كلام الناس
*الواقع المأزوم في السودان لايحتمل التصريحات العنترية التي عاد رموز الحرس القديم في حكم الإنقاذ يرددونها مثل تصريحات القيادي بحزب المؤتمر الوطني علي عثمان محمد طه أمام مؤتمر الأساس بالجريف غرب.
*قال علي عثمان محمد طه أمام هذا المؤتمر : أقول الدايرين يهزو شجرة الإنقاذ والمؤتمر الوطني إنتو ماعارفين حجمها ووزنها وإنجازها، قدرشنو ثقيلة وثابتة وقوية !!.
*يعلم على عثمان أكثر من غيرة من أهل الإنقاذ الجدد أن حزب المؤتمر الوطني في أضعف حالاته، ليس فقط لأن ربانه الشيخ الدكتور حسن الترابي - عليه رحمة الله - خرج عليه وأسس حزباً معارضاً، وتبعه اخرون في الخروج وأسسوا أحزاباً ومنابر وحركات تتبرأ منه ومن فعاله، إنما لأنه بالفعل فقد البوصلة.
• *حتى الحركة الإسلامية السياسية التي دبرت إنقلابهم في الثلاثين من يونيو 1989م لم تعد ذات الحركة بعد المفاصلة التي قصمت ظهرها، وتحولت من حركة قائدة إلى حركة تابعة خاضعة بلا حول ولا قول.
• *كل هذا لم يعد يشغل بال الشعب السوداني الذي ذاق الأمرين من تجربتهم في الحكم وفشلهم السياسي والتنفيذي والخدمي مع تنامي المعضلات السياسية والإقتصادية والأمنية.
• *تجئ ذكرى إستقلال السودان هذا العام وسط تداعيات ردود فعل حكومة "لحم الرأس " تجاه المواطنين الأبرياء الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم للسياسات التي سببت لهم كل صنوف المعاناة والضائقة المعيشية.
• *هذه الحكومة بكل تشكيلاتها الديكورية - بمن فيهم وزراء الحزب الإتحادي الديمقراطي وخوارج حزب الأمة - بعيدة كل البعد عن هموم الوطن والمواطنين، وتركت زمام الأمر للأجهزة الأمنية والقوات غير النظامية كي تحميهم من الشعب.
• *الشعب السوداني لاينتظر عوناً يأتيه من الخارج لأن المعضلة ليست في موارد السودان وطاقاته البشرية والمادية الظاهرة والباطنة، إنما في السياسات العاجزة عن حسن إستغلالها بل إهدارها ونهبها.
• *يتطلع شعب السودان إلى حل سوداني مختلف عبر حكومة طوارئ قومية متفق عليها من أحزابه ومنظماته المجتمعية بعيداً عن المخاصصات الجهوية والقبلية .. تعالج الاثار المدمرة للسياسات الفاشلة خاصة السياسات الإقتصادية.
• *الحل السوداني المنشود لايحتاج لكل هذه الأحزاب الهلامية التي صنعتها "الإنقاذ" ولا الحركات المسلحة الجهوية مع كل التقدير والتفهم لأسباب قيامها في ظل تراكمات ظلم حكم المركز، إنما يحتاج لحكومة تكنوقراط لفترة إنتقالية محددة تنفذ البرنامج الإسعافي السياسي والإقتصادي والأمني وتفتح صفحة جديدة مع أهل السودان ومع العالم، وتهئ المناخ الصحي للإنتقال السلمي من حكم الحزب المهيمن إلى رحاب الحكم الديمقراطي الراشد والحياة الحرة الكريمة للمواطنين بعيداً عن التسلط والقهر والظلم وإدعاء الكلمة الفصل.
////////////////////////////