دولة التطبيع والتنظيم العالمي للإخوان تحاول اختراق الثورة السودانية
مازالت رائحة مصافحات وعناقات المطبعين مع رئيس الكيان الصهيوني في مؤتمر وارسو حتى قامت دولة التطبيع ومقر التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الاوسط وصديقة ايران في الخليج العربي والتي تستضيف هذه الايام بطولة تنيس للسيدت لا تشارك فيها سيدة قطرية واحدة، بالإعلان عن ما أسمته قطر ملتقى عن تحديات الانتقال الديمقراطي السلمي في السودان! وبعد شهرين من انطلاق ثورة سلمية هزت أركان النظام الاخواني في السودان ووصلت الثورة مرحلة لا تحتاج فيها لنصائح قطرية ولا للسناريوهات والمبادرات .ولكنها محاولة خبيثة لتحقيق هدفين :
الأول : تشويش مواقف الثوار وبذر الشقاق والفتنة
الثاني : إلحاق الاسلامويين السابقين أو المتمردين بركب الثورة كما يظهر في أسماء المدعوين منهم .
وينظم الملتقى المركز العربي للدراسات والسياسات والذي يديره د/ عزمي بشارة والذي أعرفه مناضلأ شرسأ حتى دخل الكنسيت وكاتبا ثاقب الفكر صاحب كتاب ” المجتمع المدني” وذلك قبل أن يجرفه سيل البترودولار ويلقي به في داخل عباءات الشيوخ والأمراء .
وبشارة لم ينظم ندوة للتضامن مع احتجاجات العودة الاسبوعية رغم أنه فلسطيني لأن دولة التطبيع لن تسمح له بذلك!
ولذلك يفرض وصايته على المستضعفين السودانيين لانه يعلم انهم مجاملون ومؤدبون . وهو لايستطيع اقتراح مثل هذا الملتقى
علي السوريين او العراقيين او اليمنيين . لذلك استطاع حسب قائمة المشاركين أن يجمع يساريين مع إسلامويين سابقين لم يقدموا نقدا ذاتيا لتأييدهم وحماسهم غير المحدود للانقلاب بداية التسعينيات . وحتى الآن لم يصدروا إدانة واضحة للتعذيب في بيوت الاشباح ولا لفصل الجنوب ولا لتفشي الفساد ولا الانحلال السياسي .
أورد فيما يلي مواقف بعض المشاركين من الانقلاب :
كتب التيجاني عبدالقادر مقالأ عن تجربة الانتقال للحكم الاسلامي ” بعد إدانة النظام الديمقراطي الغربي والمجتمع السوداني . يكتب ” كيف تستطيع طليعة إسلامية ما أن تدير دولة حديثة . كيف يتم الانتقال من الواقع الراهن الذي ارتبطت به مصالح فئات كثيرة وألفه الجميع الى وضع آخر لم تر صورته من قبل؟ وعليه فإن رجل الدولة المسلم المعاصر سيجد نفسه في مواجهة واقع معقد، ومصالح متقاربة وعلاقات شائكة! ولا عليك أإلا أن تلج باب الاجتهاد الواسع فإذا أصاب في اجتهاده فتح بابا رأسيا للنهضة الاسلامية العالمية وإذا أخطا وفرمادة جديدة للمسلمين تعينهم على استدراك أخطائهم واستئناف مشروعهم النهضوي .
أمام هذه االضغوط الداخلية والخارجية لم يكن أمام ثورة الإنقاذ إلا أن تحتمي بالعمق الشعبي متجاوزة الأعراف الاستعماريه والاطر النظامية والتقلدية التي كانت تمرعبرها السلطة والثروة. لكي تنجح منهجية التجاوز الشعبي هذه علينا أن نذكر النماذج الآتية من المساقات التي سارت عليها ثورة الإنقاذ :
(1) الدفاع الشعبي
(2) الدبلماسية الشعبية
(3) الغذاء الشعبي
(4) التعليم الشعبي المستمر
(5) نظام المؤتمرات الشعبيه
” المرجع: المشروع الاسلامي السوداني ، قراءات في الفكر والممارسه ، الخرطوم معهد البحوث والدراسات الاجتماعية1995م ص 41حتي 67،.
مشارك آخر هو محمد محجوب هارون وكتب في نفس الكتاب ” استقبل السودان عشية الثلاثين من حزيران (يونيو) 1989م حقبة جديدة في تاريخه السياسي المعاصر .
اعتبره عديد من المراقبين مختلفا عن الانقلابات السابقة .
إلا أن الثابت الآن أنه يحظى بقبول جيد في الشارع السوداني …. ومن بعد ثلاث سنوات من عمر النظام فإن من الثابت الان انه يتبني توجها إسلاميا واضحا يمكن وصفه بانه مشروع إسلامي سوداني في حالة التكوين (ص 74) .
ويضيف ” هذا النظام كما يقول منظرون يحقق” المثال (الحرية ) ويستلهم الواقع ( البيئة السياسية )
أما عبدالوهاب الافندي فكان الملحق الاعلامي للنظام بلندن في سنوات بيوت الأشباح ورافق الترابي في لقاءاته الإعلامية التي أنكر فيها التعذيب وانتهاك حقوق الانسان حتى بعد أن رفع المحامي عبد الباقي ساقه البديلة كدليل على التعذيب ولم يكن بامكانه ان يفعل غير ذلك وهو صاحب كتاب رسالة جامعية بعنوان ” ثورة الترابي”.
هؤلاء هم اللذين سيناقشون وبلا خجل او ندم ” تحديات الانتقال السلمي الديمقراطي في السودان ”
ولكن الهدف الحقيقي هو أن دولة التطبيع والهرولة والتنظيم العالمي للاخوان وخلايا الاسلامويين المتمردة تخشى سقوط ما تراه تجربة اسلامية للحكم في السودان . وتحاول إنقاذ الإنقاذ بمثل هذه الملتقيات التعيسة .
لا يوجد من يطالب بعزل الاسلامويين سياسيا في التجربة الديمقراطية القادمة لان العزل مخالف للمبدأ الديمقراطي الأصيل .
ففي المانيا بعد سقوط النازية تمت محاكمة النازيين في نورمبرج ولكن سمح لهم بتكوين حزبهم القومي وشاركوا في الانتخابات . لذلك نحن نرفض أن يشوش الاسلامويون المتمردون أو غيرهم على ثورة الشباب السودانية وان يحاولوا اللحاق بركبها واحتلال مواقع متقدمة .
ومن ناحية أخرى على الديمقراطيين السودانيين أن يتحلوا بقدر من الحصافة والكياسة وعدم المجاملة في معركتهم مع الاسلاميين وأزلام دويلة التطبيع، وان تكون مواقفهم صريحهة وقاطعة في صد أي محاولة للاختراق أو التشويش . وشق الصف الديمقراطي وإرباك شعارات الثورة باسقاط النظام وتصفية النظام بأكمله ومنذ السنوات الاولى .
ارفعوا اياديكم عن ثورة الشباب وأبعدوا عن السودان مالكم المفسد والمخرب ، وكفى شراء أخصب الاراضي السودانية بأسعار بخسة .