إنه يدعو لأندلس إن حوصرت حلب!.
* أصدر سيادة رئيس الجمهورية خلال خطابه بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد قراراً جمهورياً بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد مؤخراً.
* نود قبل التعليق على قرار سيادته تناول بعض الموضوعات المتعلقة بالأحداث نفسها والتي شهدتها البلاد أولاً، ثم نعرج على قرار سيادة رئيس الجمهورية حول تقصي الحقائق.
* ظل أصحاب الشأن في أروقة الحزب الحاكم ومسؤولي النظام يطلقون تصريحات تحمل الشئ ونقيضه، حيث صرحوا وظلوا يكررون بأن " حق التعبير مكفول ولكن التغيير يتم عن طريق صندوق الانتخابات". مما يشير إلى نفي التمتع بحق التعبير الذي يتحدثون عنه، أي بصريح العبارات والتصريحات ألا مجال للجماهير برفع عقيرتها المطالبة برحيل النظام ومن يريد التغيير فأمامه صندوق الانتخابات.
* وعندما تأتي جلً تصريحاتهم، التي تشير إلى "ضرورة" إتجاه كل من ينشد التغيير إلى صناديق الانتخابات، فإن الدعوة نفسها محيرة. فالمؤتمر الوطني هنا يراهن على اكتساحه الانتخابات، ولكن ومع واقع الحال الذي أظهر وضع هذا الحزب خلال الأحداث الأخيرة، فإن سؤالاً يبرز حول جماهيره ،، وهي التي ظل يتباهى بها أنها قد فاقت نسبة الـ 10 مليون عضو، فإين هم في الشوارع؟، خاصة إن أشرنا إلى أن سيادة المشير رئيس الجمهورية إضطر للذهاب إلى قرية "ود الحداد" في أطراف الجزيرة لكي يرد على "المنتفضين في أوساط مناطق الوعي كالعاصمة وكبريات مدن البلاد الأخرى!. أين جماهير الحزب الحاكم التي ستحسم نتيجة إنتخاباتهم التي يدعون إليها يا ترى؟!.
* وليس آخراً كيف ببلد كالسودان ينزلق أهله في أتون الفوضى لمجرد رغبة أهله في إسقاط نظام البشير والمؤتمر الوطني؟ اللهم إلا إن كان هذا الحزب يدبر أمراً يبعد به شبح إبعاده عن كراسي الحكم!، وليس آخراً فعندما يتحدثون عن ما وصفوه بمنزلق أن يصير السودانيون كلاجئين في دول الجوار والدول الأخرى، فالسؤال الذي يبرز أوليسوا هم كذلك الآن؟.
* وأما آخر نقاطنا فهي أن الجماهير لها مطلب واحد وواضح ومختصر دون لجلجة أو التفاف،، " إرحل" و "الرحيل الفوري"، مما يعني أن آخر العلاج هو الكي، إذن ففيم الدعوة لتكوين لجان لتقصي الحقائق ،، أي حقائق وحول ماذا؟ ،، حتى تأتي على شاكلة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي يقول " يدعو لأندلس ،، إن حوصرت حلب"!.
ـــــــــــ
نشرت بالميدان.
hassanelgizuli@yahoo.com