي الموردة زي ما جرت العادة الذكورية في الجتمع؟
= دا شئ نحوي وما فارق،، الفارق انك تقدم شنو وتعمل شنو وتمشي النادي كيف دا مربط الفرس، حتي لو ما كنت رئيسة.
+ حنان خالد بتمشي بي يا تو إحاسيس لناديها كإدارية ،، بالفكرة أم بالعاطفة؟.
= ما عارفة ،، لكين يخيل لي إنو المرأة السودانية هي ضمن نساء العالم الما بتمشي مع عاطفة زوجها في علاقاتها الاجتماعية ،، إنما بي الراس والفكر وما تعتقد ،، واعتقد دا إيجابي ولمصلحة ذاتها وكيانها، في النهاية أنا بمشيني راسي البقود لموضوعية الكون.
+ يبقي أنتي بتختلفي من والدتك لانها كانت بتعتمد علي العاطفة في تربيتكم خلافاً للفكر؟
= فعلاً إنت جاي ومزاكرني كويس يا حسن! ،، لكن أنا بتكلم عن الادارة كإدارة بس هسع أنا مع أولادي ما بستحمل فيهم، زي الكلبة السعرانة حتي ولدي بقول لي يا ماما كل أم بتخاف علي أولادا، لكن انت غير، أنا فعلاً ما بستحمل عديل حتى لو الواحد عيان، العاطفة دي براها ما زي الادارة، أنا بتكلم عن إنو الادارة لازم يمشيها عقلك ماعاطفتك.
+ بس قلتي إنو السنوات الاولي هي البتكون شخصية الانسان، بالنسبة ليك كحنان شنو اللي إتلقيتيهو وكان ليهو الأثر المباشر الظهر في حنان خلال الـ سنوات الأولي؟.
= إتعلمت إنو أهم حاجة في الدنيا دي الروحانيات والتوحيد بي ربنا، في فرق بين إنك تكون مؤمن وإنك تكون مسلم، والدين ما عبارات وقرأن، أبداً ،، ده لازم يترجم في سلوكك واخلاقك ومعاملاتك، عكس ما هو شايفينو حسع!، يعني أنا بعرف إني إتعلمت من البيت إنك تكون عندك أخلاق وتحب الناس وتساعد الناس، ونحنا قمنا لقينا أبوي كدة، أمي دي مثلاً كان عندنا جيران ماعندهم زول صغير، كانت بتمشي بالحيطة تقش وترش وتطبخ ليهم، برضو ]بوي أي واحدة زوجها رحل، كان يهتم إنو يبحث شغل لي أولادا، يلحقهم بالمدارس، يعني إتعلمنا من دا كلو، .وانك كيف تكون جوة المجتمع وانك تكون زول مفيد وتتعامل بي اخلاق مع الناس.
+ والأخلاق دي في المجتمع الرياضي كيف؟!.
= معليش وحدث بلا حرج، لكين زي ما أشرت، أي مجتمع فيهو الصالح وفيهو الطالح، كورتنا الأخيرة دي كانت في بري، حصلت مشكلة كبيرة وصلت لبلاغات ولو كنت متابع اتصل علينا زول من نادي بري قال نحن نفتح ليهم، لأنو مهددين بي ضغوطات، فلعيبة النادي وأنا رفضنا بالطبع من موقف أخلاقي، وكانت تداعيات الموضوع ده مؤسفة، بس في النهاية يبقى ما ينفع الناس!.
ــــــــــــــ
نشرت بصحيفة الميدان.
helgizuli@gmail.com