اليقظة والحذر حتى لا يلدغ الشعب السوداني من جحر واحد للمرة المليون
اذا صح العزم واصبح الاتفاق مع المجلس العسكري حقيقة بداية يجب ان ترفع راية الحذر واليقظة والاستعداد عالية خفاقة والقضية تتعلق بمصير وطن وارواح الناس في بلد منهارة تنحدر بسرعة شديدة نحو مصير مظلم ومجهول وهي خاوية علي عروشها وخزائنها فارغة وعملتها الوطنية منهارة ولاحديث عن امنها الداخلي في ظل عسكرة المجتمع وسقوط هيبة الجيش القومي للبلاد والقوات النظامية بعد عملية التجريف العقائدي المستمرة علي مدي عقود من الزمان كما حدث في ايران اواخر السبعينات بعد الثورة الخمينية المزعومة والعودة المشؤومة للامام الخميني الي بلاده.
ويظل صمود الشعب السوداني امام اهمال الدولة واجبتها الاساسية وسياسات الجباية والتجويع التي مارسها المتاسلمين خلال سنين حكمهم الطويلة اقرب الي الاساطير ولو حدث ما حدث خلال الثلاثين عام من حكم الاخوان في بلد اخر غير السودان لاختلف الامر كثيرا ولقتل الناس بعضهم البعض في الشوارع والطرقات.
ولاحديث عن الامن القومي المستباح بعد ان عبرت قضايا السودان الحدود لاول مرة في تاريخ البلاد واصبح اسم السودان مادة ثابتة في اروقة المنظمات الدولية التي تتعامل مع جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية مما جعل الدولة السودانية في وضع اشبه بالحصار والحظر الدولي المشين المفروض نسبيا علي سفر وتحركات الرئيس المفترض للبلاد الممنوع من حضور المناسابات الدولية وجلسات الامم المتحدة.
ونكرر الدعوة الي الحذر والتركيز الشديد في كل صغيرة وكبيرة في كل مراحل الاتفاق مع المجلس العسكري استنادا الي التجارب السابقة في تسويق بضاعة مضروبة للشعب السوداني في الثلاثين من يونيو 1989 وقصة اذهب انت الي القصر واذهب انا الي السجن ثم تكرر الامر نسبيا في الحادي عشر من ابريل وليلة الانتصار المفترض للثورة والشرعية الشعبية واهدافها المعطلة التي حولت السودان الي معتقل كبير يتعرض شعبه للموت والتنكيل في شوارع وطرقات مدنه الي جانب مداهمة المرافق المدنية والصحية واماكن السكن وترويع الامنين.
لكل ذلك يجب الوضوح التام في كيفية التعامل مع الملفات المصيرية المتعلقة بعملية اعادة بناء مؤسسات الدولة القومية وقيام مؤسسات فورية للعدالة الانتقالية حتي لاينفتح الباب امام الفوضي والانتقام والجرائم الغامضة مثلما حدث من عمليات اغتيال وقطع للرؤوس لاول مرة في تاريخ السودان وفوق هذا وذاك واذا صح العزم علي وضع الاتفاق الذي يتحدث عنه الناس الان بين بعض ممثلي القوي المدنية والمجلس العسكري موضع التتفيذ يجب البحث في كيفية تامين الاتفاق المشار اليه في كل مراحلة ولايجب ان تترك الحية الرقطاء وقوي الثورة المضادة والدولة العميقة وفلول الحركة الاسلامية مطلقة السراح من اجل تامين الاتفاق والبلاد والعباد فقد تربت عناصر التنظيم الاخواني تربية بوليسية علي الغدر والخيانة والهدم وتعتبر الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية ركن اصيل في سياسات هذا التنظيم التي درج الاخوان علي استخدامها في ادارة الازمات ويطلقون عليها اسلحة اللحظات الاخيرة بعد خسارة المعارك السياسية.