. ليس من عادتي أن أنبري للدفاع عن الأشخاص أياً كانوا، لأن فهمي لفكرة الكتابة أنها يفترض أن تخدم قضايا عامة لا شخوصاً كما هو متبع في الكثير من صحفنا للأسف.
. كتب مزمل الكثير من المقالات ضد دكتور شداد ( بوهم ) أنه يستطيع إغتيال هذه الشخصية صعبة المراس، ولم يستوقفني ذلك.
. لكن بعد أن بلغ السيل الزبى وتطاول الكاتب على رئيس الاتحاد لدرجة وصفه بأنه من بقايا العهد البائد وأنه لهث وراء المسئولين لكي يعيدونه لرئاسة اتحاد الكرة لم أستطع أن أتجاوز الأمر.
. وردي ليس دفاعاً عن شداد فهو رقم لا يمكن الوصول إليه وجبل لا تهزه الرياح وليس من نوع الرجال الذين يرعبهم السجع و(تقعيد) الكلام.
. لكنني أتناول هذا الأمر لأن ما كتبه مزمل في مقاله الأخير فيه الكثير من الاستخفاف بعقول السودانيين.
. وبوصفي واحداً من هؤلاء السودانيين لا أقبل أن يستخف الآخرون بعقلي.
. نختلف مع شداد في أمور عديدة ونتفق معه في أخرى، لكن ما يجمع عليه السودانيون هو أنه رجل نزيه ومستقيم، وإن انحنت النخلة الباسقة لا يمكن أن ينحني هذا الشامخ لنظام أو مسئول أو رجل مال.
. شداد لم تأت به الصدفة للوسط الرياضي ولم يكن بحاجة للمال عندما ولج هذا الوسط.
. فهو أستاذ جامعي منذ أن سمعنا بإسمه في صبانا وخبير مرموق لم يتكيء على حكومة أو رجل مال حتى يعرفه الناس.
. وهو سليل أسرة عَُرفت بعلمها الغزير لا بمالها الوفير، لذلك من الصعب أن ينبهر أي من أفرادها بالأثرياء أو يتقربوا منهم، كما ليس بهم حاجة عند أهل السلطة حتى يتملقونهم كما فعل الكثيرون في وسطنا الرياضي طوال سنوات حكم الكيزان.
. يوم أن طالعت خبراً يقول إن شداد سيترشح لرئاسة الاتحاد ضمن مجموعته الحالية سطرت مقالين تخوفت فيهما من مؤامرة تُحاك ضد الرجل لتلويث تاريخه.
. لم أفعل ذلك رجماً بالغيب، أو لإفتراض سوء النية في القوم فقط، لكن قادني عقلي لذلك الافتراض لأنهم تآمروا عليه في فترة سابقة لمصلحة معتصم جعفر ومجموعته.
. ولا أدري كيف يتجرأ مزمل ويتهم شداد بأنه لهث وراء فكرة اعادته، وهو، أي مزمل أول العارفين بالمؤامرة التي أطاحت بشداد في العمومية قبل الأخيرة لإتحاد الكرة.
. معتصم لم يهزم شداد هزيمة مدوية كما كتب مزمل لتضليل الناس، وإنما تآمر أراذل القوم برعاية أمانة شباب المؤتمر اللا وطني للإطاحة به.
. وهي مؤامرة معروفة شارك فيها الأستاذ كمال حامد الذي كتب مقالاً اعتذر فيه بعد ذلك عن الخطأ الذي وقع فيه.
. ولا أظن أن مزمل كان بعيداً عن أمانة شباب المؤتمر الوطني حينذاك.
. إذاً من يقول أن معتصم اكتسح شداد كان شريكاً أصيلاً في المؤامرة، واللعب القذر الذي اعتدناه من الكيزان.
. وقد بدا ذلك واضحاً من الكم الهائل للمقالات التي كتبها مزمل وأبو شيبة وآخرون لمصلحة معتصم ولتهيئة الأجواء للمؤامرة.
. لا يمكنك أن تقنع طفلاً لم يتعد السابعة بأن شداد كان يلهث وراء المسئولين لإعادته.
.فمن يلهثون وراء المناصب تعرفونهم جيداً يا مزمل.
. ومعتصم الذي ظللتم تناصروه ظالماً أو مظلوماً انسلخ من الحزب الاتحادي وانضم للمؤتمر اللا وطني من أجل هذه المناصب.
. وبعد أن فشلت مجموعة معتصم فشلاً ذريعاً وفاحت رائحة الفساد حتى أزكمت الأنوف ركض نظامكم وراء شداد وتوسلوه أن يعود.
. كما كان هناك شبه اجماع شعبي في المطالبة بعودته، وهو ما رضخ له في النهاية، وقد تمنيت شخصياً ألا يرضخ للضغوط.
.ويوم فوز مجموعته، ولأنه رجل واضح تحسر أمام الملأ وقال أنهم يأتون بشخص يجلس على كرسي بالقرب من المقابر لكي يدير لهم الكرة في البلد.
. بالله عليك ده كلام شخص لاهث وراء المنصب!!
. قد يقول قائل ربما أنه لم يكن صادقاً في تلك العبارات، لكنني لابد أن أسال مزمل في هذه الحالة بوصفه صحافياً وناشراً: لماذا لم تكتب وقتها ما تكتبه الآن لتوضح للناس أن شداد هو من ركض وراء المنصب وليس العكس!
. الإجابة جاهزة عندي وهي أنك لم تكن متفرغاً لشداد وقتها، وحتي لو كذب ما كنت ستكشف ذلك لأنك كنت على وئام تام مع مجموعته المنتمية للنظام الحاكم.
. أليس مخزياً أن تتهم شداد بالكوزنة وتحدث الناس في مقالك عن قوت الغلابة وأنتم ما زلتم تدافعون عن جمال الوالي حتى يومنا هذا، وتقولون أنه لم يتنسم موقعاً رسمياً!!
. الوالي الذي كان ضمن أول دفعة ضباط أمن ورئيس مجلس إدارة قناة الشروق وبنك الثروة الحيوانية وسين للغلال، (ما كوز، والكوز هو شداد) !!
. صديقك الوالي بكل علاقاتاته بمعظم رؤوس الفساد في حكومة المخلوع راعى لقوت الغلابة ولم يراع شداد ذلك!!
. مالكم كيف تحكمون!!
. وقت ان كنتم تلهثون وراء النافذين ورجال المال السلطويين كان شداد يكافحهم ويرفض تدخلاتهم في عمله، والصورة المرفقة مع هذا المقال تبين كيف يكون اللهث.
. وقت أن كنت أنت شخصيا ترافق المخلوع البشير في حله وترحاله بطائرته الخاصة كان شداد يستقبل ضيوفه في منزله بعد ان ترك لكم الجمل بما حمل، وقبل أن يضغط عليه الجميع من أجل العودة.
. شخصياً لم أر شداد لاهثاً أو واقفاً بجوار المخلوع بكل أدب الدنيا، لكنني والله رأيتك أكثر من مرة في مثل هذا الموقف.
. أيعقل أن تعمل كمستشار لأسوأ وزراء الانقاذ صيتاً ( حاج ماجد سوار )، لتأتي الآن وتتهم شداد بالكوزنة والاستفادة من النظام البائد!!
. نظام بائد!
. لو كنت مكانك حتى إن (تملصت) من النظام سيصعب علي جداً استخدام عبارة " النظام البائد".
. فهو نظامكم الذي تماهيتم معه وفرحتم كلما اصطفاكم قائده المجرم السفاح.
. هل نسيت أيام استضافتك في بعض القنوات أيام الثورة وحديثك الداعم للبشير ووصفك لمظاهرات شمبات وأم بدة وبري بأنها غير مؤثرة!!
. هل نسيت إشادتك غير المسبوقة بتعيين المخلوع للمجرم أحمد هارون خليفة له في الحزب في وقت كان يُقتل فيه الثوار الحقيقون بشتى شوراع مدننا!
. إن كنت تظن أن تهاون بعض من يستضيفونك في القنوات السودانية هذه الأيام كثائر، أو بعض عديمي المهنية الذين يحجبون المواد الناقدة لك.. إن كنت تظن أن ذلك سيجعل منك ثورياً حقيقياً فدعني أؤكد لك على خطأ فكرتك.
. أما تحريضك المبطن والظاهر للوزيرة ضد شداد فيؤكد أنك لم تتخل عن العادة القديمة، لكن لا أتوقع أن يفيد ذلك، فالمفترض أن الشخصيات التي (تُنفخ) بالكلمات قد ولت مع ( النظام البائد).
. تقول أنك لن تشمت في الوزيرة لقبولها دعوة تدشين دوري السيدات بحسن نية دون أن تتعرف على التفاصيل!!
. أمر عجيب والله.
. لما لا تنتقدها بذات قسوة نقدك لشداد طالما أنها قصرت بهذا الشكل!!
. كيف لثوري أن يجامل وزيرة في حكومة مدنية!!
. إن أخطأت الوزيرة لابد أن ننتقدها، اللهم إلا إذا كنا نرمي لهدف آخر غير الاصلاح.
.وختاماً أذكرك بأن عبد الحي الذي تنتقده هذه الأيام كان موجوداً في تلك الأيام ( الخوالي) وظل من المقربين جداً من المخلوع مثلكم تماماً.
. وداعشيته ليست وليدة اليوم فقد حمل آنذاك نفس الأفكار، ومن لم ينتقده حينها يفترض أن يخجل من فعل ذلك الآن.