لدرء الفتنة بين السودانيين
*بعد أن فشل حزب المؤتمر الوطني الذراع السياسي للحركة الإسلامية المسيسة التي دبرت إنقلاب الثلاثين من يونيو1989م في تحقيق مبتغاه من حوار قاعة الصدجاقة بشقيه السياسي والمجتمعي، وفشله في تحقيق مخرجاته المختلف عليها .. عاد من جديد بعد أن زلزت المظاهرات الشعبية الأرض من تحت أقدامه لإحياء حوار إفتراضي مع الممانعين بلاجدوى.
*ليس هذا فحسب بل فشلت كل مساعيه المسمومة لبث الفرقة وسط الجموع الثائرة بكل السبل والوسائل التي إتخذها إبتداء من فبركة إتهامات لحركة مسلحة بأنها وراء عمليات التخريب التي صاحبت إنطلاق المظاهرات الشعبية في عطبره، وليس إنتهاء بمحاولة خلق خلافات مصنوعة بين تجمع المهنيين وتحالف قوى الحرية التغيير الذين أعلنوا في مؤتمر صحفي وقوفهم في صف واحد لتحقيق تطلعات المواطنين في التغيير وإسترداد الحرية والديمقراطية.
*إستمرت هذه المحاولات اليائسة لزعزغة الثقة في الأحزاب السياسية الديمقراطية خاصة تلك التي رفضت الحوار في ظل إستمرار القوانين المقيدة للحريات وفشل الحلول الجزئية والثنائية ونقض العهود وإستمرار النزاعات والحروب الأهلية في بعض مناطق السودان.
*لم يعد الشعب يثق في الوعود المكررة لتحقيق السلام أو معالجة الأزمة الإقتصادية أو تشغيل الشباب وغيرها من المشروعات التي لم تتنزل على أرض الواقع طوال الثلاثين عاماً من حكمهم، وجاءت دعوة رئيس المؤتمر الوطني المفوض أحمد هارون خلال مخاطبته لألف شاب للخروج إلى الشارع السبت المقبل 6أبريل كما جاء في صحف الخرطوم الأربعاء الماضي لمقابلة المحتجين .. وحثهم على المزيد من الإستعداد والجاهزية للتواصل مع أقرانهم في كل المواقع ومهما كانت وسائل تعبيرهم وتصوراتهم للمستقبل، خطوة غير مأمونة العواقب.
*أضاف هارون قائلاً : علمت من أمين شباب الوطني بالحزب بأن شباب الوطني وأحزاب الحوار يخططون لحملة نظافة وإصحاح بيئة في العاصمة وفي كل الولايات السبت المقبل"السادس من إبريل" وعو يعلم كما يعلم أهل الحكم عامة أن هناك إستعداد مسبق ومعلن عن مسيرة جماهيرية في ذكرى الإنتفاضة الشعبية في ذلك اليوم في العاصمة وفي ولايات السودان المختلفة ضمن الحراك الثوري الشعب الحالي !!.
*للأسف جاء هذا الحشد الشبابي المتعجل لشباب المؤتمر الوطني في هذا اليوم بالذات غير مناسب في ظل حالة الإستقطاب الماثلة في الشارع السوداني، ولا أحد يعلم طبيعة الشباب الذين تم الإجتماع بهم .. خاصة في ظل وجود كيانات ومليشيات مسلحة أعلن عن بعضها القيادي التأريخي لحزب المؤتمر الوطني على عثمان محمد طه في لقاء تلفزيوني بث على الهواء مباشرة.
*لذلك كان لابد من التنبيه - اليوم قبل الغد - لدرء الفتنة بين السودانيين في مواجهة أختير لها يوم السبت المقبل بين موالين للحكم وبين معارضين له إستمرت مظاهراتهم السلمية لأكثر من ثلاثة أشهر مطالبين بالتغيير والحرية والديمقراطية والحكم الراشد بعيداً عن التسلط والقهر والإستغلال المسئ للدين للتمكين السياسي لسلطة فشلت حتى في تحقيق مشروعها"الحضاري".