فجرت وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي بتلك الطريقة الدرامية المؤسفة داخل قاعة المحكمة موجة من الجدل وخلقت جملة من المخاوف من ردود فعل الجماعة الاخوانية المصرية وروافدها الاخري في البلاد العربية والاسلامية.
خلقت وفاة القيادي الاخواني الدكتور محمد مرسي حالة من الاستقطاب وسارعت عدد من الجهات السودانية للتعامل مع ماحدث بطريقة انفعالية في ظل التوتر الراهن بين السلطات المصرية واتجاهات الرأي العام السودانية بسبب مواقف مصر الرسمية من تطورات الاوضاع في السودان والمواجهة مع نظام الرئيس الاخواني المعزول عمر البشير وقيام السلطات المصرية بمنع رئيس الوزراء السوداني المنتخب والمعارض المعروف الصادق المهدي من دخول الاراضي المصرية ومواقف اخري من بعض المعارضين السودانيين قبل الانحياز المخادع الذي تم علي مراحل باسم الجيش السوداني وتغيير الادوار واستمرار الحكم الاخواني بواجهات اخري حتي هذه اللحظات التي يقاوم فيها الشعب السوداني الاعزل الدولة الاخوانية العميقة التي تمارس القتل والهمجية وتواصل مذابحها الاجرامية والتنكيل بشعب السودان. تقييم الاوضاع في مصر بعد وفاة القيادي الاخواني محمد مرسي في ظل المناخ المشار اليه قد لايقود الي التقييم السليم لما يجري في مصر وتاثيرة علي مستقبل واستقرار الدولة السودانية شبه المدمرة والمنهارة بعد ثلاثين عام من حكم الجماعات الاخوانية. اعتقد ان السلطات المصرية لم تفرج حتي الان عن واحد بالمائة من حقيقة ما حدث بعد وصول جماعة الاخوان المصرية الي الحكم بعد انتخابات متعجلة جرت بعد ثلاثين عام من غياب العملية الانتخابية عن مصر التي كانت خاضعة لشرعية ثورة الثالث والعشرين من يوليو التقدمية ثم نظام السادات وحسني مبارك. من جملة الاشياء المشار اليها حقيقة النوايا الاخوانية بعد فوز محمد مرسي تجاه ليبيا والسودان وزيارة الترابي المريبة الي مصر واجتماعه بجماعة المرشد المصرية وماجري بيتهم حول تصور العلاقات المستقبلية بين مصر والسودان والاقتراح المصري بتاجيل العملية حتي تتحقق المصالحة بين جماعة الترابي وعلي عثمان ثم زيارة مرسي للسودان ولقاء البشير وبعض رموز الجماعة الاخوانية. سياتي اليوم الذي تتكشف فيه هذه الامور عن حقيقة النوايا الاخوانية تجاه السودان عندما تكون في البلاد سلطة شرعية وعدالة حقيقية والثابت ان استمرار مرسي في الحكم كان سينتهي بالسودان الي قاعدة خلفية للارهاب والقمع والتقتيل للسودانيين والمصريين. جماعة الاخوان المسلمين في مصر بلد الاباء المؤسسين لهذه الجماعة البوليسية العقائدية تعتبر اقلية نشطة ومنظمة لاجذور شعبية حقيقية لها في مصر ومعظم البلاد الاسلامية وقد فازت في مصر علي حساب الاغلبية الصامتة المبعثرة من المصريين وخاضت الانتخابات في مواجهة احد رموز التكنوقراط العسكري المصري السيداللواء احمد شفيق الرجل الشجاع والجسور المحب لبلاده الذي ترشح لوحده في مواجهة مرشح جماعة الاخوان الدكتور محمد مرسي في اجواء الارهاب والابتزاز الذي مورس ضده الي درجة التهديد باغتياله في حال فوزه في تلك الانتخابات. .. الاخوان خططوا لتسريح الجيش المصري علي مراحل مثلما فعلوا في السودان ومثلما حدث في ايران عام 1979 ودونك مايجري في سيناء اليوم من حرب استنزاف مكتملة الاركان. بصورة عامة هناك مواجهة بين جماعة الاخوان والدولة المصرية في كل العهود وقد بلغت اليوم ذروتها وهناك عنف متبادل بين الاثنين الاخوان في مصر جماعة عسكرية وليست سياسية وقد شهدت مصر علي عكس كل البلاد العربية حوداث تفجير انتحارية لمواكب مسؤولين ووزراء مصريين... وجماعة الاخوان المصرية خططت لاقامة امبراطورية ومثلث اخواني في ليبيا والسودان وما خفي اعظم .. وعلي ذكر البعض للشرعية والديمقراطية ووصف عبد الناصر وثورة الثالث والعشرين من يوليو التحررية بالديكتاتورية صحيح ان عبد الناصر لم يكن ليبراليا ولكن الشرعية الشعبية التي توفرت لشخصه لم تتوفر لحاكم علي ظهر هذه البسيطة وكل خطوةا خطاها علي الاصعدة القطرية داخل بلاده وموقفه من القضايا القومية والنضال العالمي ضد الاستعمار ودعم حركات التحرر الوطني حظيت بدعم شعبي بطريقة اسطورية ولمن يريد ان يعرف الديمقراطية المباشرة والشرعية ان يلقي نظرة علي الارشيف ووقائع جنازة الزعيم جمال عبد الناصر ذلك المشهد الغريب الذي ليس له مثيل في تاريخ العالم المعاصر. رحم الله محمد مرسي وكل الشهداء في مصر الشقيقة الذين يدافعون عن بلادهم في حرب الاستنزاف الجارية في صحراء سيناء المصرية التي تمولها اموال النفط القطرية وتركيا والتي وصلت اثارها الي كل بيت مصري واثرت علي لقمة عيش المواطن وامنه وسلامته الشخصية والنفسية. والمجد والخلود لشعب السودان وثورة الاغلبية الصامتة والشهداء الميامين حتي اشعار اخري تكتمل فيه الشرعية ويعود السودان الي الاسهام في مجريات الامور علي الاصعدة الدولية والاقليمية في يوم قريب.