سقط البشير وبقيت الجذور الشيطانية لنظام عصابة الانقاذ
يهاتفني القاص وعاشق التراب والتراث السوداني عادل محمد سيد احمد وأنفاسه منبهرة صارخا "الثورة انتصرت يا بشير "!!!
تمتلي عيناي بالدموع ولا أجد ما أرد عليه به سوى قول الحمد لله الذي يسر لهذا الشعب السوداني الطيب الذي ظل يقاوم في سلمية كاملة وصبر قرابة الثلاثين عاما استبداد وفساد وإفساد الانقاذ، يسر الله له من بين أبنائه من يقف في وجه الباطل ويقاومه حتى وان كلفه ذلك دمه بل بذل روحه فداء للوطن.
أن نظام عصابة الإنقاذ بدأ منذ أيامه الاولى الاستبداد والقمع بل وضع سياسة ممارسة القتل والتعذيب والاغتصاب. ومن ممارساته البشعة تجد كأمثلة للقتل، قتل الطالبة التاية، شهداء رمضان، الدكتور علي فضل، الطالب محمد عبدالسلام بابكر، شهداء دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وبورت سودان، والحماداب، وطلاب معسكر العيلفون، وصولا الى شهداء سبتمبر 2013م، السنهوري واخوته، واخيرا وليس اخرا شهداء ميدان الاعتصام 2018م، الشهيد الاستاذ أحمد الخير والشهيدة عزة التي استشهدت يوم النطق بالحكم في قضية الشهيد احمد الخير، وشهداء اخرين لم يعرفوا قتلوا في بيوت الاشباح او الزنازين او رموا في النيل!!!
من المؤكد ان نظام عصبة الانقاذ لم يكن فيه حمائم بل كلهم صقور وسباع ووحوش كما صرخ احد قاتلي الشهيد احمد الخير بعد صدور الحكم" نحن اسود...ووحوش ..نحن الموت أسياده"!!! صحيح ان قادة عصابة الانقاذ والصف الاول من الحركة اللاسلامية منهم، هم من يتحملون وزر كل هذه الدماء والقتل والتعذيب لأبناء الشعب السوداني بجانب الدمار الاقتصادي والإفساد الاخلاقي. ويأتي كدليل على ذلك أقوال الاستاذ علي عثمان في اجتماع الحركة الاسلامية في 07/08/2019م
" لن تترك الحركة الاسلامية حكم السودان" ، ".... بقاء الحركة الاسلامية السودانية مستقلة دون ان تحل او تدمج في المؤتمر الوطني على ان يكون مجلس لتنسيق العمل بين الكيانين ... وانشاء جهاز أمن اقتصادي متخصص للاستخبارات الاقتصادية.... الازمة الاقتصادية جعلتنا نفكر في انشاء جهاز متخصص للأمن والاستخبارات الاقتصادية ذو افرع داخلية وخارجية.... من ذو الولاء الصادق للحركة الاسلامية وتضم وحدات الامن الشعبي في المؤسسات المختلقة ووحدة الامن الاقتصادي بجهاز الامن واستخبارات هيئة التصنيع الحربي.."
نعم يرفض الكثيرون مصطلح الدولة العميقة ولكنهم يتقبلون بل يؤكدون وجود قيادات من الصف الثاني والثالث من عصابة الانقاذ والحركة اللا إسلامية قابضة على اقتصاد البلاد. يبقى ان ذلك النظام الفاسد له جذور شيطانية ممثلة في عضوية حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي والمؤتمر المتمكنة في أجهزة حساسة وتحديداً جهاز الأمن والاستخبارات وفروعه الممتدة في الامن الاقتصادي التي تسيطر على شركات القطاع العام والقطاع الخاص.
ونجد بكل أسفـ، هؤلاء الفاسدين يحاولون تعطيل أداء الحكومة الجديدة بكل السبل القانونية والبيروقراطية واللا قانونية لحماية النظام القديم وحماية مصالحهم وكذلك خوفا من المحاسبة.
بما ان أهم جانبين ينبغي ان تلتفت لهم الحكومة الجديدة هم الامن والمعاش بدليل قوله تعالى "
الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" ، ولكن هؤلاء الجانبين ما يزالان تحت سيطرة أعضاء الامن الاقتصادي و"ندمائهم" ، فلذلك يجب تقديم رموز حكومة الانقاذ الذي مازالوا يشكلون خطر على أمن الدولة لمحاكمات عادلة وكذلك الاهتمام بتحرير الجانب الاقتصادي من قبضة الدولة العميقة.
فلا يمكن مثلا ان تستمر مصادر الدولة المالية الأساسية خارج قبضة وزارة المالية، مثل الذهب والسمسم والصمغ العربي وتصدير اللحوم، وغيرها؛ بل يجب العمل على استرداد الاموال المنهوبة ولو بأسلوبية عصابة الانقاذ " التحلل". كذلك أجد انه من الطبيعي ان تلتف الحكومة للزراعة بصورة عاجلة فنجاح موسم زراعي واحد قد يكون له مردود على انخفاض كل الاسعار الأخرى بالسوق.
قبل ختام هذا المقال، أجد لزاماُ على ان أزجي التحية للقاضي وزملائه الذين أشرفوا على الحكم في قضية الشهيد أحمد الخير، لانهم لم يستجيبوا للتهديدات والاستفزازات التي وجدوها من طرف بعض المتنفذين والجهات الرسمية وغير الرسمية، ومن نفس الباب أجد لزاما علي ان اتقدم بالشكر نيابة عن الشعب السوداني كافة للمحامين عمر عبد العاطي وبخاري الجعلي لانهما تحملا مسؤولية الدفاع عن المرحوم الاستاذ احمد الخير والتي تمثل دفاعا عن كل الشهداء الذين استشهدوا خلال هذه الثلاثين عاما لانهم وقفوا في وجه عصبة الانقاذ والحركة اللا إسلامية..
انشد أحد شعراء الثورة
"ما عندك بلا الزنزانة
كتائب الظل صَدى الجَبَخانة
ونحنَّ هُتافنا تسقط بس
يَهِز الدُنيا بأركانه
مهما تَحشِد التِرسانة
تترصَّ العَساكر رص
تِحتَمى بالكلِاب والدانة
تسقط بالعَلَن مـا دَس
تِتشَبَع سِقوط ومَهانة" .
wadrawda@hotmail.fr