لتعزيز السلام والتعاون الإيجابي مع العالم
العلاقات الأسترالية الخارجية تكتسب أهميتها من حدة الصراع المحتدم بين القوى الكبرى التي تحاول كل منها كسب الاخرين وإستمالتهم لمساندتهم وإستغلالهم للحرب في مواجهة القوى الأخرى.
قبل أيام زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بصحبته وزير الدفاع الامريكي مارك أسير في مسعى لكسب إستراليا في صراع أمريكا مع الصين ظنا بأنهما سيعودان بموافقة الكنغر الأسترالي للوقوف معهم في مواجهة التنين الصيني
لكنهما فشلا في إقناع أستراليا خلال لقائهما بماريز باين وليندا راينولدز وعادا بخفي حنين بعد رفضهما السماح بالطلب الامريكي، اللتان أوضحتا في تصريحات صحفية بأن أستراليا أنفقت أكثر من 12 بليون دولار إبان مشاركتها في الحرب بأفغانستان والعراق دون جدوى، إضافة لتقديرهما للمصالح التجارية والإستثمارية للصين في أستراليا.
من ناحيته قال النائب الأسترالي أندرو هايستي رئيس لجنة الامن والإستخبارات النيابية في معرض تعليقه على علاقات أستراليا الخارجية بأن علينا ان نبقى أوفياء لمبادئنا الديمقراطية، ورؤية العالم الخارجي كما هو لا كما نريد مع مراعاة التوازن المهم بين متطلبات الأمن ومستلزمات التجارة.
أضاف رئيس لجنة الأمن والإستخبارات النيابية قائلاً : من المستحيل التخلى عن علاقتنا بالولايات المتحدة الامريكية شريكة أستراليا الأمنية والإبتعاد عن الصين شريكتنا الأكبر في محالات التجارة والإستثمار.
هذا يؤكد أهمية الحفاظ على العلاقات الخارجية المتوازنة بحيث لاتسلم أستراليا زمام أمرها لدولة ما مهما كان ثقلها السياسي والإستراتيجي، بل لابد من تحقيق التوازن الاهم في علاقاتنا الخرجية بما يخدم مصالح أستراليا والأستراليين.
هذا التواز مهم ليس فقط في علاقات أستراليا مع أمريكا والصين إنما مع كل المحيط الإقليمي والعالمي خاصة في ظل وجود محاور متصارعة ومتحاربة بسبب خلافات سياسية او مذهبية مازالت تهدد السلام في العالم.
هذا لايعني بالطبع الوقوف بعيداً عن مايجري في العالم المحيط بل على العكس من ذلك فإن المطلوب بناء علاقات خارجية إيجابية ومتوازنة في المحيطين الإقليمي والدولي لتعزيز السلام والتعاون الإيجابي الإقتصادي والإستثماري دون الدخول في أُتون معترك الحرب التي ثبت عدم جدواها وأنها لاتخدم للعالم أي قضية.