خرج ولم يعد وأوصافه كالآتي!
تقول كل الوقائع الثابتة على وجه الكرة الأرضية إن الإنترنت قد أصبح المحرك الرئيسي لجميع أنشطة الحياة العصرية في هذا القرن الحادي والعشرين وأن الاستغناء عنه قد أصبح من سابع المستحيلات فكل خدمات البنوك وكافة الاتصالات الخاصة والعامة وكل أنشطة الاعلام والنشر الحر يقوم بها الإنترنت في كسر من الثانية ولسان حاله يقول لمستخدمه: شبيك لبيك أنا خدامك بين يديك! لكن رغم ذلك أصدر المجلس العسكري السوداني أغرب تصريح في العالم عندما زعم أن الإنترنت أصبح يشكل خطراً على الأمن القومي في السودان علماً بأن المجلس العسكري يسيطر على كل التلفزيونات السودانية ويستخدمها لأغراض الدعاية للمجلس العسكري وتخوين قوى الحرية والتغيير التي قادت ثورة ديسمبر الشعبية السودانية وعلماً بأن معظم المراقبين الدوليين يؤكدون أن الهدف من طرد الإنترنت من السودان هو منع جوالات الثوار من تصوير ونشر صور وفيديوهات الجرائم الخطيرة التي يرتكبها بعض العسكريين ضد الثوار المدنيين بما في ذلك الجريمة الدولية البشعة المتمثلة في مذبحة القيادة العامة التي أدانتها كل دول العالم، على أي حال لا يسر البال، وبموجب أمر عسكري غريب الأطوار، خرج الإنترنت من السودان ولم يعد، وأوصافه كالآتي:
وُلد الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1969 وعمل بوظيفة مساعدة الجيش الأمريكي عبر شبكات الحاسب الآلي وربط الجامعات ومؤسسات الأبحاث بغرض تحقيق أفضل استغلال للقدرات الحسابية للحواسيب المتوفرة، وبحلول عام 1996 صار الإنترنت مواطناً عالمياً متعدد الجنسيات وأصبح استخدامه شائعاً في جميع بلدان العالم بلا استثناء بما في ذلك جمهورية السودان الديموقراطية فقد صدرت له شهادة ميلاد سودانية بعد أن أصبح متحرراً من سيطرة أي إدارة مركزية وذلك بسبب الملكية المفتوحة لبروتوكولات الإنترنت، والتي أصبحت تشجع الأشخاص والشركات على تطوير واستنساخ الإنترنت وبيعه في أي مكان في الكرة الأرضية حتى أصبح من المستحيل السيطرة الكاملة على الإنترنت من قبل أي شركة واحدة في العالم!
أهم أوصاف الإنترنت أنه سريع الحركة، ضبابي الملامح، قابل للتواجد في أي مكان وأي زمان، أسرع مزود معلومات عبر نقرة واحدة على رأس العم جوجل، أسرع ناقل للرسائل عبر البريد الالكتروني، أمهر وسيط في جميع مواقع التواصل الاجتماعية حيث يسهل تبادل الأخبار الاجتماعية بين الناس بسرعة البرق، أبرع ناقل بالصوت والصورة للاجتماعات والمؤتمرات، أنفع مشجع لتطوير الأنشطة الاقتصادية المنزلية حيث يبيح الإنترنت لمستخدمي الحاسوب أن يتصلوا بسهولة فائقة بحواسيب أخرى في أي مكان في العالم ويدخلوا إليها من على البعد بغرض مشاركة المعلومات المتعلقة بالصناعات الصغيرة التي تعتبر أكبر محرك للاقتصاد العالمي، إضافة إلى ذلك، فإن الإنترنت هو أفضل مساعد طبي في العالم حيث يساعد الأطباء في إجراء أعقد العمليات الجراحية من على البعد!
أخيراً، نناشد جميع المنظمات الدولية مساعدة الشعب السوداني في العثور على الإنترنت السوداني وإعادته سالماً إلى قواعده الشعبية في السودان في أقرب فرصة ممكنة ونرجو ممن يتعرف عليه، الاتصال بأقرب ثائر سوداني وجزاكم الله خيراً!
فيصل الدابي/المحامي
هاتف 55619340
menfaszo1@gmail.com
///////////////