حول الموقعة الحربية لميدان بري الدرايسة (2)!. شجب وغضب واستنكار وتهكم في مواقع التواصل .. عرض: حسن الجزولي
ضجت العديد من مواقع التواصل بالاستنكار والغضب والشجب الشديد لما حواه الفيديو الذي تم بثه من قبل جهاز الأمن الوطني حول احتلال قواته لميدان بري الدرايسة، لما ورد فيه من وقائع لا علاقة لها بالأمن والطمأنينة والسلام من قبل قوى نظامية من المفترض أن تكون أول راعي لهذه القيم في المجتمع، كونها وضعت نفسها كمنافس للجماهير وأفراد الشعب السوداني، وخلقت منهم "عدواً عسكرياً" بكل ما يحمل هذا الوصف من معاني سالبة لا تعمل من أجل انتزاع فتيل الاحتقان ومعالجة الأزمات بحكمة وتروي من المفترض توفرها في أي قوى أمنية نظامية، وحسن تعاملها مع قطاع واسع من جماهير ظلت في انتفاضتها الشعبية المشروعة ترفع وتؤكد على سلمية مشروعها الثوري المعارض للنظام والداعية لاسقاطه في سبيل إحلال مشروع سياسي آخر ظلت تنادي وتبشر به طيلة أكثر من 80 يوماً على شوارع البلاد!.
تستعرض هذه القراءة أهم المداخلات والكتابات التي تناولت محتوى الفيديو بالنقد والادانة والابانة في معاني الغلو والتطرف وردود الأفعال الصبيانية في الكثير من مساهمات أقلام موقع الفيس بووك. وهي إذ تستعرض نماذج من أهم وجهات النظر في هذا الشأن فإنها قصدت الاشارة لأسماء بعض المتداخلين وفضلت حجب أسماء العديدين منهم، وذلك لأسباب قدرتها القراءة. وإلى الجزء الثاني:ـ
يضيف الصحفي مرتضى الغالي يقول:ـ " ما حدث في ضاحية برّي لا يمكن أن يكون سلوك حكومة أو أمن وطني أو شرطة أو قوات نظامية مع مواطنين.. إنها هجمات تماثل هجمات المغول والانكشارية وعصابات المافيا والقراصنة والبرابرة والوحوش المنفلتة من (آل كبوني).. وأول مرة نسمع أن القوات الأمنية الرسمية في الدولة تدخل في (قافية تحدى وشتائم عصبوية) مع أبناء وبنات بلادها، وتتحدث عنهم باعتبار أنهم (ضبوب داخل جحور) مع إطلاق نشيج وصراخ في لغة ثأرية: أين هؤلاء الذين يظنون أنفسهم أسود؟ يعنى أن قوات الدولة تستفز مواطنين لم يكونوا حينها موجودين بالشارع وتدعوهم أن يخرجوا من بيوتهم حتى ينازلوهم ويدخلوا معهم في معركة..وهم قوات نظامية تحمل السلاح ولكنها تتحدي وتستعدي مواطنين عُزّل داخل مساكنهم...!! يحدث هذا في وقت يتحدث فيه مدير الأمن عن المحبة والتسامح والسلام والتصافي ويقول لقوات أمنه: حتى إذا اعتدوا عليكم كونوا (أحسن منهم) ولا تردوا عليهم وهو يقصد أبناء الشعب..هل يمكن أن يكون هذا حديث مسؤول عن الأمن تجاه أفراد الشعب؟ وهو يعلم في ذات الوقت ما تقوم به (فرق المحبة والتسامح) من قتل وترويع ودهس وفقء للعيون واستخدام للرصاص الحي واقتحام البيوت والاعتداء على النساء والأطفال والتنكيل بطلاب وطالبات الجامعة.. ماذا تبقى من الدولة بالله عليك..بعد القتل والدهس وطمس العيون لمواطنين مسالمين لم تبدر منهم قطرة عنف ولكن الدولة وضعتهم في خانة الأعداء!".
وشارك أبي عز الدين الاعلامي السابق برئاسة الجمهورية بخصوبث الفيديو بمداخلة قال فيها:ـ " النظامي الذي قام بتصوير هذا الفيديو في حي بري يوم أمس الخميس ٧ مارس، هو شخص أخرق ينبغي على الجهات المعنية البحث عنه وعمن عاونه، والقبض عليه ومحاكمته محاكمة عسكرية، وبقانون الطوارئ لو أمكن!، فالسكوت على مثل هذا هو الفساد. على منسوبي القوات النظامية أن يتعاملوا بحرفية ومهنية ودون عواطف تجاه زملائهم المتجاوزين لحدود العمل والأخلاق، فعندما يلاحظ أحدهم مثل هذا التصرف، ينبغي عليه إيقافه وتأديبه!، وينبغي ان يطال التحقيق، المسؤول عن هذه المجموعة التي توظف من لا أخلاق له دون محاسبته وتأديبه وطرده من الخدمة، وممن لا يعرف حدود مهمته في حفظ الأمن، لا في تعكير صفو الأمن. ثم بعث برسالة إلى صاحب الفيديو ولكل من هتف معه مؤيدا منتشيا قال فيها:ـ " وينبغي إبعاد أمثالك من الخدمة للصالح العام! ولتجلس عاطلا في الحي الذي تسكنه، وتنتظر رفاق الامس ليقوموا بغزو الحي الذي تسكنه. ولو دخلت بلادنا في حرب أهلية أو قتال مدن وشوارع يوما ما، فمثلك هو السبب في ذلك. ولن يكون بيتك بمنأى عن الحريق، فالنار لا تميز، اللهم الطف بهذه البلاد وبعبادك فيها".
وتناول ثلاثة متداخلين مصطلح الرباطة واختلاف معانيه من مصطلح الهمباتة في تناولهم لظاهرة الفيديو وهم يقارنون فعل أفراد الأمن بخصال الرباطة، حيث قال الأول:ـ " الفرق بين الرباطي والهمباتي مسالة مهمة والله .. ولم اخلط بينهما وانما تحدثت عن ارتباط فكرة الرباطة في الخيال الشعبي بالرجولة والشرف .. نشانا في حواري امدرمان وسردت على اسمعنا سير الرباطة واعلم تماما نظرة الناس للرباطي .. هي سلبية في مجملها ولكنها سيرة ليست خالية مما ذكرت واقرب لفتوه الحي كما صوره نجيب محفوظ" بينما رد عليه الثاني يقول:ـ " رباطي ما همباتي يا الحبيب، الهمبتة دي العندها دلالات نوعا ما جيدة، مرتبطة ب "الفراسة" وبسلوك الهمباتي زاتو، بيهمبت من الأغنياء رجالة وحمرة عين، وفي الغالب بيوزع قروش الهمبتة علي الناس الضعفاء ماديا، الرباطة بالعكس، حرامية وبيستهدفوا الضعفاء.
وأوضح ثالثهم يقول:ـ" الرباطة ما ارتبطت بأي مفاهيم شرف، بل بخسة السلوك والغدر والتصيد". فعاد الأول موضحاً وجهة نظره :ـ " اللغة عندها صيرورتها الدلالية .. ما يرتبط بالرباطة الان في المخيلة الشعبية هو ما ذكرته انا من اشارات نحو الشرف والرجولة بجانب النهب والسرقة، محاكمة هذه المآلات اللغوية الدلالية شيء ووجودها شيء آخر، اضرب مثال، لمن تقول لي زول ديل رباطة، ما هي الصورة التي تتشكل عندو؟!".
كما يجدر بنا تناول وجهة نظر أخرى تمثلها دوائر الانقاذ والمؤتمر الوطني وهي تبرر لفعل الفيديو مثار الانتقاد، حيث قال بدر الدين إسحاق احمد محمد " تربية الجنود في العسكرية بيقوم علي جرعات زائدة من قيم الرجولة والشجاعة .. اي مس لهذه القيم بيصبح مس لكرامتهم يجب رد الاعتبار له"!، فانبرى له عدد من المتداخلين مفندين وجهة نظره، حيث أوضح له الصحفي فائز السليك:ـ" وما هو مقياس الرجولة،؟ الاعتداء على المدنيين؟ استفزاز المتظاهرين لأنك تحمل سلاحا؟ الرجولة هي ما فعله الشباب حين اسعفوا الامنجية والفروسية هي مواقف النساء،والرجال في مواجهة قوة غاشمة، ليتك تقرا المداخلات على البوست لتكشف لك اين تقفون انتم" وعقب عليه محمد الحسن حمدنالله قائلاً:ـ " وهل يُفهم من الحديث أن ما حدث من الأجهزة الأمنية في بري مبرر بدعوي أن المواطنين إستفزوا الأجهزة الأمنية من قبل؟ طبعاً تبرير غير مقبول لأنه ببساطة لا يتسق وصحيح القانون الأجهزة الأمنية مهمتها تنفيذ القانون وليس الأخذ بالثأر" وقال الرقراق جماع " كأنما اراد اخونا بدر الدين إسحاق احمد محمد ان يجد عزر لما فعلة الجنود فى بري حيث عزا ذلك أن الناس استفزت الجنود بحكاية البنطلون وسخرية الناس منهم ورموهم فى رجولتهم بانهم فروا كالنساء، عذرا يا شيخ بدرالدين مهما فعل الناس تجاه الشرطة لايحل لهم التعامل برده الفعل، علي رجال الشرطة ضبط النفس وعدم الانزلاق إلى ردود الأفعال، مهما قيل فإن ما قام به رجال الشرطه فعل قبيح لدرجة لا تحتمل".
helgizuli@gmail.com