البشير الي تركيا من اجل الوساطة المستحيلة بين جماعة الاخوان والسعودية
لقد درج نظام الاقلية الاخوانية الحاكمة في الخرطوم علي الاستثمار في الازمات الدولية والاقليمية وطرح نفسه بين الحين والاخر داعية سلام علي سبيل المثال عندما اختار التضحية بجنوب السودان والاستجابة لكل متطلبات ادارة مجرم الحرب جورج بوش الذي كان يبحث عن دور لتبيض وجهة بعد شهور من انتهاك القوانين الدولية وغزو واحتلال وتدمير دولة العراق القومية.
وشارك نظام الخرطوم في مسرحية نيفاتشا مع المجموعات الانتهازية والانفصالية الجنوبية وجمهرة دراويش المعارضة السودانية وكان ما كان بعد العودة الي الخرطوم ومشاركة النظام في مؤسساته الكرتونية وبرلمانه الزائف حتي لحظة النكبة القومية واعلان ما يعرف باستقلال جنوب السودان.
تم لنظام الخرطوم ما اراد وكسب مهلة جديدة وانفتحت امامه الكثير من الابواب الدولية المغلقة ثم انتقل الي تقديم خدماته الي كبار الغابة الدولية والمشاركة فيما تعرف بالحرب علي الارهاب التي تدار بالقطعة وبطريقة ساذجة في ظل تهرب نفس الكبار من العودة الي جذور القضية التي تسببت في ظهور الاجيال الجديدة من منظمات الارهاب المسعورة الي جانب امتداد المحرقة العراقية في سوريا واليمن والمواجهات الطائفية في زمن المقابر الجماعية ثم يحدثونك عن مشاركة نظام الخرطوم في الحرب المزعومة علي الارهاب في ظل العطايا والوعود الامريكية المذلة والمهينة لنظام الخرطوم الذي يحتفل اتباعه ويرقصون في الطرقات لمجرد قرار امريكي جزئي في ظل رفض التعامل مع رئيس النظام حتي علي المستوي البروتكولي ورفض مشاركته في المناسبات العامة.
ثم كانت مبادرة نظام الخرطوم في التقارب مع السعودية ودول الخليج وارسال الجنود السودانيين للحرب في هضاب وجبال اليمن وحرب الاستنزاف المدمرة التي افرغت خزائن الدول المشاركة فيها وانتجت ماساة انسانية كبري بينما اباطرة الحرب الخمينيين سعداء بالدمار من قصورهم في طهران وبغداد الاسيرة.
وكان يمكن توفير تلك التكلفة العالية بقطع العلاقات مع المجموعات الحوثية ومنع تمدد النفوذ الايراني وفرض حظر دولي علي دخول قادته العسكريين وزعماء مليشياته الي دول المنطقة وتفكيك قواعدة داخل العراق بقرارات دولية.
البشير بزيارته المرتقبة غدا الي تركيا يريد الاستثمار في الازمة الشائكة والمعقدة المترتبة علي اغتيال الصحفي السعودي جمال الخاشقي في مهمة لخلق نوع من التقارب بين تركيا والسعودية وتربط الرئيس السوداني علاقة قوية بالاثنين تركيا التي تحولت مع امارة قطر الي قلعة اخوانية حصينة وحاضن وممول لكل منظمات وحركات الاخوان المسلمين والسعودية التي يشاركها البشير الحرب دون تفويض من الامة السودانية في حرب الاستنزاف المدمرة.
السعودية لم ولن تمانع في وساطة البشير العارف والخبير بخفايا الجماعات الاخوانية وذلك بعد ان اتجهت علي غير العادة الي الغزل الصريح والتودد الي تركيا لعلمها بخطورة الملفات التي في يدها عن مقتل الخاشقجي والتي يتم تداولها بين كبار المحللين في التنظيم الدولي للاخوان المسلمين المتربص بالسعودية ودول الخليج ويهمه جدا استغلال هذه القضية التي في طريقها الي التدويل لفتح ثغرة في جدار الامن القومي للدول المعنية بعد عزلها وادانتها دوليا ولن تنجح اي عملية للتقارب بين الخصوم علي حساب الضحية الذي اصبح بين يدي رب عادل ورحمن رحيم والقضية في مجملها اكبر من جبر الخواطر وعبارات المجاملة التقليدية في عالم يراقب ما يجري باعين مفتوحة.
عد ادراجك سعادة الرئيس الي الخرطوم لديك الكثير من الاولويات والقضايا الشائكة والبالغة الخطورة والتعقيد.
//////////////