حكومة حمدوك والقرارات …. الاسطروبيا
ليس هنالك شئ يسعدني مثل رفاهية الطبقة العاملة المزارعين والمطحونين . الا ان القرار الذي قراته في اكثر من موقع .... مضاعفة الاجور فجأة وبضربة واحدة اصابني بكثير من الحيرة . لكل فعل هنالك رد فعل . التضخم يحدث عندما تكون هنالك بضائع وخدمات قليلة تطاردها كمات ضخمة من النقد او المال . وهذا ما كان يحدث في ايام الانقاذ وايام طبع الفلوس رب .. رب .. رب . ساعطيكم نافذة للاطلال على ما حدث في السودان بعد الحرب العالمية الثانية. حكومة حمدوك لا يمكن ان ترفع اجور موظفي القطاع الخاص الذي هو اليوم اكبر من موظفي وعمال الحكومة . هذا القرار عبارة عن دعوة مفتوحة لعمال وموظفي القطاع الخاص للاضراب والتمرد . الحكومة لها مواردها واصدقاء السودان سيدفعون ، من اين سيأتي القطاع الخاص بالمال ؟ هل هذه حرب على الرأسمالية الوطنية كما فعلت مايو بمشاركة الشيوعيين . ليس هنالك تطور كامل لأى دولة بدون الطبقة الوسطى لانها خلاقة . الطبقة الوسطى لا تحارب وهذا ما ادى الى سقوط ا المعسكر الاشتراكي ، ولكنها تراقب وتحاسب فقط .
اقتباس ....... من موضوع مشروع الجزيرة والمصريون
بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة ارتفعت اسعار القطن اضعافا مضاعفة. وكان المزارعون واصحاب المزارع والمشاريع الخاصة يأخذون الريالات بالشوال. وابتاع المزارعون كل شيء حتى ان بعضهم اشترى ثلاجات ولم تتوفر لديهم الكهرباء. واشتروا الغالي من الثياب والاثاث. زرعت مصر الفتنة ودعت للإضراب وإنساق زعمائنا خلف تلك المزاعم. ودفعوا موظفي الجزيرة والمزارعين على الإضراب. وكان هنالك الإضراب الشامل. بالرغم من انه كان هنالك إضرابين صغيرين في الجزيرة عام 1942 و 1944 ولكن إضراب ما بعد الحرب كان إضراب شاملا. وكان المصريون يفركون اياديهم سعداء ويعطوننا الحبل لكي نشنق انفسنا. والسودانيون عادة يسهل إثارتهم. خاصة اذا لعب لهم على وتر الدين والوطنية. يندفعون كثيران هائجة. لقد ذكر الاستاذ محمد عبد الله الكارب في كتابه الرائع ..... الجزيرة قصة مشروع ورحلة عمر .....ان المولدين ويقصد بهم السودانيين من اصول مصرية كانوا في ايام الاضراب الكبير يركضون مع الارانب ويصطادون مع الكلاب. وهم الذي نفذوا مخططات المخابرات المصرية .
بعد إستلام الاشتراكيين في انجلترا وكثير من الدول الاوروبية, دعت امريكا بالمفتوح وحذرت من إستمرار الاستعمار وقال الانجليز للسودانيين بالمفتوح سنترك لكم البلد في ظرف 10 الى 15 سنة. وستحكمون انفسكم وكونت الجمعية التشريعية التي ضمت الشماليين والجنوبيين لكي يتعودوا على النظام البرلماني. وكان هنالك سودانيين في مواقع قيادية . ويخدم تحتهم إنجليز يأتمرون بأمرهم. وقد كان عبدالله خليل وزير الزراعة. وكان الدكتور علي بدري وزير الصحة. وكان عبدالرحمن علي طه وزير المعارف.
و انطلقت الزراعة وارتفعت ميزانية التعليم والصحة الى 25 % من ميزانية حكومة السودان. وهذه نسبة خرافية لن نبلغها ابدا. وكان التعليم والعلاج مجانيا. وعندما احتج وكيل وزارة المعارف وهو بريطاني بالصرف الكثير وفتح المدارس في كل مكان. قام الاستاذ عبدالرحمن علي طه بكل بساطة بطرده من الخدمة. وشملت الجمعية التشريعية ممثلي النقابات والمزارعين والرعاة. وكان فضل بشير يمثل نقابة التاكسي في الجمعية التشريعية. ولهم مجلة اسمها مجلة العامل تمثلهم. وبالرغم من هذا و بإيعاز من المصريين كان الاتحاديون يقولون سنقاطعها وإن جاءت منزهة من كل عيب. ومن المحن السودانية ان هذا منطق معوج. كما رفعوا شعار بإيعاز من المصريين ايضا تحرير ولا تعمير. وكأنما التعمير رجس من عمل الشيطان. ورفع الحزب الاتحادي الشعارات شبه الفاشية التي رفعتها الثورة المصرية والتي كان قوادها متأثرين بالحزب النازي. والشعار هو الاتحاد والتظام والعمل.
لقد طالب الموظفون والعاملون في حكومة السودان بزيادة اجورهم وتحسين اوضاعهم وتقليل ساعات العمل وقامت الحكومة بإعطائهم ما عرف بالبونص وهو عبارة عن مبالغ مالية ضخمة في ذلك الزمان. ولسوء الحظ ان كثير من من استلموا تلك المبالغ لم يعودوا ابدا للعمل. بعضهم بدأ في التجارة ولم تنجح . والبعض انغمس في الشرب ولم يفيقوا منه الى بقية حياتهم. وعرفوا بضحايا البونص. وارتفعت الاجور بنسبة 55% واشك انه ستأتي حكومة وتزيد المرتبات 55 % . ودفعت بأثر رجعي. وكانت هنالك لجنة للعمال برئاسة ميلز تحدد البونص. وكان للموظفين لجنة برئاسة البريطاني ويكفيلد. ولسؤ الحظ ذهبت اغلب تلك المبالغ في القصف والسكر وانتعشت بيوت الدعارة. وهنالك قصة اشعال 10 جنيه للبحث عن الفتيل. والفتيل هو حلية ذهبية سقطت من جيد احد الغانيات. 10 جنيه كانت مرتب شهرين لبعض الناس.
وتسببت هذه الزيادة في تزمر موظفي الجزيرة. بالرغم من ان الجزيرة هي شركة وليست حكومة وان موظفي وعمال الجزيرة كانوا يتمتعون بمزايا لم تكن متوفرة لعمال الحكومة. فلقد كان عندهم سكن وترحيل مجاني. وكان للمفتشين سيارات وخيل .
احسن من كتب عن الإضراب هو ابن الجزيرة وابن المزارع وموظف الجزيرة الذي بلغ شأنا عاليا وهو عمر محمد عبدالله الكارب. الذي بدأ يعمل في الجزيرة وهو قبل العشرين وواصل الى نهاية حياته. ويقول في كتابه الجزيرة قصة مشروع ورحلة عمر. ويتحدث في الاول عن تنظيمات المزارعين فلقد كانت هنالك هيئة ممثلي المزارعين ويقول الاستاذ الكارب..( وتمت اول انتخابات في المشروع لممثلي المزارعين بطريقة سرية لإنتخاب رئيس الهيئة ونوابه ومساعديه. فوقع الاختيار على الشيخ احمد بابكر الازيرق, المزارع بتفتيش درويش ليكون رئيسا للهيئة ومعه السادة ابوالحسن عبدالمحمود, موسى النعيم ومحمد الطيب عمر والعبيد احمد موسى وطه الشيخ سعيد وابراهيم الشيخ الطيب واحمد حمد النيل وحمد النيل محمد الحسن ويوسف احمد نوابا لمكتب الهيئة. وعقد اول اجتماع للأعضاء الممثلين في مكتب مدير المديرية بود مدني في يوم 8 مايو 1947. والآن لا يستطيع المزارعون ان يعقدوا إجتماع في مكتب باشكاتب).
شيخ اللمين رئيس مزارعي الجزيرة صار وزيرا في حكومة اكتوبر. وكان يتفقد المستشفيات ويحاسب العاملين والدكاترة ويطالب بحقوق اهل الجزيرة. ويقول نحن ناس الجزيرة بندفع ميزانية الدولة ويهز عصاه. شاهدته في براغ وهو محل حفاوة واحترام الدولة والسودانيين. وكان يذهب الى موسكو ويقابل بإحترام بوصفه زعيم نقابي. وضيف دولة..
الإضراب الذي حصل كان بسبب زيادة المرتبات ومال الاحتياط. بإيعاز من المصرين اصر المزارعون على تقسيم مال الاحتياط . فلقد كانت تقتطع مبالغ من مشروع الجزيرة لكي تصرف على السنين السيئة. في بداية الثلاثينات كانت الحواشة تأكل ولا تلد وهجر كثير من المزارعين حواشاتهم.
وكان في مصلحة مصر ان يضرب مزارعي الجزيرة. لأن حرب اكتوبر مثلا رفعت اسعار البترول. وحرب العراق الاخيرة قد جعلت سعر البترول يصل الى 150 دولار. واضراب الجزيرة كان سيجعل مصر منفردة في الانتاج. وعندما يجوع مزارع الجزيرة تنعم مصر بالسعر المضاعف.
اذكر ان انتاج القطن وصل في شمال اعالي النيل الى 8 قنطار للفدان. ولم يهتم اصحاب المشاريع مثل بركة العجب وابخدرة بالقطن المتساقط في الارض. بل ان بعض المشاريع قد اوقفت اللقيط وكان لا يزال هنالك بعض القطن في اللوز. ثم تدنى الانتاج في ايام نميري بسبب سياساته الخرقاء وتدخل الحكومة في ما لا تعرف. وصار الانتاج اقل من 2 قنطار للفدان.
من حسن الحظ ان الرجل الذي كان محافظ مشروع الجزيرة كان البريطاني مستر جيتسكل وهذا الرجل كان اشتراكيا وكان انسانا بمعنى الكلمة وكان يحب السودان حبا منقطعا النظير وبدأ حياته العملية في السودان. وعمل الى ان تقاعد في السودان. واورد عنه الاستاذ محمد عبدالله الكارب ان والده كان يعمل في بورما وانجب ولدين اكبرهما آرثر جيتسكل والثاني هيو جيتسكل الذي كان عضوا بارزا في حزب العمال ثم وزيرا للخزانة. وكان من المتوقع ان يكون رئيسا لحزب العمال الا ان عاجلته المنية وهو في عنفوان شبابه وحيويته وتطلعاته.
واما آرثر جيتسكل فهو الأكبر تخرج من الكلية الجديدة في جامعة اوكسوفورد. وكتب عنه استاذه المباشر يقول كان جديرا ان ينال درجة الشرف الاولى لولا الحيز الكبير الذي كان يأخذه انشغاله بالنواحي الانسانية.
ويمكن انا اورد ان شوقي بدري من دراساتي ان بعض الانجليز كان مسكونا بحب السودان والسودانيين وكانوا اصحاب رسالة ويؤمنون بمساعدة السودانيين. وان السودانيين هم من نبلاء البشر, ويستحقون المساعدة والاحترام .
ويقول بابكر بدري في الجزء الثالث من مذكراته عن نيوبولد الذي كان السكرتير الاداري للسودان والحاكم الفعلي. وهذا الرجل خدم السودان بتفان واجهد نفسه في ايام الحرب لدرجة انه مات من الاجهاد والتعب. وفي نهاية اجتماعه مع بابكر بدري, ان تقدم مع بابكر بدري الى نهاية السلالم ثم قبل يدي بابكر بدري مودعا كعادة السودانيين مع كبار القوم. وبابكر بدري كان كثير المشاكسة ومعارضة الانجليز.
عندما وضع اسم بابكر بدري في لجنة اقناع اهل الجزيرة بفائدة مشروع الجزيرة قال بابكر بدري بأنه ليس بمقتنع بالمشروع . ولم يغضب المفتش بل سأله عن سبب اعتراضه. وقال بابكر بدري ما معناه (الارض حقتنا انت عندك شنو؟. فقال المفتش ..انا عندي الموية!!..فقال بابكر بدري مويتك بتكب في البحر الابيض المتوسط..فسأل المفتش سؤال من يريد ان يعرف..طيب رأيك..الموضوع يتم كيف؟. فقال بابكر بدري..يحتفظ الناس بأراضيهم. والشركة تبيع ليهم الموية..وشطب المفتش اسم بابكر بدري وسجل كلامه)..
الاخ الاستاذ هلال زاهر سرور الساداتي متعه الله بالصحة والذي كان مدير لمعهد التونج ومسؤول تعليمي ذكر انهم عندما كانوا في رحلة الى بورتسودان كان فنان القعدات هو البريطاني هوبسن الذي يجيد الغناء السوداني. وكان هنالك انجليز يجيدون اللهجة السودانية مثل اهلها..احدهم كتشنر. وكان في رفاعة مفتش يؤلف الدوبيت. ولهذا احب جيتسكل وكثيرون غيره السودان بطريقة عقائدية.
ويواصل السيد الكارب..(تقدم السيد جيتسكل للعمل في مشروع الجزيرة وتم اختياره في شهر فبراير 1923 وكان وقتها في الثالث والعشرين من عمره. وكان ذلك حدثا فريدا في ذلك الوقت ان يختار شاب بريطاني تخرج من جامعة اوكسفورد الشهيرة للعمل في مشروع الجزيرة الزراعي الناشئ لتوه. بدلا من ان ينضم الى الصفوة من اصحاب الياقات البيضاء في الخدمة المدنية الممتازة في حكومة السودان المخصصة لخريجي الجامعات البريطانية الشهيرة.( والسودان لم يكن ابدا مستعمرة بريطانية بل كان تابعا لوزارة الخارجية..والبريطانيون كانوا يحترمون السودانيون كثيرا)…كان اول عمله مفتش غيط صغير في عام 1923 في تفتيش عبدالحكم. ولم تكن اهتماماته فقط بالنواحي الزراعية فقد ذهبت به اهتماماته الانسانية التي ذكرها استاذه الى ان يهتم بالناس الذين يعملون معه. فصادق الكثير من المزارعين وغيرهم. اذكر منهم الشيخ المغفور له الشيخ البشير احمد الطريفي خليفة ودالطريفي صاحب القبة المشهورة بقرية طلحة ودالطريفي. والشيخ احمد ابوسنينة. والشيخ مصطفى محمد الحاج عبدالله. والذي تعرف بواسطته على المغفور له الشريف بركات احمد طه بقرية الشرفة بشرق النيل الازرق. وكان يداوم على زيارة الشريف بركات طوال فترة عمله في عبدالحكم.
هذا الرجل افسد المؤامرة المصرية عندما كان محافظا للجزيرة التي انساق لها السياسيون والمزارعون واقسموا القسم الذي لا رجوع منه بأنه اذا لم تصرف لهم اموال الاحتياطي مرة واحدة فلن يزرعوا. وعندما طرح موضوع الاضراب على محافظ مشروع الجزيرة جيتسكل..قال لهم ما كان يؤمن به..ان الاضراب من حقهم. وحرف كلامه كنوع من التحدي. اي انه يقصد انتو اضربوا وشوفا انا حا اعمل شنو!!. ولكن بعد الاجتماع الاول ازيل سوء التفاهم. والادارة كانت تقول للمزارعين بأنه اذا صرفت لهم الفلوس فليس هنالك من البضائع ما يكفي في السوق وسيسبب هذا ازمة. ولكن عليهم ان ينتظروا حتى تستورد الدولة البضائع الكافية. لكي تستوعب الفلوس..وحلت القضية.
وتظل مصر دائما متربصة بمشروع الجزيرة..ويجب ان لا ننسى ان الحكومة البريطانية قد اممت مشروع الجزيرة في سنة 1950 وقدم كهدية للسودان. وتكونت لجنة حسب قانون مشروع الجزيرة لسنة 1950 (نمرة 19) ومجلس الادارة الاول متكون من المستر ساندرس مدير مديرية النيل الازرق وابراهيم بدري والمستر ار.ه .مان وعبدالحافظ عبدالمنعم والمستر جيتسكل والمستر بيكن والاستاذ مكي عباس و المستر شارب سكرتير المجلس (المراقب المالي)
يجب ان نذكر ان الانجليز لم يسمحوا لأي بريطاني لأن يمتلك ارض في السودان. وكل المشاريع الزراعية الضخمة حتى مشروع الجزيرة لم تكن الارض ملكا للشركة. المشاريع الاهلية كانت تحت قانون لائحة سحب مياه النيل ولفترة 25 سنة فقط .أرجو ملاحظة ان مدير المشروع مستر جيتسكل ، ابراهيم بدري ، مكي عباس وربما بريطانيون في اللجنة كانوا اشتراكيين . وكان عبد الحافظ عبد المنعم مالك مشروع جودة الذي حدثت فيه مذبحة جودة 1956 كان يمثل الرأسمالية الوطنية .
نهاية اقتباس
انا اورد هذه الحقاق لكي يعرف الجيل الحالى اننا قد اهملنا ، وان الادارة البريطانيا التي كرهناها ووصفناها بكل ما هو قبيح قد ارست قواعد الديمقراطية وانشأت النقابات ودعمتها وهذا بمساعدة الرعيل الاول من السودانيين الذبن لم يكونوا فاسدين . فما حدث في السودان لم يتوفر في الدول الاخرى . ونحن من قتلنا الديمقراطية واسسنا للفساد ، وللطائفية القدح المعلى. وما يحدث اليوم في حكومة حمدوك ليس بديمقراطية كاملة . ان العسكر هم من يقررون ويسيطرون على القرارات . اما حميدتي فبالرغم من البدل الجميلة فهو شخص جاهل بشؤون الحكم ومجرم قاتل مدفوع الاجر . ويقول المثل ..... العود ما ببقا ماشة والعربي ما ببقا باشا .
من المؤكد ان صرف كل هذا المبلغ مرة واحدة ستكون له عواقب غير صحية . لماذا لا يوظف جزء من المبلغ في دعم غير مباشر متمثلا في تأمين صحي ودعم للتعليم المكفول للموظف والعامل كجزء من المرتب . واذا امكن لجم الفساد فيمكن صرف بعض المال في سندات حكومية او اسهم في المجال الذي يعمل فيه العامل او الموظف مثل السكك الحديدية النقل النهري الفنادق الخطوط الجوية والبحرية بعد انعاشها . كما يمكن ان تطرح اسهم لانعاش مشروع الجزيرة .عندما يحس العامل او الموظف او المزارع انه مالك اسهم فسيكوت الاداء في المرفق اجود . انهيار نظام المعاشات جعل اصحاب المعاشات يقبضون ملاليم في نهاية عمرهم.
تعدين الذهب وغير الذهب استثمار جيد ومضمون . لماذا لا تدخل الدولة في هذا المجال باسم الشعب السوداني عماله وموظفيه . ولماذا يحضر امبيكي يشرب القهوة ويبحلق في الوجوه المتحاربة ويعود الى بلده وجيبه عامر بالمال . لماذا لا نستفيد من علاقتنا الجيدة مع جنوب افريقيا في تعدين الذهب . وهم يحفظون لنا استقبال ماديبا ومناضلي جنوب افريقيا في الستينات ؟ وبدلا عن امبيكي والببكيكي نحضر المستشارين والخبراء لتعدين الذهب من جنوب افريقيا . وهذا بدلا من تهريب المجرم البشير وهذا ما ابكى غندور كالطفل واليوم يتفرعن عندما احس بضعف حمدوك وحكومته . ويكذب في مناظرته مع عمر الدقير ببجاحة العشر القام ليه شوك ،بانه لم يهدد بالنتفاضة المعاكسة و بالبندقية . وكلامه سمعناه وشاهدناه ونحن في بعيدا في اسكندنافية . وتهديد غندور جريمة .
الاموال التي تستقطع من العامل ، الموظف والمخدم للتقاعد ستتآكل في اقتصاد غير ملجم كما كان يحدث في زمن الكيزان ، وهذا بجانب الفساد واستباحة المال العام كنشاط طبيعي ومقبول . مصالح المعاشات في كل العالم تحاول الشركات وبيوت المال التودد لها لانها تمثل رأس مال ضخم يتحرقون لاستقطابه . وتوظف النقابات ومصالح المعاشات خيرة الاقتصاديين والمحامين لاستثمار عرق العمال والمزارعين الموظفين في استثمارات متعافية . يندر ان يجد الانسان موظفا او عاملا في السويد لا يمتلك اسهما او سندات الدولة فيما عدى الاجانب الذين ينفرون بطبعهم عن الاستثمار في الاسهم لعدم فهمهم لها لانها خارج نشاط اوطانهم السابقة ولأن حكوماتهم لا يمكن الثقة بها وينفقون المال في الاكل السيارات الفاخرة الملابس والسفر كل سنة لنفس القرية والذبائح والجخ والفشخرة . وبدلا من صرف هذه المبالغ في سلع استهلاكية والفشخرة الخ فيمكن ان تكون نواة او عربون لمساكن تحت رعاية الدولة وبعيدا عن الفساد ، وهذا ينشط قطاع كبير يشمل سوق المواد ، النقل والعمالة الخ ولكن هذا يعتمد على البنك العقاري الذي كان يعمل كالساعة قديما . طوبى للرجال الشرفاء قديما امثال المناضل صلاح ميزري قبل سيطرة الكيزان . لقد قال احد اهل جمهورية جورجيا بلد الطاغية استالين حاكم الاتحاد السوفيتي السابق قبل ايام .... مشكلتنا ان عندنا اثنين من الاعداء الكبار وهما روسيا والفساد . مشكلتنا نحن في السودان هم الكيزان ، الفساد والطائفية . وحكومة حمدوك بدلا من القبض على كل المجرمين يتركونهم يسرحون ويمرحون . يسجلون السيارات ويهبون المال لانفسهم . ويخفون المال والممتلكات والحكومة لا تتحرك وحمدوك يحضر للسودان في زيارات . .... اذا كانت السبعين هي سن العجز ولا يحكم على من بلغها بالسجن والبهدلة لانه عاجز او عجوز ، لماذا لايصدر قرار غير اسطروبي بأن من يبلغ سن السبعين لايسمح له بتقلد منصب دستوري وزاري او مهم في الدولة وغير الدولة . وهذا ما كنا نردده لعشرات السنين ..... ابعدوا الديناصورات من الحياة السياسية واتركوا الشباب لكي يقرر . ولماذا شنق الاستاذ وهو في ال76 من عمره ؟
اذا كانت الحكومة جادة في محاكمة البشير لماذا هذه المحاكمة الفجة بتهمة غسيل الاموال الخ . هل هذا القرار الاسطروبيا من العسكر ؟ ام من حكومة ،، نقاوة ،، من خيرة العقول السودانية ومن قلبهم على الوطن ؟ اليست هذه مسخرة ان يقدم رجل اعترف بقتل عشرات الآلاف دعم ومارس الفساد ، انقلب على نظلم منتخب . في الستينات قبض على صاحب متجر البون مارشيه الفاخر وهم متلبس بجريمة الجاسوسية ولكن اطلق سراحه لعدم وجود مادة في قانون العقوبات السوداني بخصوص الجاسوسية . وضمنت المادة مباشرة فيما بعد . لماذا لا يصدر قرار ينهى مهزلة عدم ارسال من بلغ السبعين الى السجن . هل صدر قرار بالنظر في هذا القانون الذي وضعه الكيزان مع بعض القوانين الغريبة التي تعطي الدستوريين الحق في تمتعهم واسرهم باموال الشعب من مخصصات وسيارات حتى بعد تقاعدهم او طردهم ؟
في بعض المكاتب السويدية يعلق الموظفون يافطة لطيفة تقول .... هل تريد ان تتكلم مع من يعرف او مع من يقرر . نحن نتساءل اليوم من الذي يصدر هذه القرارات هل هم من يعرفون او هم من يقررون ؟هل حمدوك مراسلة والعسكر هم من يقرر ؟ كيف بحق الجحيم يقدم البشير العسكري لمحكمة مدنية . اعدام العسكري شنقا كان يجعل العسكريون ينتفضون ،لأن هذا اساءة للشرف العسكري ، ناهيك عن تقديم العسكري الى محكمة مدنية . ولماذا يقدم موسى هلال المدني لمحكمة عسكرية ؟؟ من الذي يتخذ هذه القرارات الاسطروبيا ؟
كما يقول الاوربيون ان على الحكومة ان تقدم ،، بيكون ،، اللحم والشحم للمواطن . ان الحكومة مغلولة اليدين لم تقدم الحد الادني من الانتصارات وحمدوح يأتي للسودان في زيارات متقطعة . اين قاتل الشهيدة عوضية عجبنا المدان ، اين الشيخ الذي قام بتخدير فتاة بريئة وقام باغتصابها وادين في المحكمة ثم عفى عنه امير المؤمنين المجرم المدان ؟ قد يقول البعض ان هذه اشياء غير مهمة وعند حمدوك مهام جسيمة . والما بيعمل الشوية ما بيعمل الكتير .
لقد عادت العقارب امثال حسين خوجلى الى جحورها خوفا وهلعا ولكن بعد القرارات الضعيفة والاسطروبيا ، عادت العقارب وهي اكثر جسارة وشراسة . ولهذا يصف اللص عبد الحي المقدرة على وصف رجال الحكومة بالهباء ولا شئ . الم يكن في الامكان اعتقاله مباشرة بتهمة المال المسروق بعد شهادة المجرم المدان البشير ؟
لقد حرمت مع الكثيرين من الرجوع الى الوطن في بداية مايو التي شارك فيها الشيوعيون . وانتظرنا لستة عشر سنة لسقوط مايو . وبعد سقوط الدكتاتورية العسكرية اتت الدكتاتورية المدنية متمثلة في تحالف الطائفية التي لا يهمها الا مصلحتها . وشاهدنا فسادا فاق فساد مايو ن لان عدد اللصوص كان محصورا في مايو وفي تلك الدكتوتورية المدنية كثر اللصوص وتنافس الانصار والختمية في نهب البلد. والخلاف لم يكن ايديولجي لانه لا توجد ايديولجية عن الاثنين ، فقط من ينهب اكثر .
ها هو الميرغني يرسل نجليه لحضور المولد وعبد الرحمن يتم تلميعه . اليس من المفروض ان تصدر حكومة حمدوك قرارا غير اسطروبي يحظر مشاركة كل من تقلد منصبا في الانقاذ التي فككت ؟ ام ان حمدوك مراسلة فقط ؟؟ لقد كتبت عدة مرات وقلت ان حمدوك رجل نبيل وامين الا انه ليس برجل دولة لها تركة ثقيلة بعد تتر الكيزان . حمدوك اثبت انه .... افندي . لا نطالب حمدوك بأن يعتدي على وزير المالية بالضرب امام آخرين مثل نميري ولا ان يخيف الرجال الكبار لأن هذا خطا ولكن نريده ان يكون ملئ هدومه وان يكون اكثر من ند للكيزان . وأن يوقف لعب ولؤم امثال الناجي وامثاله ....،، الدم للركب ،،،. هذا تهديد بالموت وهنالك مادة في كل قوانين عقوبات الدوول تسمح باعتقال المتهم وتقديمة للعدالة .
shawgibadri@hotmail.com