السودان ليس ضيعة امريكية وقوش لن يحل محل البشير
من المفترض في كل من يتعامل مع الرأي العام ان يتوخي في نفسه الدقة والامانة وان لايجنح الي الترف الاعلامي ويحتقر عقول العالمين ويدعي القدرة علي النفاذ الي كواليس اجهزة المخابرات الامريكية والهندية والبرازيلية والاطلاع علي مايجري داخلها من خطط ونوايا لرسم السياسات واعادة صياغة العالم وفق ماتهوي وتريد.
علي سبيل الحصر لا المثال مثل الخبر او التحليل المنشور علي صحيفة الراكوبة السودانية الاليكترونية الواسعة الانتشار منسوبا الي ما يعرف بموقع " افريكا انتليجنس " عن النوايا الامريكية لتنصيب مدير جهاز الامن والمخابرات السوداني صلاح عبد الله الملقب بقوش رئيسا للبلاد ليحل محل الرئيس السوداني الحالي عمر البشير بينما طوب الارض يعلم ان مايجري في السودان اليوم من احداث وتحولات وثورة شعبية ليس من اولويات المخابرات الامريكية او حتي البيت الابيض الامريكي والادارة الامريكية الراهنة الغارقة بدورها في قضايا بالغة التعقيد ومشكلات داخلية بين الرئيس الامريكي ونفس اجهزة المخابرات التي يتحدثون عنها ويزعمون اعدادها البديل لعمر البشير واشياء من هذا القبيل اضافة الي تراكمات الازمات والواقع الدولي المترهل والطريقة المتخلفة التي يديرون بها تلك الازمات من قضايا الارهاب والمواجهة مع النظام الايراني الذي ساهم نفس العباقرة الامريكان في تمكينة في اجزاء واسعة من اقليم الشرق الاوسط بحروبهم الرعناء وغيرها من المشكلات.
المخابرات الامريكية التي يصورونها للاخرين ككائن اسطوري وخرافي هي في الواقع لاتملك قدرة سحرية لايجاد الحلول لامريكا نفسها او للاخرين وهي التي غرقت في شبر مية كما يقول المثل ولم تستطيع ان تمنع الولايات المتحدة من تسيير اكبر حملة عسكرية في تاريخ العالم المعاصر وتزج بها في حرب رعناء بناء علي معلومات مفبركة استخدمت فيها ادلة استخدمت فيها الحيل الاليكترونية وتقنيات الفوتوشوب المتقدمة عن اسلحة الدمار الشامل العراقية وعلاقة الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين المزعومة بمنظمة القاعدة مما ترتب عليه حرب عالمية صامتة غير معلنة ولكنها مستمرة في نتائجها الكارثية حروب دينية وطائفية ونزيف للموارد وانهيار للاقتصاديات وجوع وفقر ومقابر جماعية .
السودان اليوم يعاني من مشكلات مزمنة وتراكمات ثلاثين عام من الفشل والوهم وعدم الواقعية انتهت بالناس الي دولة شبه منهارة تحيط بها المخاطر من كل الانحاء واذا ترك الامر للاخرين فحتما ستنهار البقية الباقية من الدولة السودانية في بلد يحتاج كل ركن فيه للمراجعة والمعالجة واهل مكة ادري بشعابها كما يقولون.
علي من يهمهة الامر ان يعلم ان السودان القادم لايجب ان يكون ضيعة لاحد من خارج الحدود وان لا يسمح لاحد بالتدخل في امور البلاد السيادية وتعيين زيد مكان عبيد وان لا يسمح الناس ما استطاعوا الي ذلك سبيلا ان يحل قوش او اي احد من الناس مكان البشير وغير البشير وعدم السماح لاحد من دول العرب والعجم ان ينصب نفسه وصيا علي البلاد.
وعلي هولاء المنبهرين بمخابرات امريكا من اصحاب بعض " البقالات الاعلامية " ان يوفروا وقتهم وان يكفوا عن الترويج لمثل هذه الخيالات وان يحترموا عقول الاخرين.