د.الباقرالعفيف :عفا الله عنك وعافاك!!
سلام يا .. وطن
*يوم السابع عشر من ديسمبر 2018 كان آخر يوم في آلام الدكتور الباقر العفيف مختار مع العلاج الكيماوي الذي كان يتلقاه تمهيداً لإجراء العملية الكبرى التى أجريت له لإستئصال الورم السرطاني اللعين والذى إعتبره الباقر المعركة المقدسة التى كتبها له القدر وكان عليه مواجهتها فواجه الأمر بصبر الأقوياء وثبات الأنقياء وجسارة الأتقياء ، وهو الباقر العفيف الفارس الذي لا يعرف التراجع ولايطاله الإنكسار ، فعندما استهدفه النظام و هو مديراً لمركز الخاتم عدلان للإستنارة وتم إغلاق المركز ومصادرة أصوله لم يستسلم انما مضى في متابعة قضيته بالقضاء والوقفات الاحتجاجية ونفس الاصابع التى تعمل في الظلام وتئد الإستنارة قد قامت بفعلتها المنكرة بسحب ملف القضية ، وظل باقر كلما كسروا له قناةً يجدونه أنبت عدة قنوات ، كيف لا؟ وهو داعية حقوق الانسان ، وكبير المستشارين في معهد السلام الامريكي ، وأحد مؤسسي حركة حق ،وواحد من تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه ، وقد ظل طيلة الاربعين عاماً الماضية همه الأهم هو الاسلام والانسان والسودان ، وفي كل مراحل تطوره الفكري والسياسي هو باقر اخو الاخوان وحمّال التقيلة وأبو أمل ومحمود ..عفا الله عنك وعافاك أخي باقر .
*واليوم يدخل باقر اليوم الثاني بعد إستئصال الورم الخبيث ويتلقى تهاني صحبه الكثر الذين أوجعهم وجعه ، وعارفي فضله وقيمه وقيمته على إمتداد عالمنا الرحيب ، فأكتشفنا عند التنادي أن د.باقر ليس ملكاً لزوجته الاستاذة حنان علي قسيمته مسالك الحياة المختلفة ولاملك أبنائه أمل ومحمود ولا هو ملكاً لأشقائه عادل وخلف الله وحيدر وعفاف ونجاة وهاجر ولاهو ملك أصهاره ولدى الدقة أخوانه د. ربيع الجاك ود. أمير ادريس ، بل ولاهو ملك الجمهوريين ، فالجميع قد إكتشف أن الباقر العفيف رجل تملكه الإنسانية كلها والتى عاش لأجلها وهي فكرة تسكنه ، وهو يعلم إن الله إصطفاه وطهره بهذا الإمتحان العسير و يوقن إن الله إذا أحبّ عبداً إبتلاه ، فكان هذا الإبتلاء الذى أظهر مدى حاجتنا لباقر القيمة والمعنى والإنسان.
*وأذكر أنه إبّان هبة سبتمبر كنا في حشد ميدان الرابطة بُعيد إستشهاد هزاع وكان الباقر بين الجموع من الشباب ولما كنا نطالبه بالإبتعاد عن هذا الموقع كان يقول إما أن نتقدم الصفوف ونوصل رسالتنا أو نموت بشرف فهاهم الشباب الصغار يحصدهم الرصاص فمالذي يجعلني أتركهم للرصاص وأذهب أنا ؟! يااخوانا عيب والله !! هذا هو باقر العفيف الرجل الإستثنائي .. إسألوا له الله أن يتمم عليه نعمة العافية ..شفاك الله وعفا عنك وعافاك أخي د.الباقر العفيف .. وسلام يااااااااوطن..
سلام يا
عندما نرى الواقع الملئ بالقهر والاستبداد الذي تمارسه الحكومة ، وصورة ذلك الذي يحمل سلاحه ويهدد الشباب بالموت حين خروجهم للاحتجاج ، وتغض السلطات الطرف عنه ، نتذكر حالة نمل القنطور الذي عندما يدنو اجله للموت ينتفخ وينمو له ريش كاذب وبعدها مباشرة يموت .. وسلام يا..
الجريدة الأربعاء 19/12/2018