الثورة السودانية في الغرفة الاعلامية للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين
درجت قناة الجزيرة الاخوانية وبقية الاذرع الاعلامية الاخري للجماعة الاخوانية المكلومة علي توظيف كل شاردة ووارادة في وقائع ويوميات الثورة السودانية المتواصلة حتي هذه اللحظة لخدمة مشروعها الدعائي بمحاولة تسميم العلاقات السودانية مع مصر والامارات والسعودية الي درجة الاحتفاء ببعض ردود الافعال الغاضبة والمشروعة من تعامل الدول المذكورة مع مجريات الامور والعلاقات مع السودان اثناء وبعد سقوط نظام الرئيس الهارب عمر حسن احمد البشير وتحويلها الي عناوين تحريضية مثيرة لتعميق الفجوة النفسية بين الشارع السوداني ومحيطه العربي والدول المشار اليها .
الجماعة الاخوانية وتنظيمها الدولي المكلوم تركز اعلاميا علي ذيادة التوتر في العلاقة بين السودان والدول المعنية وهي لاتفعل ذلك من فراغ وانما في محاولة لتعويض الخسائر الكبري بعد ان تساقط مشروعها في الهيمنة والانتشار مثل اوراق الخريف ليس عن طريق الانقلابات العسكرية كما تزعم الجماعة الاخوانية وهي تلعب دور الضحية وانما عن طريق الشعوب والاغلبيات المسلمة في المنطقة العربية واخرها الدرس السوداني والثورة الشعبية التي جعلت من الخرطوم مقبرة ابدية للمشروع الاخواني وقد كانوا قبل اليوم ينتحلون صوت الامة ويهتفون اثناء الازمات السياسية :
" هذا الصوت صوت الشعب وهذا الشعب شعب مسلم "
وهم يختزلون الاسلام العقيدة والفكرة في تنظيم لايتجاوز عمرة بضع عقود من الزمان ولاجذور شعبية له في كل بلاد المسلمين مما جعله يتجه الي الانقلابات والمكر والخداع لتكريس حكم الاقلية النشطة والمنظمة علي حساب الاغلبية من المسلمين وغير المسلمين.
لم تختلف ادارة العلاقات بين دول المحور العربي المذكور والسودان بل انتقلت بملفاتها القديمة الي محاولة تعزيز سلطة وشرعية المجلس العسكري الانتقالي التي لم تحسم حتي هذه اللحظة علي ارض الواقع واعتراض مجهودات الارادة الشعبية بمقترحات اعتبرتها معظم اتجاهات الرأي العام السودانية محاولات لتكريس واقع معين في السودان حتي لو كان الامر بيد بقايا وفلول جماعة الاخوان المسلمين.
وهو الامر الذي تسبب في ردود الفعل الشعبية الغاضبة ومطالبة الدول المعنية بالكلف عن التدخلات المصحوبة بالمنح والاعانات واشياء من هذا القبيل الامر الذي التقطته الغرف الاعلامية للتنظيم الاخواني المكلوم ومحاولة تطويرة الي وقيعة بين الشعوب.
ولكن يجب ان لاننسي ايضا الدور والاخفاق السوداني في خلق معارضة سياسية ودولة موازية منذ اليوم الاول لانقلاب الاخوان المسلمين تمثل الشعب السودانية بصورة مؤسسية في غياب الشرعية طيلة هذه السنين الطويلة من حكم البشير والمتاسلمين.
بعيدا عن ردود الفعل الشعبية الغاضبة من تعامل المحور المصري السعودي الخليجي من تطورات الاوضاع السياسية في السودان يجب ان نفكر في وضاعة النظام الاخواني ورئيسه الهارب عمر البشير ودورة المهين في التعامل مع مجريات الامور الاقليمية والدولية وقبوله بدور التابع الذليل مقابل بعض المال وتسول الحماية والحصانة لرمز الدولة السودانية المفترض الخائف المذعور وهو يعرض الاراضي السودانية لمن يرغب ويعرض خدماته علي الامريكان الذين لايستطيع دخول اراضيهم للمشاركة في اي مناسبة ويرفضون حتي مصافحته او حضورة عند مشاركتهم في مناسبات الاخرين ومع ذلك يرسل اليهم اعوانه وسدنة حكمه من السماسرة واصحاب المصالح يتراقصون في حدائق الابيض ويحتفون بمجرد قرار امريكي لايمس المصالح العليا للسودان ولايرد اعتبار الرئيس المنبوذ.
السودان اليوم وغدا سيكون بلد مختلف علي صعيد العلاقات الخارجية متي فرغ الناس من ترتيب اوضاعه الداخلية واستقرت اوضاعة علي صيغة حكم واقعية ومقبولة وسينتقل من مرحلة السمع والطاعة المطلقة الي التاثير الايجابي في علاقاته الاقليمية والدولية كما كان قبل عقود مضت .
وعلي ذكر اكثر الملفات السودانية العربية التي من المتوقع ان تثير الخلافات والجدل في مستقبل الايام وقضية وجود القوات السودانية في اليمن من المتوقع ان تتم مراجعة هذه القضية والورطة المشتركة لنا ولبقية الدول الشقيقة في السعودية والخليج بعيدا عن الانفعالات والاشتراطات المسبقة بعد ان تحول الامر الي حرب استنزاف مدمرة للاقتصاديات والبشر والموارد وذلك ضمن استراتيجية سودانية بديلة لمواجهة مغامرات النظام الايراني والفلول الخمينية الوجه الاخر للجماعات الاخوانية المسعورة والخروج باقل خسائر تذكر من هذا الجحيم بعد وضع نهاية لمغامرات المتاجرين بالدين من الاخوان والخمينيين .
/////////////////