استبدت الحركة الإسلامية بالحكم 30عاما ولن تصبر على المدنية 30 شهرا

 


 

 

 

منذ سنوات السبيعينات دخلت الحركة الاسلامية في تحالف "مصلحي" مع الرئيس الاسبق نميري وارتقى د. الترابي حتى اصبح مستشار رئيس الجمهورية نميري. وأستغلوا الفرصة لادخال منسوبيهم في القوات المسلحة والاجهزة الامنية وكل مواقع الدولة المهمة وبالطبع لم ينسوا الجانب الاقتصادي فأستولوا على البنوك واقاموا اخرى لتمويل مشاريعهم "الانقضاضية" لخنق الاقتصاد مثل بنك فيصل الاسلامي !!!

عندما قام الشعب السوداني بثورة أبريل 1985 , وجاء الحكم الانتقالي ، علمت الحركة الاسلامية انها لن تفوز في الانتخابات الجغرافية فأبتدعت دوائر الخريجين!!!

شاركت الحركة الاسلامية في الحكومة المدنية الاولى والثانية ولكنها لم تصبر على الحكم المدني والديمقراطية فقامت بانقلاب الانقاذ في 1989م.

حكمت الحركة الاسلامية 30 عاما فأشعلت الحروب ورسخت القبلية في الاوراق الثبوتية وحكمت بقوة السلاح والنار والقتل والتعذيب وبيوت الاشباح والاغتصاب لارهاب للشعب السوداني واطالة عمرها في الحكم وصرحت بانها لن تسلم السلطة الا الى عزرائيل.

. ورغم كل العنف والاستبداد قاوم الشعب السوداني بكل اطيافه وفي سلمية كاملة خلال عقود ثلاث ظلم الحركة الاسلامية ثم انضمت الحركات المسلحة كجزء ثاني من المقاومة يعمل لاضعاف النظام الحاكم وهزيمته ميدانيا.

تكللت كل جهود الشعب السوداني ونضاله بالانتصار على حكومة الانقاذ وتسليم السلطة للمدنيين ممثل في قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري وقد شكلا هذان الاخيران مجلس السيادة ومن ثم تشكلت الحكومة المدنية الاولى.
لكن كعأدتها في معاداتها للحكم المدني، بدات الحركة الاسلامية هجومها على ممثلي قوى الحرية والتغيير فردا فردا.. هاجمت السيد الرشيد سعيد ثم مدني عباس مدني ثم التعايشي ثم السيدة أسماء وزيرة الخارجية ثم ألاء البوشي وهاهي تصعد هجومها الان على السيد القراي مستغلة بأنه عضو بارز في الحركة الجمهورية رغم ان حكومة الحركة الاسلامية نفسها ممثلة في الانقاذ كانت قد سمحت بتسجيل الحزب الجمهوري كحزب سياسي.

يبقى ان الوعي الثوري لجماهير الشعب السوداني لن يرضى ببديل سوى الاصلاح القانوني وذلك للتحضير للمؤتمر الدستوري وقانون الانتخابات حتى تكتمل اركان الحكم المدني. . كذلك يعي الشعب السوداني ضرورة ان تظل جذوة الثورة مشتعلة ومحروسة بلجان المقاومة في الاحياء خاصة وان اللجان الشعبية بالاحياء و النقابات والاتحادات المهنية في حكم الانقاذ كلها .كانت هي السند و الحاضنة السياسية للحركة الاسلامية، شاركتها في "شرعنة" الفساد وأسكات كل صوت مطالب بالحقوق او الحريات.

من المؤكد ان الحركة الاسلامية ستمارس كل المؤامرات والحيل اللاشرعية لإجهاض نظام الحكم المدني بل قد يلجأؤن لابتزاز بعض اعضاء المجلس السيادي ويمارسون العنف والاغتيالات لارهاب أعضاء الحكومة المدنية.

لأن الحركة الاسلامية التي حكمت بالاستبداد والظلم 30 عاما لم تصبر على الابتعاد عن السلطة ثلاث اشهر ويستحيل في عرفها ان تصبر 39 شهرا حتى الموعد الانتخابي القادم.

أنشد الشاعر الهادي أدم

لقن الأجيال يا تاريخنا""
قصة الشعب الابي المنتصر
يوم هب الشعب من اصفاده
ومشى يسخر من جلاده
وهتاف شق أجواء الفضاء
اذهل القصر ترداده
****
وشهيد قد هوى اثر شهيد
وهتاف قد علا ليس يثنينا وعيد

*******
يا شهيد الامس يا من قد مضى
في سبيل الله من اجل الوطن
دمك الطاهر في اعناقنا
قيمة كبرى وعهد مرتهن
قد محونا وصمة العار الاشر
وتلاقينا لقاء المنتصر
وطن حر وقيد منكسر"

wadrawda@hotmail.fr

 

آراء