السودان لايتعرض الي عدوان اجنبي والصمت اكرم من قرار الجامعة العربية

 


 

 

 

الصمت كان اجدي من القرار الذي اصدره مايعرف بمجلس الجامعة العربية امس الاول حول تطورات الوضع السياسي الراهن في السودان والخلط المشين للاوراق والاعلان عن رفض ما وصفته الجامعة العربية برفض التدخل في شؤون السودان الداخلية وضرورة الحفاظ علي سيادة واستقلال القرار السوداني هكذا جاء نص القرار في غير مكانة وزمانه .

وهكذا تحدث مجلس هذه المؤسسة الاقليمية الكسيحة وقلب الحقائق بتصويرة الامر وكأن السودان يتعرض الي عدوان اجنبي واذا كانت مواثيق الجامعة تحرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء سيكون الصمت اجدي في مثل هذه الحالة والاكتفاء بمراقبة الموقف بدلا عن هذا التزوير الفاضح والجرأة النادرة.
السودان الراهن يعاني من ازمة سياسية داخلية علي خلفية ثورة شعبية لاغلبية السودانيين والعالم كله شاهد ويتابع .
علي العموم هذا الموقف ليس بالغريب علي جامعة الدول العربية العربية التي تعتبر مجرد مباني وكيان بروتكولي بلاروح و عديم الجدوي ولا اثر له علي اي مستوي علي امن وسلام الدول وانسانية وكرامة الانسان العربي.

لقد قامت من قبل دولة اجنبية بتجييش اكبر حملة حربية في تاريخ العالم المعاصر وقامت باحتلال بلد عربي عضو في الجامعة المذكورة وشنق رئيس تلك الدولة في مشهد خفف من وقعه الاليم بسالة الرئيس العراقي الشهيد وشجاعته وايمانه المنقطع النظير الذي كان موته في حد ذاته رسالة الي العالم كله بينما لم يصدر من الجامعة المعنية اي رد فعل علي ماحدث غير انها منحت بكل الحاتمية معقد العراق الي السلطة الطائفية التي نصبها الاحتلال الاجنبي حاكما علي بلاد الرافدين في غياب المواثيق التي تحرم عضوية اي نظام غير شرعي نصبه محتل اجنبي علي حكم بلاده بدلا عن منحة شرعية لايستحقها الي جانب المتابعة والتعامل الروتيني مع النتائج المترتبة علي غزو واحتلال العراق والحرائق الكبري والحروب الدينية والطائفية والابادة الجماعية للشعب العراقي وشعوب سوريا واليمن.
سيكون من المبكر الحديث عن سياسة السودان الخارجية في ظل الظروف التي يشهدها السودان اليوم ولكن من المؤكد انها ستتجاوز حالة التبعية والخنوع والتقاقز المذل من هنا الي هناك من بلد مثل السودان له تاريخ وارث عريق في الاسهام الايجابي في العلاقات الاقليمية والدولية ومن المؤكد ايضا ان الحال لن يكون علي ما كان عليه فقد اعطي السودان بغير حدود وظل شعبه يدعم القضايا العربية بكل التجرد والايجابية قبل زمن الانقاذ الذي جلب للناس المهانة عبر التودد وتقديم التنازلات ورهن القرار السوداني وخطاب تملقي ركيك وركوب الموجات الفاشلة واخرها التورط في حرب الاستنزاف الدامية في اليمن الشقيق وارسال قوات سودانية الي هناك دون تفويض من الشعب والامة ومع الاقرار بحقيقة التمدد الايراني وتحالف الخمينية والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين ولكن الحرب ليست هي الوسيلة المناسبة لمعالجة هذه القضية التي لها اسباب وجذور معروفة تستوجب ادارة مختلفة للامور.
المشاركة في الجامعة العربية بطريقتها الراهنة امر غير مجدي ومن حق الناس المطالبة بتطويرها و اصلاحها او الانسحاب منها وتوفير الوقت والجهد .
//////////////////

 

آراء