بيان الخارجية الامريكية ينسف اتهام وكالة المخابرات لمحمد بن سلمان

 


 

محمد فضل علي
18 November, 2018

 

 

وكالة المخابرات الامريكية امبراطورية التجسس والمعلوماتية العريقة انشئت في العام 1947 في ذروة الحرب العالمية الثانية والمواجهة مع النازية وانتقلت من تلك المرحلة مباشرة الي الحرب الباردة والمواجهة الخفية مع الشيوعية الدولية في حرب علي مسرح بطول وعرض العالم وصراع النفوذ والسيطرة والانقلابات العسكرية الدامية والاغتيالات والتصفيات الجسدية المتبادلة بين المخابرات الامريكية ال سي اي اية والسوفيتية الكي جي بي.

بلغ صراع الامبراطوريات المخابراتية المشار اليه ذروته اواخر السبعينات عندما استخدمت الولايات المتحدة كل الاسلحة المشروعة والغير مشروعة لايقاف تمدد المارد الشيوعي الي درجة الاستعانة بالجماعات الاسلامية من كل بلاد العالم الاسلامي الافتراضي في الحرب علي الشيوعيين تحت غطاء دعائي ومزاعم الحرب بين الكفر والايمان والترويج للخرافات عن الثعابين التي تهاجم الدبابات في افغانستان واشياء من هذا القبيل والامر لم يكن يحتاج وقد تسبب الغزو الروسي لافغانستان في اضعاف الاتحاد السوفيتي وانهياره لاحقا وغرق العالم تدريجيا في الفوضي وانتشار العنف والجرائم المنظمة والارهاب ولم تستريح الولايات المتحدة ولادول وشعوب العالم خاصة حكومات المغفلين النافعيين في العالم العربي التي خاضت الحرب ضد الشيوعية الدولية بالوكالة عن الامريكان.

وصلت شيخوخة وفشل مؤسسات الدولة الامريكية بما فيها المخابرات ذات السمعة الاسطورية ذروتها بعد قرار غزو واحتلال وتدمير المتبقي من دولة العراق المدنية التي تحولت اليوم الي قاعدة ايرانية عقائدية مسلحة ومجانية تم تشيدها من اموال دافعي الضريبة الامريكية ودماء بعض الجنود الامريكيين ومن موارد العراقيين التي خضعت بعد خروجهم لسيطرة المرابيين من تجار الدين الخمينيين الذين انفقوها بسخاء في صنع المقابر الجماعية داخل وخارج العراق وسوريا واليمن ودعم واستخدام جماعة الاخوان المتاسلمين لزعزعة الاستقرار وتدبير المؤمرات ضد الانظمة الوطنية.
اصبحت المخابرات الامريكية بعيدة عن الاضواء والمسرح وانحسر دورها وتراجع الي القيام بمهمات روتينية الي ان عادت بالامس الي مسرح الاحداث والعلاقات الاقليمية و الدولية من مدخل قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال الخاشقجي الذي اصبح ضحية لازمة اخلاقية واضحة لالبس ولاغموض فيها لاكثر من طرف ودولة وافراد وجماعات لاتسعي للحقيقة مجردة عما حدث للرجل الضحية وانما تسعي للاستثمار في القضية لتمرير اجندة معينة والانتصار في حروبهم ضد بعضهم البعض.
بعد ساعات قليلة من صدور اتهام وكالة المخابرات الامريكية لولي العهد السعود محمد بن سلمان بتدبير واصدار الامر اغتيال الصحفي السعودي الخاشقجي اعلنت الخارجية الامريكية في بيان رسمي اليوم السبت ان بلادهم لم تتوصل بعد الي نتيجة نهائية تحدد المسؤول عن مقتل الصحفي السعودي ووصفت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الامريكية التقارير التي تحدثت عن توصل الولايات المتحدة الي نتيجة نهائية في هذا الصدد بعدم الصحة مما ينسف الاتهام المنسوب للمخابرات الامريكية في هذا الصدد علي الرغم من الاشارة لثقة الرئيس الامريكي في جهاز المخابرات .
وهكذا ستبقي هذه القضية مسلسل بلانهاية ويتضج تماما ان قضية المساس بولي العهد السعودي السيد محمد بن سلمان قد اصبحت بالنسبة له ومن يحكمون المملكة العربية السعودية ولاطراف اخري مرتبطة بهم قضية موت او حياة وصراع علي البقاء والمصير.

 

آراء