الحكم ضد البشير ومؤشرات انقلاب تدريجي علي الشرعية السودانية
بالامس كتبنا محذرين من احتمال اقتحام سجن كوبر واختطاف وتهريب الرئيس المخلوع الي جهة مجهولة اكثر الاصدقاء المقربين اتهمنا بالتهويل والمبالغة في تقدير الامور ولكن ماحدث اليوم في ظل حالة الهرجلة المتفرقة في شوارع وطرقات العاصمة السودانية الخرطوم وصدور القرار والحيثيات المعيبة من احد المحاكم مجهولة الهوية ضد الرئيس السوداني المخلوع اكدت لنا انا كنا محقين تماما في تقديراتنا وان لم يحدث اقتحام للسجن واختطاف للبشير ولكن قرار المحكمة المشار اليها والحيثيات التضليلية المصاحب له يمهد الطريق عمليا امام تهريب تدريجي للبشير من السجن وقطع الطريق عمليا امام اي محاكمة عادلة له ولمن معه من المتورطين في انتهاكات ضد الدولة السودانية والانسان السوداني علي مدي ثلاثين عام انتهت بالبلاد الي دولة منهارة تتلقي الاعانات المتقطعة والمنح والاحسان حتي هذه اللحظة.
علي الشارع السوداني تشديد الرقابة ومتابعة مجريات الامور باعين مفتوحة
وان يعتبر قرار المحكمة المشار اليه اكبراهانة واستخفاف بالعدالة وتضحيات الامة السودانية وامر له مابعدة بطريقة تجعل كل الاحتمالات مفتوحة في انتظار رد فعل المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية حيث من المتوقع ان تتجدد المطالبات بتسليم الرئيس المخلوع الي محكمة لاهاي بطريقة قد تلقي بظلالها علي الاوضاع الداخلية وتنادي بمعاقبة كل الاطراف الداخلية الرافضة لتسليم البشير وللاسف الشديد ستخفت كل الاصوات العاقلة التي كانت تنادي بمحاكمة داخلية للمخلوع علي خلفية جرائم الحرب والابادة في اقليم دارفور حيث من المؤكد ان يخضع قرار المحكمة السودانية ضد البشير الي تقييم فني وقانوني وسياسي علي الاصعدة الدولية والداخلية خاصة علي صعيد ضحايا الحرب ومن ينوب و يعبر عنهم .
الاصوات المنادية بقبول حكم المحكمة التي قضت ضد البشير الذراع القذرة الذي استخدمه الاسلاميين علي مدي ثلاثين عام في التنكيل وتعذيب السودانيين وهدم الدولة السودانية وايداعه في الاصلاحية ودعوتها الناس الي انتظار القضايا والملفات الاخري لن تجد لها اي صدي حيث لاضمانات في ظل هذه الاوضاع الضبابية ان تصل العدالة السودانية وكل العملية السياسية والسلطة الانتقالية الي غاياتها المنشودة بتنفيذ مطالب الثورة السودانية. .