كلام الناس
مع بروز بعض الجماعات الخارجة عن إجماع الثقافة الأسترالية القائمة على التعايش السلمي بين كل مكونات النسيج الأسترالي المتعدد الثقافات والأعراق تحدث بعض الأعمال الإجرامية التي تحاول النيل من هذا التماسك والإنسجام المجتمعي في أستراليا.
لانفرق بين هذه الجرائم على أسس ثقافية أو عرقية إنما نرفضها وندينها من حيث المبدأ بغض النظر عن مرتكبيها وجهاتهم وتوجهاتهم لأنها تهدف لبث الفتن والشرور في أوساط المجتمع الأسترالي الامن.
أكتب هذا بمناسبة الإعتداء الإجرامي على مسجد هولاند بارك بكوينزلاند الذي حمل معه كتابة تعبيرات تحض على الكراهية والعنف والتحرش على جدران المسجد.
يعتبر البعض أن هذه الجرائم هي رد فعل لجرائم يرتكبها خارجون عن الإجماع العقدي وسط كل الرسالات السماوية، لكن ذلك لايبرر القيام بجرائم مشابهة فهذا يعزز ثقافة الكراهية والعنف ومحاولة إقصاء الاخر.
لحسن الحظ هناك إتفاق وسط الغالبية العظمى من المؤمنين بالرسالات السماوية على رفض العنف وكراهية الاخر، محمياً بحهد مقدر من الحكومة الأسترالية وأجهزتها الشرطية لمكافحة هذه الجرائم والحد من تناميها.
هذا ماحدث من قوة شرطة كوينزلاند التي اتخذت إجراءات عاجلة لمحاصرة تداعيات هذا الحدث وبدأت التحقيق الجنائي لمعرفة ملابساته ودوافعه ومرتكبيه.
من ناحيته أدان ديفد كولمان وزير الهجرة والجنسية وخدمات المهاجرين والشؤون الثقافية الهجوم على مسجد هولاند بارك وعبر بلهجة مشددة عن إدانة الحكومة الأسترالية لهذا الهجوم الإجرامي.
أضاف كولمان قائلاً : إننا نعتبر انفسنا أقوى بسبب تنوعنا الثقافي والإثني، وقال إن المجتمع الإسلامي الأسترالي قدم مساهمة فاعلة للحاضنة المجتمعية الأسترالية التي ترتكز على دعائم راسخة من التعايش والانسجام بين مختلف مكونات نسيجه المجتمعي، وأكد أن الذين يحاولون زرع الفتن بين مكونات نسيجنا المتماسك لن ينجحوا في خلخلته واضعافه.